الفنان محمد رياض: أنا ممثل مغامر ولا أخاف من أي دور أقدمه

الفنان محمد رياض: أنا ممثل مغامر ولا أخاف من أي دور أقدمه
الفنان محمد رياض-تصوير : عمرو فارس

محمد رياض فنان يحمل نجومية الماضي والحاضر. فهو صاحب البطولة المطلقة لأكثر من 150 مسلسلاً درامياً على مدى أكثر من 30 عاماً. فهو النجم الهادئ الراقي الموهوب، الذي يستطيع أن يبدع في كل دور يقدمه، قدم أدواراً عديدة، الرومانسي، والديني، والتاريخي، وفي السنوات الأخيرة استطاع أن يقدم أدواراً متنوعة من خلال مسلسلات «كفر دلهاب، النمر، الاختيار 3» وغيرها من المسلسلات المتميزة. وفاجأنا هذا العام بدور مختلف تماماً عما قدمه من قبل ليكون مفاجأة للجمهور في مسلسل «المداح». «سيدتي» التقته في الحوار الآتي.

 

الفنان محمد رياض-تصوير : عمرو فارس

 


هل دورك في مسلسل «المداح» كان تحدياً بالنسبة لك؟


بالفعل كان تحدياً بالنسبة لي، أخذ مني مجهوداً ووقتاً قبل التصوير وأثناء التصوير، لم أكن أعرف كيف سأدخل إلى الشخصية، هي شخصية صعبة وكنت لا أريد أن أجسدها مثل من سبقوني وجسدوا أدواراً شبيهة لهذا الدور. دور صعب للغاية إلى جانب أنه مختلف تماماً عن أدواري السابقة، فهي شخصية هايم «شيطان الأنس»، الذي يستمد قوته من الجن، الحمد لله أن الدور كان جزءًا من نجاح الجزء الثالث للمداح.


نظارة هايم


هل ترددت في قبول الدور؟


لم أتردد، أنا ممثل مغامر ولا أخاف من أي دور أقدمه، ما عليّ إلا الاجتهاد في الدور وخصوصاً عندما يكون الدور جديداً ولم أجسده من قبل، ويكون دور تحدٍ وأترك في النهاية الحكم للجمهور، وقبله توفيق الله سبحانه وتعالى.


وكيف أعددت نفسك للدور حتى ظهر بهذا الشكل المناسب للشخصية؟


عقدت جلسات تحضير مع المخرج أحمد سمير فرج والستايلست حسن، واتفقنا على شكل الشخصية وشكل النظارة التي يلبسها هايم، والذي استغرق البحث عنها شهراً كاملاً، لأنني أريد مواصفات معينة، وشكل نظارة تكون مناسبة للشخصية، وأن تكون عدساتها بشفافية معينة حتى تظهر عينه منها. وقد قمت باختيار شكل النظارة وغيّرت لون العدسات أكثر من ثلاث مرات حتى استقررت على اللون المناسب للعدسة، والتي يظهر من تحتها عين الشخصية بوضوح. وكانت عدساتها لا تعكس الإضاءة، فالشخصية بلا مشاعر، ويظهر هذا في نظرات عينيه وتصرفاته، لهذا كانت النظارة جزءاً رئيساً من شكل الشخصية، إلى جانب أن المخرج أحمد سمير فرج ظل يبحث عن المكان والديكور المناسب لمنزل الشخصية حتى يكون ملائماً لها، فهي شخصية بلا جذور وليس لها أهل أو أصدقاء، شخصية غامضة تماماً، فهو ينتمي لشياطين الأنس، ويسيطر عليه الجن، ويعطيه القوة للسيطرة على البشر.


حمادة هلال ممثل شاطر


كيف كانت تجربتك مع الفنان حمادة هلال؟


حمادة هلال ممثل شاطر ويحب شخصية المداح التي يقدمها للسنة الثالثة ومتمكن منها، إلى جانب أننا صديقان من قبل المسلسل، وكنت سعيداً جداً أننا نعمل معاً في مسلسل «المداح».


