باتت الخيانة الزوجية للأسف ظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا خاصة مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت من تفشي تلك الظاهرة. وهناك أسباب عديدة للخيانة الزوجية مثل الخلل في العلاقة الجنسية أو افتقاد التقدير والاهتمام، لكن بغض النظر عن الأسباب إلا أن الخيانة الزوجية قد تكون مدمرة للعلاقة وآلامها النفسية العميقة قد تؤدي في أحيان كثيرة إلى الانفصال أو الطلاق. ومن خلال عملي كمستشارة زوجية وأسرية أرى في كثير من الأحيان أزواجًا يعانون من تداعيات الخيانة وقدر الوجع والمجهود الذي يحتاج الشريك الخائن إلى بذله لترميم العلاقة وإصلاحها.
هناك حالات عديدة تتعافى من آثار الخيانة الزوجية من خلال اتباع أساليب مختلفة لترميم العلاقة، أهمها ندم الطرف الخائن وإصراره على الإصلاح. إذا كنت الشريك الذي قام بالخيانة، فهناك ثلاث خطوات رئيسة يجب اتخاذها:
أولها عليك أن تكون صادقًا مع نفسك بشأن الأسباب التي دفعتك إلى الخيانة. هذه المواجهة الذاتية مهمه للغاية حتى لا تقع في الفخ نفسه مرة أخرى. فإذا كان الدافع مثلا هو إحساسك بالإهمال أو بسبب مشاكل جنسية مع الشريك، فيجب الاعتراف بذلك وتوضيحه للطرف الاخر. من المهم أن يسمع شريكك الأسباب الحقيقية والمقنعة التي دفعتك للخيانة من دون الخوض في التفاصيل الدقيقة المؤلمة للخيانة. في غياب المعلومات عن الأسباب والدوافع يصبح من الصعب على شريكك أن يثق بك مرة أخرى حتى ولو اعتذرت مراراً وتكراراً.
الخطوة الثانية، يجب أن يتناسب اعتذارك مع الأذى والألم الذي تسببت فيه لشريكك. فإذا كان الجرح الذي سببته عميقاً، فلا تتوقع أن الاعتراف بالأسف مرة واحدة قد يكون كاف للغفران حيث ان المسامحة تتطلب الصبر والتصميم والمرونة من جانبك.
ثالث الخطوات، كن مستعدًا لمواجهة مشاعر الغضب والاستياء والحزن من شريكك وهذا طبيعي لأن الفقد الذي يشعر به يماثل الفقد الذي يشعر به الشخص الذي مات له حبيب غالٍ. خيانتك هذه كالطعنة في القلب، فلا تستسلم واعتذر كثيراً. سوف يتحدث شريكك عن الخيانة من وقت لآخر وهذا طبيعي فجهازه العصبي لا يثق أنك لن تعرضه للأذى مرة أخرى وقد يجد صعوبة في الوثوق بك خاصة لو كنت تدافع عن نفسك أو تعطي نفسك أعذاراً للخيانة. لذا في هذه الأوقات حاول ان تطمئن الجهاز العصبي لشريكك بأن تظهر له التعاطف مع مشاعره.
نصيحة أخيرة للطرف المجروح، إذا لمست دليلاً محسوساً على ندم شريكك واحساسه بالذنب واعترافه بخطئه حاول تهدئة الأمور وإصلاح الأوضاع.. نعم إن الخيانة الزوجية مؤلمة والمسامحة والغفران ليست سهلة لكن اسمح لنفسك أن تسامح من قلبك واعتبر ما بعد الخيانة مرحلة زوجية جديدة ومختلفة. إذا كان هذا صعباً عليك فمن المهم استشارة الخبراء والبحث عن مستشار زوجي للمساعدة.
