بعض المفاهيم الخاطئة عن الزواج

داليا شيحة

 

توجد بعض الأفكار الخاطئة عن الزواج والتي تؤدي عادة إلى التوتر وعدم الاستقرار بين الزوجين، وفي بعض الأحيان إلى الانفصال. هذه المفاهيم الشائعة غير الصحيحة هي في الغالب نتيجة التوقعات غير الواقعية التي يتم الترويج لها في بعض وسائل الإعلام مثل الأفلام السينمائية أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي. كما تأتي بعض هذه المفاهيم الخاطئة من أفراد الأسرة أو الأشخاص المقربين.

الخرافة الأولى هي أنه إذا كان شريكك يحبك حقاً، فعليه أن يتعرف إلى مشاعرك واحتياجاتك وتوقعاتك من دون الحاجة منك إلى التعبير عنها أو التحدث حولها. وفي الحقيقة فهذه فكرة خاطئة تماماً لأن شريكك هو إنسان منفصل في ذاته وقد خلقه الله بقدرات محددة وليس من بينها القدرة على قراءة الأفكار. لذلك فإن الافتراض أنه يستطيع تخمين ما يشعر به الطرف الآخر أو ما يريده لا يؤدي إلا إلى سوء التواصل وسوء الفهم والإحباط والاستياء. فمن المهم أن يتواصل الزوج أو الزوجة دائماً بوضوح مع الطرف الآخر بما يتوق إليه أو يخافه أو يشعر به.

الخرافة الثانية هي أن الزوجين لا يجب أن تكون هناك حدود في العلاقة بينهما. هذه الفكرة عادة ما تؤدي إلى تعرض أحد الشريكين لسوء المعاملة والإرهاق وبذل المزيد من الجهد في العلاقة أكثر من الطرف الآخر. كما يؤدي هذا أيضاً إلى تصاعد مشاعر الاستياء والإنهاك والغضب والحزن والوحدة بين الطرفين. على سبيل المثال هذه الفكرة الخاطئة قد تؤدي في بعض الأحيان إلى قيام الزوجة بدور الزوج والزوجة معاً مثل تحمل الجزء الأكبر من الأعباء المادية للأسرة والقيام بالأعمال المنزلية وتربية الأطفال بمفردها وغيرها من المهام التي يتشارك الزوجين في أدائها. أما الزواج الصحي فيكون للشركاء حدود لحماية أنفسهم والحفاظ على الاحترام والمسؤولية المتبادلة في العلاقة.

الخرافة الثالثة هي أنه يجب أن يكون لدى الزوجين اهتمامات مشتركة، وأن وجود اختلافات سوف يؤدي إلى الخلافات. إن الزواج السعيد ليس قائماً على فكرة أن الزوجين يجب أن يحبا الأشياء نفسها أو الاستمتاع بعمل الأنشطة عينها. لذلك فإن الطريقة التي يستجيب لها الزوجان لوجود الاختلافات بينهما تصبح عاملاً أساسياً في نجاح العلاقة بينهما.

الخرافة الرابعة هي أن وجود الابناء هو عامل رئيس في تقارب الزوجين. إن تبني الفكر التقليدي والمتعارف عليه في مجتمعاتنا الشرقية والذي يجعل الأطفال هم السبب في أن الأزواج يمكن أن يكونوا أكثر ارتباطاً وحميمية ليس صحيحاً بالضرورة. على العكس ف في بعض الأحيان قد ينتهي الأمر ببعض الأزواج إلى وجود مساحة تباعد بينهما بسبب الاختلاف بينهم على طريقة تربية أطفالهم.

إحدى الأساطير الأخيرة هي أن طلب الأزواج المساعدة الخارجية مثل التوجه للمستشارين المختصين بالعلاقات الزوجية يأتي فقط عند وصول الحالة الزوجية إلى المرحلة الأخيرة قبل وقوع الطلاق. بصفتي مستشارة زوجية فاني أؤكد لكم أن التواصل مع المستشار الزوجي في مرحلة مبكرة من الخلافات قد يكون في الواقع اعظم فائدة، حيث تساعد الاستشارات الزوجية الأزواج على تعلم كيفية التواصل بشكل فعال وتطوير أدوات إدارة الخلافات للحفاظ على العلاقة بينهما.