ترك ابنته لإنقاذ مصابي منى فسخَّر الله له من ينقذها

يجازى المسلم المحسن لإخوانه المسلمين بإحسان بالدنيا والأخرة، وبالفعل هذا ما حصل لحاج ليبي ترك ابنته ظنًّا منه أنها في أمان في لحظة تدافع منى ليقوم بإنقاذ آخرين تعرضوا للدهس إلا أنها هي وهو تعرضا للإصابة غير أنّ الله حماهما جميعاً.

ويروى الحاج الليبي علي أبو جعفر كيف أنه عند اشتداد الزحام وكثافة الحشود المتدافعة سمع الاستغاثات، فأخذته حمية الدين والأخوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ظنًّا أنّ ابنته في أمان، فانشغل عنها بإنقاذ البعض قبل أن يجد نفسه هو الآخر في عداد المصابين ممن نُقلوا إلى مستشفى قوى الأمن العام، وبعد أن أفاق من الإجهاد بدأ يصرخ على ابنته غادة ليعرف الطاقم الطبي التفاصيل، ويبدأ التنسيق بحثًا عنها، وبذل جهود كبيرة في ذلك حتى تم التوصل لها؛ حيث كانت ترقد في مدينة الملك عبد العزيز الطبية، ثم جرى نقلها إلى جوار والدها، وفقًا لصحيفة عكاظ.

وقال شهود عيان إنّ لحظة اللقاء بين الحاج وابنته كانت مؤثرةً عندما التقيا؛ حيث أخذ الأب يبكي عند رؤيته لابنته، فيما قدمت غادة شكرها وتقديرها لحكومة المملكة على الخدمات التي تم تقديمها لها ولوالدها.

الجدير بالذكر أنّ الله سبحانه وتعالى ذكر بآياته أجر من عمل صالحًا ووعده بأن يحييه اللّه حياةً طيبةً في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة وذلك من خلال الآية الكريمة:" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" سورة النحل 97.