الجوائز الثقافية

لولوة الحمود

 

مبادرة الجوائز الثقافية تعدّ من أكثر الخطوات الإيجابية في مجال الثقافة فتكريم الإبداع بمختلف أشكاله يعزز أهمية الثقافة بأشكالها ويشعرنا بالفخر بما لدينا ويضمن تحقيق جودة الحياة. تقدم المجتمعات يقاس بكمية إبداع أفراده وما يضيفونه لمجتمعهم بشكل خاص وللإنسانية بشكل عام.

من الجميل لنا جميعاً أن نتعرف إلى تلك الجهود التي عملت سنين طويلة حباً وشغفاً في مجالات الثقافة المختلفة. وبلا شك أن اختيار عبارة "إنتاج ثقافي يحتفى به"، من ضمن الهوية العامة للجوائز الثقافية الوطنية، أفضل تعبير للاحتفال بتلك الإنجازات التي مثلت ثقافتها خير تمثيل.

الجدير بالذكر أن تلك الجهود التي توجت في هذه الاحتفالية كان لها تاريخ طويل بالعمل الدؤوب والمعاناة الطويلة لإيصال جزء يخصهم من ثقافتهم للعالم، وهم بالتأكيد لم يعملوا لنيل التكريم بل حباً وتفانياً في عملهم وإيماناً بما ينتجون كما أنه كان نتيجة لرغبة ملحة لإبراز ثقافة بلادهم. لا تأتي النجاحات بسهولة بل إن كل نجاح يسبقه قصة كفاح وإخفاقات كثيرة لكن الإصرار والاستمرار وحب والوطن والإخلاص بالعمل وقبل ذلك كله فإن الإيمان بالله أولاً ثم بأنفسنا هو خلف كل نجاح.

لقد كان لتكريمي بالمركز الأول للفنون البصرية بفضل الله مشاعر كثيرة أولها الشعور بالفخر اللامتناهي ببلادي أكثر من شيء آخر وبانتمائي للمملكة العربية السعودية التي أعطت للفنون البصرية المكان الذي تستحقه، وعاملت مبدعيها بلمسة من الوفاء لجهدهم وجهودهم. وللأمانة، لابد من التنويه أن الفنون البصرية متنوعة وشاملة للعديد من أساليب التعبير كالخط والتصوير والمجسمات وغيرها وأتمنى أن تخصص الوزارة نوعاً من التكريم لكل من هذه المجالات على حدة مستقبلاً.

وقد كان من الجميل تخصيص جائزة للمؤسسات وللشباب وبالأخص لشخصية العام لتكون بحق مثالاً يقتدى به. 

أهنئ جميع الزملاء والزميلات الفائزين الذين طوروا وأضافوا وأصبحت لهم بصمة في مجالاتهم وأعلم جيداً أن هناك الكثير في بلادي ممن يستحقون التكريم وستشهد السنوات المقبلة العديد من تكريم المبدعين المستحقين.

الجوائز ليست نهاية مطاف بل بداية لمرحلة جديدة تزيد فيها المسؤولية ويستمر فيها العطاء. شكراً لوزارة الثقافة لتتويج مبدعيها في ليلة أشعرتنا جميعاً بالفخر لتنوع وجمال ثقافتنا.

لقد أثبتت الأيام أن تشجيع الإبداع الثقافي سيحقق رؤية المملكة، وأن هذه الرؤية لن تجعلنا شعباً سعيداً محلياً فحسب بل ستقودنا إلى مقدمة العالم.