شواغر الفن

مجتبى البقشي
مجتبى البقشي
مجتبى البقشي

 

مكان شاغر "لك"، هي المكانة لكل من قام باللازم لبلوغ مكانة التقدير، الجميع يبحثون عن شاغر، في كافة التخصصات وكذلك كافة مجالات الحياة، الشاغر الوظيفي يتلوه البحث عن شاغر عاطفي حتى بلوغ سقف أفقه ومدى علمه.

وحين ينتهي العمل الفني يبدأ الفنان رحلة البحث عن الشاغر التالي، دور مدير أعمال أو وكيل أو أي "عنوان مناسب"، هو تأمين أو صناعة "المقعد الشاغر للفنان"، دوره أيضاً هو البحث عن أسباب "استدامة العطاء" لكي يبقى الفنان يقدم أفضل ما لديه، وإذا كان من الكبار يجب أن يكون لديه فريق مكون من: مستشار قانوني، مطور أعمال، علاقات عامة، ولتجاوز صعوبات الحياة ومتطلباتها، أنصح الفنان.. الوكيل، ببناء كيان ربحي يشمل "شاغر لك وأسباب الاستدامة وباقي ما يسعدك ويبقي على تطورك وعطائك ويدفع مصروف فريقك".

أظنه كلام بديهي للبعض، نعم هو كذلك، ولكن أنا صدمت واقعاً مؤخراً في التعامل مع وكلاء أو إدارة أعمال الفنانين، حين وصلت إلى من هو غير مؤهل لدخول السوق أو اجراء أبسط تفاوض، ولكنه "يشغل شاغر" مدير عمليات، أو مدير تنفيذي أو مستشار تطوير أعمال.. المشكلة أن تجربتي تجاوزت 20 شخصية وإليكم بعض النماذج...تنمر وتعالٍ وعبارة "الفنان/ة لا يريد هذا النوع من الهراء، أريد مبلغاً مقدماً 30 ألف دولار ثم أناقش وأفهم الموضوع، نحن فريق إدارة الأعمال لم نفهم المطلوب ولن يتم إيصاله طبعاً. عدد كبير جداً لا يقوم بالرد، على الرغم من وجود إشارة تم الاطلاع، إلى جانب انتحال الشخصيات "تحتاج إلى وعي من المتواصل ومتابعة من الوكيل أو الفنان"، هناك مقولة معروفة في الوسط "لديك معرفة بأخيه، أختها، زوجته.."، وهذا فارغ من الاحترافية وهي التواصل الطبيعي بين أي طرفين والتفاوض ثم الاتفاق أو الاختلاف.

ومن النقاط التي لست متأكداً من المتسبب فيها هي: التفاوض غير المنطقي، والذي يحول دون كثير من الصفقات والمشاريع.. التساؤل التالي يقرب الصورة لأهل الاختصاص من فهم الموضوع بشكل أعمق: هل يا ترى سنشاهد علامة تجارية عربية تلف العالم كما تلفه العلامات التجارية المعروفة؟ أنا متأسف فعلاً على بعض الشخصيات العملاقة التي فقدناها مؤخراً، وهي لم تؤسس لنفسها ما يشار إليه بأن عملاقاً مرّ من هنا!.. هل يكفي النّتاج الفني لتوثيق المسيرة؟

السقف أصبح عال جداً في وجود السوشيال ميديا، هل نحتاج إلى إعادة نظر لترتيب الأوراق؟، "لوجود تحديث سريع في الشخصيات الجديدة، والمؤثرين بالوسائل الجديدة".

لا شك أن هناك شخصيات إدارية بامتياز، ولكنني أظن أن الحاجة هناك تكون مختلفة وهي "أن يؤثر المدير أو الوكيل على مزاج الفنان لتحسين مسار الفنان المالي"، كي يصنع المعجزات له لأنه صاحب كفاءة.

بعد تجربتي أتمنى أن يحرص الفنان على اختبار مدير علاقاته أو وكيله بين فترة وأخرى، وأن يحرص أن يكون الاختبار تحت عنوان "المتسوق السري" واجعله يتظاهر البلادة.

تنويه: كافة الأسواق تصل إلى محطات وتقاطعات سيئة، ولكن كفاءة أهل ذلك السوق هي التي تحول المحْنة إلى منْحة.

وذلك عبر المفاوضات والتنازلات والتضحيات، لأجل الاستدامة والصالح العام، أظن أن تحسين النقاط أعلاه سيجعلنا نشاهد تطوراً كبيراً حتى نجد نماذج كثيرة مثل "أنجلينا جولي"، كمثال في الخدمة المجتمعية، والاقتراب من الناس.

في كافة المجالات احرص على البقاء في "الشاغر"، فكل من يفقد الشاغر يفقد البريق.