يطلب الحجر على والده والمحكمة ترفض

يطلب الحجر على والده والمحكمة ترفض!‎

شهدت أروقة المحكمة العامة في الرياض واحدة من أصعب قضايا الحجر، رفعها مواطن ضد والده، حيث طالب الابن بـ "الحجر على والده لسفهه"، على الرغم من سلامة عقل والده.
حيث ادعى الابن على والده بقيامه بتبديد أمواله، وتحميلهم ديوناً لمصلحته، ووجوده خارج السعودية بشكل دائم، لأنه ابتلي بـ "فتنة النساء"، قائلاً في دعواه: "ظلمنا ووالدتنا، ونحن جاهزون لإحضار الشهود أنا وإخوتي، وأطلب الحجر على والدي لعدم أهليته في صرف الأموال، وحمايته من نفسه، وحمايتنا منه، ورد حقوق الناس". وذلك حسب صحيفة المدينة.
إلا أن الأب ردَّ على الدعوى، بقوله: "إن هناك وقائع سابقة بيني وبين ابني، منها قيامه ببيع 52 تأشيرة باسم مؤسستي، مستغلاً الوكالة الشرعية الممنوحة مني إليه، وذلك دون علمي وموافقتي، وببيعه التأشيرات فقد أضرَّ بمصالحي التجارية، وبعد مناقشة ابني (العاق) بشأن بيعه التأشيرات، قام بتهديدي بالقتل، والتلفظ عليَّ بأسوأ الألفاظ التي لا تليق بابن عاقل، كما أنني أودعته المستشفى بسبب تعاطيه المخدرات، الأمر الذي جعله ينتقم مني برفعه هذه الدعوى ضدي، وسبق أن رفعت دعوى بعقوق ابني، ولكنه تخلَّف عن حضور الجلسات".
من جانبه قال الابن: "إن ما طرحه (خصمي) باتهامه لي بأنني ابن عاق، وأتعاطى المخدرات، فهو ضد فحوى قضيتنا هذه، التي أطالب فيها بالحجر عليه لسفهه، وسوء تصرفه بالمال، كما أطالب بإصدار صك ولاية عليه، أما بخصوص ادعاءاته تلك فقد صدر تقرير من إمارة الرياض ببطلان هذه الادعاءات، وستجدون القرار لديكم في الأوراق ولدي منه صورة".
وكتبت المحكمة لأحد المجمعات الطبية للكشف على السلامة العقلية والنفسية للأب، فأكدت اللجنة أنه سليم من الناحية النفسية والعقلية في الوقت الراهن، وعليه فهو لا يحتاج إلى ولي يرعى شؤونه، وصرفت المحكمة النظر عن الدعوى، وقد صادقت محكمة الاستئناف على الحكم.
جدير بالذكر، أن إحصاءات وزارة العدل تبين أن عدد قضايا حجر الأموال التي تلقتها المحاكم في مختلف مناطق السعودية خلال العام الماضي، والمقامة من أبناء ضد آبائهم، بلغ 70 قضية.