«صيادو الكسوف» يجوبون العالم متتبعين هذه الظاهرة

كسوف الشمس، ظاهرة يتتبعها الكثيرون
كسوف الشمس
صيادو الكسوف يتتبعونه وينتظرونه
علماء يجوبون العالم لتتبع ظاهرة كسوف الشمس
4 صور
يجوب العالمَ فئةٌ من العلماء والهواة، يطلق عليهم اسم «صيادو كسوف الشمس»، يتتبعون هذه الظاهرة الفلكية ليشهدوا على حلول الظلام في وضح النهار.
وصيادو الكسوف على موعد غدًا مع أول كسوف كلي للشمس تشهده الولايات المتحدة منذ 99 عامًا، يجتازها إلى أقصاها.
ومن هؤلاء الشغوفين بمراقبة الشمس تختفي وراء القمر، فريد إسبيناك، الذي يستذكر أول كسوف كلّي شاهده في الولايات المتحدة، وكان ذلك في العام 1970.
ويقول المتخصص في الفيزياء الفلكية البالغ من العمر 65 عامًا، «إنه حدث غريب جدًا، يصيب المرء بفيض من الأحاسيس».
وما أن انتهى كسوف العام 1970 وعادت الشمس لتشرق من وراء قرص القمر؛ حتى بدأ إسبيناك يفكّر بالكسوف المقبل.
يحب إسبيناك الذي عمل في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، أن يطلق عليه اسم «السيد كسوف»؛ فهو راقب في حياته نحو عشرين كسوفًا، يؤكد أن كلّا منها كان له طعم خاص.
كما يتخذ الاستعدادات اللازمة كافة قبل «الكسوف الأميركي الكبير» المرتقب في الحادي والعشرين من الشهر الحالي، ومن ذلك 17 آلة تصوير، لكنه ينصح الهواة بألا يفعلوا مثله؛ بل أن يكتفوا بمراقبة الظاهرة ولا يضيّعوها في التصوير.
تستغرق ظاهرة الكسوف عادة ما بين دقيقة واثنتين، لكن في العام 1973، شهد دونالد ليبنبرغ كسوفًا لمدة ساعة و14 دقيقة؛ فقد كان على متن طائرة كونكورد فائقة السرعة، تابع فيها حركة الشمس فسجّل مدة قياسية في مراقبة الكسوف.
يبلغ ليبنبرغ اليوم 85 عامًا، وهو صاحب رقم قياسي في المدة الإجمالية لظواهر الكسوف التي شهدها، وتبلغ ساعتين ونصف الساعة.
وقد راقب في حياته 26 كسوفًا في مختلف أنحاء العالم، من أندونيسيا إلى زامبيا، مرورًا بتركيا.
وهو ينتظر بفارغ الصبر الكسوف السابع والعشرين في حياته.
كما يستعد غلين شنايدر، وهو عالم فضاء في جامعة أريزونا، لمشاهدة الكسوف الجديد، وهو راقب أول كسوف حين كان في الرابعة عشرة من العمر، ويقول: «أدركت حينها أنني في بداية شيء سيغيّر حياتي، وأني سأتتبع كسوف الشمس واحدًا تلو الآخر».
تحدث ظاهرة الكسوف مرة كل 16 شهرًا تقريبًا، لكنها غالبًا ما تكون فوق المحيطات، علمًا بأن المياه تغطي معظم سطح الأرض، إلا أن غلين شنايدر الذي شاهد في حياته 33 كسوفًا، يحاول أن يتتبع معظمها، وهو يشعر أن الوقت الذي يعيشه بين الكسوف والآخر، وقت لا جدوى منه.