هل كنت تشعر بالقلق من رد فعل الجمهور على دورك في مسلسل «المداح»؟


بالفعل كنت أشعر بالقلق من رد فعل الجمهور لأنه تعوّد عليّ في أداء أدوار الشخصيات الطيبة المثالية، وخاصة لا ينسى الجمهور شخصية عبد الوهاب في «لن أعيش في جلباب أبي»، فعندما قدمت دوري الشيمي رضوان في مسلسل «النمر»، وكان فيه بعض خيوط الشر، لم يكرهني الجمهور لأن الدور كان فيه بعض الأبعاد الإنسانية وهي حبه لابنته كثيراً، ويكتشف في النهاية أنه لم يقتل أخاه، لكن شخصية «هايم» تعدّ نموذجاً لشيطان الأنس، لا يوجد به أي أبعاد إنسانية لأنه شيطان.
من عالم الفن نقترح عليك لقاء مع الفنان ياسر جلال: أبحث دائماً عن الاختلاف في أعمالي


البطولة المطلقة


هل تتفق معي أن جيلكم لم يأخذ حقه من النجومية التي يستحقها؟


لا أتفق معك، أنا أخذت حقي بشكل كبير، وراضٍ جداً عما وصلت إليه من نجومية. أنا قدمت أكثر من 150 مسلسلاً في جميع المراحل العمرية، فقد قدمت الأدوار الرومانسية والدينية والتاريخية. وفي مرحلتي الفنية الآن، والتي بدأت منذ سنوات قليلة ماضية، أصبحت أقدم أدواراً أكثر تنوعاً بما يناسب مرحلتي العمرية، فقد تحررت من الأدوار الرومانسية والرجل الخيّر المهذب. أنا سعيد بهذه المرحلة، لأنني أقدم خلالها أنواعاً مختلفة من الشخصيات، فأعتز جداً بالمحامي الشرير في «لعبة إبليس»، وشيخ الغفر الشرس في «كفر دلهاب»، وصفوت الصحافي الانتهازي في الجزء السادس من «ليالي الحلمية»، وأيضاً دوري في «رحيم»، والشيمي رضوان في مسلسل «النمر» مع محمد عادل إمام، وضابط الأمن الوطني في مسلسل «الاختيار 3»، وهذا العام أغيّر أدواري تماماً بدور هايم في «المداح». إلى جانب ذلك، أنا أعتز كثيراً بأدواري الدينية والتاريخية، مثل مسلسل «ابن حزم»، و«ابن حنبل»، وقد أحبهما الجمهور كثيراً ويحرص على مشاهدة هذه الأعمال عندما تعرض، فهي أعمال لها جماهيرية كبيرة. لقد قدمت البطولة المطلقة في أكثر من 150 عملاً لكني أرى أن البطولة الجماعية تكون أنسب إلى الدراما التليفزيونية، فمثلاً لو أخذنا مثالاً لمسلسل «ليالي الحلمية»، فهناك شخصيات مرسومة كلها أبطال، وعلى رأسهم الدكتور يحيى الفخراني، والأستاذ صلاح السعدني، أمدّ الله في عمرهما، لا نستطيع أن ننسى أي شخصية في المسلسل، فجميع الشخصيات كانوا أبطالاً ولهم دورهم المؤثر في الدراما. ومسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، وكان على رأسه الراحل الكبير الفنان نور الشريف، وكل باقي النجوم في المسلسل كانوا أبطالاً، ولا يستطيع أن ينجح المسلسل من دونهم، إلى جانب أن اهتمامي الأول والأخير يكون بالشخصية التي أقدمها، وهل هي شخصية ستضيف لي وللأحداث وذات اهتمام محوري في أحداث المسلسل أم لا.
أما مسلسلات السيرة الذاتية، فيكون كل التركيز فيها على الشخصية نفسها مثل الشخصيات التي قدمتها مثل مسلسل «فارس الرومانسية»، والذي قدمت فيه حياة الأديب الراحل يوسف السباعي، وشخصية ابن حزم، وابن حنبل، كلها شخصيات سيرة ذاتية تاريخية ومعاصرة، فيكون التركيز الأكبر فيها على البطل الذي يقوم بدور هذه الشخصية.


