رياض النور تستقطب العالم

لولوة الحمود

 

في خطوة لا مثيل لها في المملكة العربية السعودية، تستقطب مدينتي الحبيبة الرياض فناني العالم لتصبح العاصمة مضافاً للفن العالمي وتشع نوراً بأعمال يُشكل النور عنصراً أساسياً فيها.

لا شك أن أهمية هذه الاحتفالية تكمن في رمزية اختيار العاصمة لتكون منبع لنور الثقافة والفنون وهو ما تريده الرؤية لهذا البلد حفظه الله.

هذه الاحتفالية بفنون الضوء أيضاً تضع فناني المملكة في منظومة عالمية بإشراكهم في هذا المعرض المفتوح على العالم بدعوة أهم الفنانين العالميين، فهناك أكثر من ستين عملاً يشكل الفن السعودي أربعين بالمئة منها. بهذا يعدّ هذا الحدث برنامجاً للتبادل الثقافي يجعل من مدينة الرياض عاصمة تستقبل ثقافات العالم؛ وتلك إحدى ركائز التطور المجتمعي التي ستمكن الرياض أن تكون مدينة ثقافية في المصاف الأولى. كما ستكون هذه الاحتفالية بالفن وغيرها سبباً لتطوير الفن في المملكة ليكون إلهاماً لفناني المملكة المبتدئين ويمكنهم من المشاركة بهذا المهرجان الفني السنوي، وسيرتقي الإنتاج الفني المحلي إلى أعلى المستويات.

أما عن اختيار الموقعين الأساسيين وهم مركز الملك عبدالله المالي ومدينة الملك عبدالعزيز التاريخية،

فلهذا رمزية أخرى بحيث يربط هذا الحدث العالمي بين الماضي والحاضر، التقليدي والمعاصر. وما أسعدني هو عدم إغفال دور رواد الفن السعودي وعلى رأسهم محمد السليم، فلم يُستبعد فن اللوحة بل كان حاضراً ليعرض على أهم المباني في مدينة الرياض بوساطة العرض الضوئي.

الرياض اليوم تأخذ دوراً كنا، كفنانين، نتمناه ونحلم به وهو أن تكون العاصمة مركزاً فنياً وثقافياً يفخر بماضيه ويطمح أن يكون في مقدمة العالم، وبتوجيه من سمو ولي العهد بدأ هذا الحلم يتحقق. وهي نظرة فذة تسعى إلى جعل المملكة إحدى مراكز العالم ثقافياً لينعكس ذلك على قطاعات الدولة الأخرى.

كم هو جميل أن نعيش في زمن تحقيق الأمنيات ونرى الرياض تتلألأ نوراً بفنون العالم جنباً إلى جنب مع فنانيها، فكلي فخر أن أكون أنا ونخبة من فناني المملكة جزءاً من هذا الحدث الفني العالمي الذي استعان بمستشارين سعوديين ذوي كفاءة ولديهم الخبرة المحلية. ولم يصبح شرطاً أن نسافر لندن لنزور متحف تيت للفن الحديث أو متحف الفن الحديث في نيويورك لرؤية أعمال أبرز الفنانين العالميين مثل اليابانية يايوي كوساما، التي تعد من أهم فناني العالم على قيد الحياة، أو رؤية أعمال لرواد الفن الضوئي مثل أعمال الأميركي دان فلافين المتوفى عام 1996 بل أصبح بالإمكان رؤية أعمالهم عن قرب في مدينة الرياض.

وبعد أن كنا نعدّ أنفسنا محظوظين بالمشاركة في مناسبات فنية عالمية، أصبحنا أكثر فخراً بمدينتنا التي تستضيف الفن العالمي، ولم يعد حلمي بأن تكون المملكة في مقدمة العالم ثقافياً بعيداً...