ساعية بريد تصل بلدة معزولة بالعالم الخارجي

غالينا تقود بشجاعة وسط المستنقعات لتأمين حاجيات ورواتب جيرانها
ساعية البريد غالينا تصل بلدتها المعزولة بالعالم الخارجي
2 صور

لا يجوز أن نقلل من أهمية مهن نظن بعد اعتمادنا على المراسلة الإلكترونية أنها انقرضت تماماً، وأنه لم يعد أحد يعتمد على سعاة البريد في العالم؛ فهذا غير صحيح، فما زالت وظيفة ساعي البريد باقية لليوم، وتعمل بها نساء قويات ومثابرات للغاية.

وعمل امرأة في إيصال البريد يجعله أكثر قيمة لديها عندما يجعلها تصل بلدة معزولة بالعالم الخارجي.


هذه الساعية المثابرة هي: غالينا إرمولوفا، ساعية بريد نشطة ومجتهدة، تركب كل أسبوع سيارتها الرباعية الدفع لتقطع الغابة السيبيرية باتجاه أقرب مكتب بريدي تجلب منه بريد جيرانها ومعاشاتهم التقاعدية وبعض الحاجيات.

لا يعيش سوى ستة أشخاص في بيختوفوييه، وهي بلدة معزولة في روسيا تفصلها كيلومترات من الغابات والمستنقعات عن باقي العالم، غير أن ساعية البريد غالينا إرمولوفا تساعد على تأمين حاجات أبناء منطقتها.


كلّ أسبوع، تركب إرمولوفا سيارتها الرباعية الدفع الكبيرة لتقطع الغابة السيبيرية باتّجاه أقرب مكتب بريدي تجلب منه بريد جيرانها ومعاشاتهم التقاعدية وبعض الحاجيات الأخرى، وفق موقع «العرب».

وتقول المرأة الخمسينية، التي تعيش في بيختوفوييه مع زوجها: «عهدنا الذهاب بالجرّارة، لكن الرحلة كانت تستغرق منا ثلاث ساعات لقطع 16 كيلومتراً»، غير أن حياتها تبدّلت قبل بضعة أشهر عندما قدّم لها ابنها مركبة كبيرة رباعية الدفع زودّت بعجلات ضخمة وأدخلت عليها بعض التعديلات بمساعدة صديق.

ولم تعد الرحلة تستغرق سوى ساعة واحدة للوصول إلى بلدة إمشيغال حيث يعيش مئة نسمة. وترعى الأبقار حول المكتب البريدي الذي يقوم أيضاً مقام حانوت تشتري منه غالينا السكّر ومنتجات التنظيف وسوائل الاستحمام لتوزيعها على الجيران عند عودتها.

وفي ثمانينيات القرن الماضي، كان نحو 450 شخصاً يعيشون في بيختوفوييه على بعد نحو 300 كيلومتر من شمال أومسك أكبر مدن سيبيريا الشرقية، لكنّ المدرسة أغلقت أبوابها في العقد التالي، ومع مرور السنين لم يبقَ في البلدة سوى الكبار في السنّ.