هل اشتراكك في مسلسل «الاختيار 3» كان بالنسبة لك إضافة أخرى في مشوارك الفني؟


العميد يسري ضابط الأمن الوطني من أحب الأدوار لقلبي، وقد تشرفت بالاشتراك في مسلسل «الاختيار 3»، ليتعرف من خلالها الشباب على هؤلاء الأبطال سواء من الأمن الوطني أو من الشرطة أو من الجيش، والذين يستحقون كل التقدير، يتعرفون إلى أصعب الفترات التي عاشها الوطن ودور هؤلاء الأبطال في حماية هذا الوطن، هؤلاء استطاعوا أن يحموا الوطن ويصلوا به إلى بر الأمان بسبب تضحياتهم الكبيرة من أجل أن يعيش هذا الوطن في أمن واستقرار. فشرف لي أن أجسد شخصية من هؤلاء العظام.


رئاسة المهرجان القومي للمسرح


ما الجديد الذي ستقدمه في رئاسة الدورة الـ 16 للمهرجان القومي للمسرح؟


سعدت جداً بهذا التكليف والتشريف، لأنها مسؤولية كبيرة جداً، لأن المسرحيين لديهم أمل كبير في هذه الدورة. وأقدم التحية لكل من كان رئيساً للدورات السابقة على الجهد الكبير الذي بذلوه، كانت دورات ناجحة ومميزة. لنا الشرف جميعاً أن تكون الدورة التي أترأسها ستحمل اسم الفنان الكبير عادل إمام، وذلك تكريماً لما قدمه خلال مسيرته الفنية من أعمال مسرحية متنوعة ومتميزة. وتصدرت صورة الفنان الزعيم البوستر الرسمي للدورة الجديدة، التي ستنطلق من 27 يوليو حتى 12 أغسطس. الفنان عادل إمام فنان كبير، ومن رموز المسرح المصري والعربي. وقد بدأ نجوميته قبل السينما في المسرح. سيشارك في المهرجان نحو 40 عرضاً خلال فعاليات 13 يوماً، إلى جانب الافتتاح والختام وتوزيع الجوائز، بالإضافة إلى فعاليات أخرى يوجد فيها ورش مسرحية، وندوات ما بين مكرمين وندوات بحثية، وندوات دائرة مستديرة، وورش تمثيل وإخراج وكتابة، وغيرها من التفاصيل الأخرى. أما بالنسبة للمكرمين فنحن نختار من لهم تأثير واضح في المسرح ولديهم تجربة مسرحية مؤثرة وكبيرة. هذا العام سيتم تكريم الأحياء فقط، لأن الفنان يجب أن يكرم في حياته، وهذا ما يسعده كثيراً.


موهبة ابني عمر


«ابن الوز عوام»، متى ظهرت موهبة التأليف والتمثيل عند ابنك عمر محمد رياض؟


ظهرت الموهبة عندما دخل عمر كلية الإعلام قسم إذاعة وتلفزيون، إلى جانب تأثره بالبيئة الفنية التي نشأ فيها، والعائلة الفنية الكبيرة التي تربى في كنفها، الجد الفنان الكبير محمود ياسين، والجدة الفنانة الكبيرة شهيرة، ووالده محمد رياض، ووالدته رانيا محمود ياسين، وخاله الكاتب والمؤلف عمرو محمود ياسين. أثناء دراسته في الكلية بدأ هو وزملاؤه يقدمون بعض التجارب التمثيلية ويقومون بتصويرها بالهاتف، ثم أنتج هو وأصدقاؤه فيلماً قصيراً قام بتأليفه، وكان هناك دور في الفيلم لم يسند لأحد فقررت مساندته وأن أقوم بأداء هذا الدور. وكان بالنسبة له مفاجأة وسعادة كبيرة، والحمد لله انتهينا من التصوير، ويبحث هو وأصدقاؤه عن منصة ليعرض فيها.
نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع الممثل محمد فراج: أحاول تقمص أي دور أقدمه بدقة