السجون الألمانية تسجل أعلى حالات انتحار

تعبيرية
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارتها أحد السجون الألمانية
2 صور

يعتقد الكثير من الناس أن سجون أوروبا حضارية ومرفهة ومميزة أكثر من سجون دول أخرى في آسيا والشرق الأوسط، ويظنون أن السجناء والمجرمين يتمتعون براحة كبيرة، لكن بالطبع هذا غير صحيح، فمجرد حجز حريتهم الشخصية وراء القضبان، عقاب كاف، ومؤثر صحياً ونفسياً عليهم.

ويعاني العديد من المساجين من حالات اكتئاب متفاوتة المستوى حسب شخصية وخلفية كل سجين، والحكومة الألمانية قلقة بعد ارتفاع حالات الانتحار في سجونها، ونسبتها تفوق نسبة حالات الانتحار في دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة.

وكشفت الحكومة الألمانية عن ارتفاع كبير في حالات الانتحار داخل السجون خلال السنوات القليلة الماضية؛ إذ بلغ عددهم العشرات خلال 2017، فيما وصفت سياسية ألمانية ارتفاع العدد عن ضعف متوسط الدول الأوروبية بأنه «عار»، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية».

وكانت قد أعلنت الحكومة الاتحادية ارتفاع عدد حالات الانتحار داخل السجون الألمانية. وجاء في رد الحكومة الاتحادية على استجواب من الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني المعارض، أن 173 شخصاً توفوا في السجون الألمانية خلال عام 2017، بينهم 82 شخصاً إثر انتحار.

ولم يكن هناك عدد حالات انتحار كبير في سجون ألمانيا على هذا النحو منذ عام 2005. ووصفت السياسية المعنية بالشؤون الداخلية بحزب اليسار أولا يلبكه ارتفاع عدد حالات الانتحار في السجون بأنه «عار».

وأضافت يلبكه بالقول: «عندما يموت سجناء موتاً غير طبيعي، فإنه غالباً ما يكون للسلوك الإنساني دور في ذلك: غالباً لا يتم الاعتراف بخطر الانتحار الشديد لدى المحتجزين، وتكون الرعاية النفسية والطبية سيئة».

وبحسب بيانات الحكومة الاتحادية، فقد كان هناك على مستوى ألمانيا نحو 850 موظفاً للرعاية النفسية والاجتماعية ونحو 280 موظفاً للرعاية الروحانية لنحو 64 ألف سجين في المتوسط خلال عام 2018.

وبحسب إحصائية لمجلس أوروبا، فإن معدلات الانتحار في السجون الفرنسية والألمانية والنمساوية زادت بشكل واضح عن المتوسط الموجود في باقي الدول الأعضاء بالمجلس. وبلغ متوسط حالات الانتحار في السجون الألمانية في عام 2016 إجمالي 11. 8 حالة انتحار لكل 10 آلاف سجين، أي أكثر من ضعف المتوسط الموجود في جميع الدول الأعضاء بالمجلس والذي يبلغ 5. 5 حالة انتحار.