عادات وتقاليد أهل الصحراء في رمضان

2 صور

تختلف استعدادات رمضان عند أهل الصحراء في المغرب، خصوصاً وأن عادات الأكل والشرب في رمضان لا تختلف عن باقي أيام السنة، فلا يتم التحضير لهذا الشهر الكريم بشكل خاص، أو في وقت مبكر، اللهم بعض التغييرات الطفيفة إذ ينصرف الجميع إلى أشغالهم حتى يعلن عن إقبال شهر الصيام فيتسابقون لتبادل التهاني في خشوع وابتهال، ثم يعود كل واحد بعد ذلك ليضع آخر اللمسات على مائدة أول سحور في رمضان، والتي لا تختلف عادة عن وجبة عادية تكون في غالب الأحيان دسمة يتأخر تحضيرها بعض الشيء؛ حتى يستأنس الكبار والصغار بعادات هذا الشهر الاستثنائي.

استعدادات متأخرة
تقول فاطمتو الحنطاوي، 49 سنة، ربة بيت، إن استعدادات رمضان تبدأ متأخرة جداً في الصحراء، حتى أن بعض الأسر تستعد قبل يوم أو يومين، وقد لا تحوي مائدة الإفطار سوى بعض الحساء بنوعيه الأحمر المعد من دقيق الشعير، أو الأبيض المعد من الحليب والشعير المحمص، وتمر، وحليب، وحلويات جافة، ومقبلات، على أن يكون محور هذه المائدة قدح اللبن الطازج، أو ما يطلق عليه بالحسانية «الزريك»، الذي يستند إلى مشروب مخفف بالماء والسكر المضاف إلى حليب النوق «الفريك»، أو الماعز، وتتناقله الأيدي حسب موقع جلوس الصائم من اليمين إلى اليسار، على الطريقة العربية.

شاي وشواء
صينية الشاي (أماعين أتاي) من الأساسيات بعد الإفطار حيث يتم إعداد كؤوس الشاي الثلاثة المعروفة عند مجتمع أهل الصحراء المقيمين منهم في البادية أو في المدينة، وتحرص العائلات الصحراوية على أن يكون الشواء من لحم الإبل قد وضع على المائدة ليحل محل وجبة العشاء العادية، تعقبها وجبة سحور خفيفة، وتؤكد فاطمتو أن الشاي يعد من طرف رب الأسرة من إحدى ركائز مائدة رمضان في الصحراء.

صلة الأرحام
تبادل الزيارات بين الأحباب، والأصدقاء، والجيران يزيد قليلاً على الأيام العادية؛ بسبب فسحة الزمن التي يتيحها هذا الشهر الكريم، كما يتم الإكثار من عادات السمر الطويل، وإقامة الولائم بالدور (النوبة) بين الرجال والنساء، وتعني عادة «النوبة» (أي المناوبة)، انتظام مجموعة من الأصدقاء أو العائلة في شكل مجموعات متوسطة، أو كبيرة العدد، وتناوب أفرادها على تنظيم مائدة إفطار جماعية تستضيف كل أعضاء المجموعة.

جلسات النوبة
تعد جلسات «النوبة» إحدى سبل التواصل الاجتماعي، وصلة الأرحام في شهر رمضان العظيم، لدى سكان الأقاليم الجنوبية، ومن شأنها أن تضمن التداول الشفهي للشعر، والأدب الحساني عموماً، لما قد يصاحبها من «حروب» حماسية، قد تشمل مبارزات في الشعر الارتجالي «لقطاع»، أو مباريات الألعاب الشعبية مثل «ظامة»، و«السيك»، بينما قد يفضل البعض التباري على الفوز ببعض مباريات الألعاب العصرية مثل «الدومينو»، أو لعبة الورق، وقد يتم تنظيم كل هذه المباريات في شكل بطولات جماعية تأتي نهايتها وإعلان الفرق الفائزة في آخر يوم من أيام رمضان الكريم. وبينما تستمتع الفرق الفائزة بفرحة الفوز، تتحمل الفرق المنهزمة، عناء انتظار رمضان القائم لرد الهزيمة. ويرتفع مستوى التشويق خاصة لدى مجموعات النوبة من كبار السن رجالاً ونساءً لشدة الحماس والفرجة الكبيرة التي تضمنها مباريات «السيك» و«ظامة»، والتي قد يسمع صداها على بعد مسافة بعيدة من مكان التباري.

دروس وعبادات
لا يعني شهر رمضان بالأقاليم الجنوبية أن كله لهو وأكل وشرب، حيث يحرص الصائم بهذه الأقاليم على حضور ما تيسر له من دروس دينية، ثم الانصراف إلى العبادات، وأداء الفرائض في ورع وتقوى كما يليق بشهر رمضان الكريم، وكما دأبت على ذلك ممارسات الآباء والأجداد.
 

اقرئي المزيد من المواضيع في رمضانيات