العدو الأقوى

داليا شيحة

 

التوتر هو أصل العديد من المشاكل في الزواج. فهولا يضر بالعلاقة الزوجية فحسب، بل يسبب أيضاً العديد من الأزمات الصحية مثل أمراض القلب.. ويعدّ التوتر أيضاً العدو الأقوى للعلاقة الحميمية، وقد يؤدي إلى انهيار العلاقة بالكامل. كمستشارة زوجية وأسرية أؤكد لكم أنه من الممكن تجنب التوتر في الزواج من خلال اتباع ثلاث نصائح تساعد على الجد منه في العلاقة الزوجية:

أول تلك النصائح، يجب أن نكون على دراية بمحفزات التوتر ونعبر بحب عما في دواخلنا.. فإدراك ما يثير التوتر لدينا أمر في غاية الأهمية لأن الوعي هو الخطوة الأولى للتغلب عليه. فإذا كان المؤثر ناتجاً عن نقص المساحة الشخصية أو الوقت الشخصي، فمن المهم أن نقوم بالاعتناء بأنفسنا حتى نتمكن من التواصل مع الشريك بطريقة محببة. وإذا كان محفز التوتر ناتج عن تصرف معين صدر من شريكك، حاول التحدث معه عن سبب توترك بطريقة واضحة ومناسبة خالية من اللوم والاتهام حتى يحدث تقارب بدلاً من تصاعد حالة التوتر تلك.

ثانياً، علينا أن نجعل العلاقة الزوجية أولوية في حياتنا، فقد تحدث أشياء صغيرة وتافهة أحياناً بين أي زوجين يمكن أن تؤدي إلى الخلاف ما لم يعرف الزوجان أن السعادة في العلاقة أهم من كون رأي أحدهما هو الصواب. وتشير الدلائل والإحصاءات إلى أن الأزواج الذين يتجاهلون الأشياء الصغيرة ويسامحون بعضهم البعض يكونون أكثر رضى واستقراراً في زواجهم. لذا عوضاً عن التركيز على ما يمكن أن يسبب التوتر في العلاقة فالأفضل هو التركيز على نقاط القوة لدى الشريك ومميزاته، ومن المفيد تذكر اللحظات السعيدة المشتركة دائماً.

النصيحة الثالثة، تكمن في خلق التوازن في حياتنا، فالزواج الناجح قائم على المشاركة والتعاون، لذلك عندما يبذل أحد الشريكين مجهوداً أكبر في العلاقة مقارنة بالشريك الآخر، فقد يتسبب ذلك في الشعور بالاستياء ما يؤدي إلى التوتر في العلاقة الزوجية. من المهم أن يكون كل طرف واضحًا بشأن دوره ومسؤوليته الفردية قدر الإمكان حتى يشعر الطرفان بالعدالة والمساواة.. لذا، من المهم التذكر أن الزوجين هما عضوين في فريق واحد، يدعمان بعضهما البعض.

أخيراً.. للشعور بالحب والترابط مع الشريك، من المهم ألا يكون الوقت الذي تقضيانه سوية هو وقت ممتع وحسب، بل من المهم أيضاً أن تشعرا بالأمان والقدرة على مشاركة مشاعركما واحتياجاتكما بوضوح.

العلاقة الزوجية الآمنة هي تلك التي يكون الزوجان فيها مصدر الراحة والهدوء لبعضهما البعض، خاصة في الأوقات الصعبة. كما يكون كل طرف مصدر الدعم والتشجيع للطرف الآخر في أوقات الهدوء. في هذه اللحظات عندما تعرف أنه يمكنك اللجوء إلى شريكك بغض النظر عن الوضع، يشعر العقل والجهاز العصبي بالأمان وينمو الحب.