أعطني حريتي أطلق يديّ

رويدا أبيلا
رويدا أبيلا
رويدا أبيلا

إن إنجاب حياة جديدة في هذا العالم تجربة مذهلة ورائعة، ولكنها أيضاً تجربة قد تكون مرهقة ومليئة بالتحديات. إن توقعات المجتمع المفروضة على الأمهات الحوامل يمكن أن تسلب من متعة التجربة. حيث تتعرض النساء لسيل من النصائح غير المرغوب فيها من جميع الاتجاهات، وهذه النصائح قد تسبب الإجهاد والقلق للعديد من الأمهات.

تجد الأمهات الحوامل أنفسهن في مواجهة الضغوط الاجتماعية المفروضة عليهن بشأن الولادة الطبيعية والرضاعة الطبيعية. يعتقد الكثيرون أن "الأم الصالحة" هي التي تلد بشكل طبيعي وترضع طفلها لفترة طويلة، ولكن هذا الاعتقاد يحجب الرؤية عن تعقيدات كل حمل وولادة.

يجب علينا دعم الأمهات الحوامل، ومساعدتهن في اتخاذ القرارات المعلومة الصائبة لهن ولعائلاتهن. إن الولادة الطبيعية والرضاعة الطبيعية، هي خيارات مقبولة ومناسبة للعديد من النساء، لكنها ليست دائماً الخيار الأفضل للجميع. ومن الممكن أن تحتاج أو تختار بعض النساء التدخل الطبي، مثل الولادة القيصرية. كما أن الرضاعة الطبيعية هي خيار شخصي، والعديد من العوامل يمكن أن تؤثر على قدرة الأم على الرضاعة، بما في ذلك الصحة النفسية والجسدية. ومن المهم أن تتمكن الأمهات من الحصول على بدائل للرضاعة الطبيعية من دون الشعور بالحكم والتمييز.

وفي السياق نفسه قد تختار بعض النساء العودة إلى العمل مباشرةً بعد الولادة للحفاظ على حياتهن المهنية، والتي يمكن أن تكون حاسمة لإمكانية كسب الدخل على المدى البعيد، ودعم الأسرة. على الرغم من الأسباب الكثيرة والمبررات المقنعة للعودة إلى العمل، فإن الأمهات العاملات غالباً ما يتعرضن للانتقاد والحكم من قبل أولئك الذين يعتقدون أن مكان الأم هو في المنزل. يمكن أن يأتي هذا الضغط من أفراد العائلة أو الأصدقاء، أو حتى الغرباء الذين يشعرون بأن الأمهات العاملات يتجاهلن رعاية أطفالهن.

حان الوقت لنفهم أن كل تجربة حمل وولادة هي فريدة ومختلفة، ومن المهم على الأمهات اتخاذ القرارات التي تناسبهن وعائلاتهن، وبدلاً من اتباع مجموعة من التوقعات المحددة، يجب تمكين الأمهات الحوامل من اتخاذ القرارات بناءً على ظروفهن الفردية والصحية والنفسية. ويجب علينا خلق بيئة داعمة للأمهات الحوامل، حيث يشعرن بالأمان للتعبير عن مخاوفهن وتفضيلاتهن؛ وهذا يعني احترام قراراتهن وتقديم الدعم المطلوب.

ويجب أن نضع أولوية للصحة النفسية والعاطفية للأمهات الحوامل أيضاً؛ فالضغوط المفروضة على الأمهات للتكيف مع التوقعات المجتمعية يمكن أن تكون مؤثرة بشكل كبير وسلبي على الحالة العاطفية والنفسية للأم الجديدة.