كشف أثري غارق يضيف بعداً تاريخياً لمدينة العلمين

كشف أثري جديد بمياه العلمين
الكشف عن سفينة غارقة قبالة ساحل العلمين (الصورة من الحساب الرسمي لوزارة السياحة والآثار عبر الفيس بوك)
كشف أثري جديد بمياه العلمين
الكشف عن سفينة غارقة قبالة ساحل العلمين (الصورة من الحساب الرسمي لوزارة السياحة والآثار عبر الفيس بوك)
كشف أثري جديد بمياه العلمين
جرار غارقة قبالة ساحل العلمين (الصورة من الحساب الرسمي لوزارة السياحة والآثار عبر الفيس بوك)
كشف أثري جديد بمياه العلمين
كشف أثري جديد بمياه العلمين
كشف أثري جديد بمياه العلمين
3 صور

بمجرد أن تسمع كلمة العلمين، ستبادرك صورة الشمس والرمال البيضاء الناعمة بتفاصيلها الدقيقة التي تأتي بإطلالة ليس لها مثيل، ومياهها الزرقاء الفيروزية التي لا نهاية لها، والموقع النادر والفريد الذي يجمع بين كافة عناصر التميز من حيث طبيعة بيئته الخلابة الساحرة، والخصوصية، علاوة على أهميتها السياحية من حيث الآثار التاريخية المميزة التي تحتويها المدينة مما يجعلها على غرار المدن الساحلية اليونانية والإيطالية.
يقول الباحث في التراث ماجد شكري لـ"سيدتي": تشتهر المدينة بتاريخها العسكري الحافل خلال حقبة الأربعينات حيث الحرب العالمية الثانية، ما ألقى بظلاله على مواقعها الأثرية، ولفترة كبيرة من الزمن لم تكن مدينة العلمين واحدة من الوجهات التي ينجذب إليها المواطنون لما خلفته المعارك التي حدثت على أرضها، أما الآن فتتمتع المدينة بعدد من أشهر وأجمل القرى والمنتجعات السياحية الترفيهية والتي استطاعت جذب أسواق سياحية عديدة، مما يجعلها الاختيار الأفضل لأصحاب الذوق الرفيع. وهنا نتطرق إلى أماكن أثرية في هذه المدينة والى اكتشافات أثرية أضافت مزيد من الزخم للمكان.

- الأماكن الأثرية في مدينة العلمين


خلفت الحرب وراءها الكثير من القتلى والمفقودين، لذلك تمثل المدينة رمزاً لكل أرواح الجنود الذين ماتوا على أرضها، فتقع على أرض المدينة مقابر مخصصة للجنود ضحايا الحرب، كمقابر الكومنولث والمقابر الإيطالية إلى جانب المقابر الألمانية، والنصبين التذكارييّن اليوناني والأسترالي، ومنطقة آثار مارينا، ومن بين الآثار التاريخية التي تميزها المباني الأثرية في متحف العلمين العسكري، والذي تم تشييده في عهد الرئيس جمال عبدالناصر سنة 1965 ليكون شاهداً على معركة العلمين بين الحلفاء ودول المحور، وقد تم تصميم المتحف بالتنسيق مع الدول التي شاركت في الحرب، وتمت إضافة قاعة خاصة بمصر توضح الدور الذي لعبته أثناء المعركة.

- اكتشاف أثري عن الأهمية التجارية للعلمين


يقول شكري: لا تزال مصر تبهر العالم بما يتم اكتشافه من كنوز حتى الآن، ولا تزال أرض مصر تجود بخيراتها وما تحويه من آثار تاريخية، وقد تم مؤخراً الإعلان عن كشف أثري يعود عمره إلى القرن الثالث قبل الميلاد، عُثر عليه قبالة ساحل مدينة العلمين المصرية، ويتضمن بقايا من أخشاب سفينة غارقة، بالإضافة إلى مئات من اللقى الأثرية الفخارية، من بينها عدد كبير من الجرار المستوردة من جزيرة رودس اليونانية، وهذا يوضح الأهمية التجارية لمنطقة العلمين والساحل الشمالي في القرن الثالث قبل الميلاد، حيث كان يوجد بها العديد من الموانئ التجارية، والتي توضح سير الحركة التجارية بين مصر ودول البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت، بالإضافة إلى الأهمية العلمية للكشف، والذي يعد دليلاً جديدًا على مكانة مصر والمنطقة من الناحية التجارية، والاقتصادية، والسياحية.

جرار غارقة عُثر عليها قبالة ساحل العلمين (الصورة من الحساب الرسمي لوزارة السياحة والآثار عبر الفيس بوك)

من المعروف أن الساحل الشمالي يضم حوالي 30 قرية ومدينة وميناء خلال العصرين اليوناني والروماني من أهمها موانئ مرسى مطروح، والضبعة، ومارينا العلمين، وتعود منطقة آثار مارينا العلمين للعصر اليوناني الروماني، حيث كانت تمثل ميناء مهماً في الساحل الغربي للبحر المتوسط لتصدير الغلال والحبوب خاصة القمح إلى روما، وقد تم الكشف عنها عام 1986 بطريق إسكندرية مطروح الساحلي أثناء إنشاء قرى مارينا السياحية، وقد نفذ المجلس الأعلى للآثارالمصري ترميم للعديد من المباني والقطع الأثرية المكتشفة من نتاج حفائر منطقة آثار مارينا.
وعبر الحساب الرسمي لوزارة الآثار والسياحة المصرية على موقع الفيس بوك أوضح رئيس قطاع الآثار المصرية د. أيمن عشماوي، أن الجرار المكتشفة والمستوردة من جزيرة رودس في اليونان، كانت تستخدم قديماً في تخزين ونقل النبيذ، مشيراً إلى أنه تم العثور عليها مرتكزة على جزيرة غارقة بجوار السفينة، مما يؤكد على أنه من المرجح أن يكون سبب غرق السفينة أثناء رحلتها التجارية هو ارتطام قاعها بالجزيرة المتواجدة بقاع البحر.
والآن أصبحت مدينة العلمين الجديدة خياراً مثالياً للاستمتاع بعطلة ساحرة وسط جمال الطبيعة المحيطة بإطلالات خلابة علي البحر، فهذه المدينة الذكية الجديدة تعبر عن إصرار المصريين دائماً نحو التطور والتقدم، وهي المدينة الجديدة التي تقدم أجواء فريدة على شاطئ البحر المتوسط، وهي المدينة ذات التاريخ الضارب بجذوره في عمق الزمن والتي تحولت لأيقونة سياحية ترفيهية عالمية تجذب الأنظار بكل مكان.