"أرتميس 1" تتجه لتحطيم مسافة أبولو 13 القياسية من الأرض

"أرتميس 1" تتجه لتحطيم مسافة أبولو 13 القياسية من الأرض
"أرتميس 1" تتجه لتحطيم مسافة أبولو 13 القياسية من الأرض - الصورة من موقع unsplash

تتجه مهمة "أرتميس 1" الفضائية غير المأهولة التابعة لوكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا" إلى تحطيم رقم قياسي لأبعد مسافة تقطعها أي مركبة فضائية ذات تصنيف بشري من الأرض، إذ تم تسجيله قبل نحو 50 عاماً.
اقتربت المركبة الفضائية أوريون إلى 130 كيلومتراً من الجرم السماوي، مكملة أول تحليق لها على سطح القمر، بعد أقل من أسبوع من انطلاقها من الأرض،
ووصف بيل نيلسون مدير ناسا في تغريدة عبر "تويتر" ذلك بأنه "خطوة كبيرة في مهمة أرتميس 1 وخطوة مهمة في فهم مركبتنا الفضائية قبل أن نرسل رواد الفضاء إلى القمر".

جزء من 3 مهام

كانت المهمة "أرتميس 1" التابعة لـ"ناسا" نجحت في الانطلاق ناحية القمر بنجاح، حاملةً 3 دمى تجريبية و10 أقمار صناعية صغيرة، وذلك بعد تأجيلها لأكثر من مرة، في أول تحرك جدي في خطة العودة إلى القمر.
وتعد "أرتميس 1" جزءاً من مهمة أكبر تتكون من 3 مهام جزئية، تنطلق الثانية في عام 2024، أما الثالثة فمن المتوقع أن تنطلق في عام 2025.
وتتراوح مدة المهمة الحالية بين 26 و42 يوماً منذ لحظة انطلاقها، منها 6 أيام على الأقل ستتخذ خلالها مداراً تراجعياً بعيداً حول القمر "أي ستدور عكس اتجاه دوران القمر"، مع سلسلة من الاقترابات، وفي أثناء ذلك ستطلق المهمة الأقمار الصناعية الصغيرة من فئة "كيوب سات - CubeSat" لدراسة سطح القمر وبناء خرائط حديثة لمناطق نزول رواد الفضاء، بعد ذلك ستعود المركبة الفضائية أوريون إلى الأرض، ثم ستدخل إلى الغلاف الجوي محمية بدرعها الحراري، وتهبط في المحيط الهادئ.

أقوى أنظمة الإطلاق

تستخدم المهمة "أرتميس 1" نظام الإطلاق الصاروخي "Space Launch System" "SLS)"، وهو نظام إطلاق صاروخي جديد للمركبات الفضائية بقدرات فائقة، وبحسب وكالة ناسا، فهو أقوى أنظمة الإطلاق التي طورتها الوكالة على الإطلاق، ويمكنه إرسال حمولة تقارب 20 طناً إلى القمر. وأعلى الصاروخ توجد كبسولة رواد الفضاء المسماة "أوريون"، وهي النسخة الأحدث على الإطلاق من كبسولات رواد الفضاء.

سبب التسمية

في الأساطير الإغريقية أرتيميس، هي إلهة الصيد والغابات والحياة البرية والقمر، وهي أيضاً الأخت التوأم لأبولو، إله الشمس والموسيقى والشعر.
وعرف التوأمان بهواية مشتركة: القوس والنشاب، ولذلك ربما، اختارت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تسمية بعثاتها إلى القمر، تيمناً بهما.، إذ ليس جديداً على علماء الفضاء تسمية مهامهم بأسماء آلهة الإغريق، خصوصاً أن معظم أسماء الكواكب مستوحاة أيضاً من أسماء آلهة الحضارات القديمة.

أبولو

أعادت "ناسا" إحياء برنامجها الهادف إلى إرسال بشر إلى القمر، بعد نصف قرن على رحلة "أبولو" الأخيرة، ضمن برنامج جديد أسمته "أرتميس".
وحملت مركبة "أبولو 11" أول إنسان إلى القمر عام 1969، وكانت جزءاً من برنامج يحمل الاسم ذاته، واصل إطلاق المركبات إلى القمر حتى عام 1972، قبل أن يحال إلى التقاعد.

تمثيل للحرية والاستقلالية

قالت ماري كلير بوليو المختصة في دراسة الأساطير الإغريقية، في مقال نشر على موقع "ذا كونفرسايشن" أن اسم المهمة يحمل رمزية عالية، ليس فقط لأن أرتميس كانت إلهة القمر عند اليونانيين والرومان، بل رمزيتها كإلهة للغابات والصيد، جعلتها مصدر إلهام للناشطين في حماية البيئة.
وعرفت إلهة الصيد باسمين مختلفين عند الحضارات القديمة، فهي أرتيميس عند الإغريق، وديانا عند الرومان، وكالعديد من أبناء زيوس كان لولادتها سياق تراجيدي.

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر