التكنولوجيا  وتمكين المرأة

د. ليلى رحال
د. ليلى رحال
د. ليلى رحال

بإمكان العلوم والتكنولوجيا، أن تقدّم حلولاً جذرية للعديد من التحدّيات التي تواجه المشاريع الصغيرة للمرأة، حيث بالإمكان زيادة غلات المحاصيل من خلال استغلال التكنولوجيا الجديدة، بالإضافة إلى الحد من عمل المرأة المنزلي من خلال إدخال التقنيات الحديثة المؤتمتة، وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل الريفي والحضري من خلال تحسين مستوى الاتصالات وإتاحتها وتدريب المرأة على استخدام تقنيات الاتصالات الحديثة.
كما أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة، التي تتضمن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، تساعد في الحد من عزلة المرأة وتحسين قدرتها على المساومة واكتساب المهارات اللازمة لدخول مجالات متعددة، وذلك من خلال تبادل المعرفة والمعلومات. 
ومن الأمثلة المُهمّة على ذلك هي مبادرة "مكّنوها" التي أطلقها البنك الدولي في تونس، وتجمع خرّيجي المجالات التكنولوجية الباحثين عن العمل مع النساء الريفيات، للمناقشة وإنشاء تطبيقات للهاتف تقدم الخدمات للنساء في المناطق الداخلية في تونس، وتهدف التطبيقات بالمحصّلة إلى تسهيل عملية بيع المنتجات الحرفية اليدوية التي تنتجها النساء الريفيات وتيسير وصول هذه المنتجات إلى الأسواق المدنية. 
كما تعمل هذه التطبيقات على وصل النساء بشكل دائم بالخدمات الصحية والاجتماعية فضلاً عن توفير فرص عمل في مجال التكنولوجيا، ومن الأمثلة الأخرى مراكز التعلُّم المُجتمعي التي تديرها جمعية النساء العاملات في الهند، حيث تستخدم هذه المراكز ابتكارات حديثة مثل الأقمار الصناعية والاتصالات لتمكين المرأة الريفية من الوصول إلى الإرشاد الزراعي وتحليل التربة والتصدّي للآفات الزراعية، بالإضافة إلى الخبرة التشخيصية الصحية حتى في المناطق النائية. 
وتوفّر هذه المراكز معدات مبتكرة تسمح للنساء الفقيرات بالوصول إلى التقنيات غير المتوافرة لديهنّ. كما تساعد القيادات النسائية من قرى مختلفة في تحديد طلب القرية من البذور المُحسّنة المُعتمَدة والتقنيات الأخرى، ويتمّ شراؤها بالجملة والتأكد من وصولها إلى المزارعات الأكثر احتياجاً لها.
من أهمّ العثرات التي تحول بين المرأة ووصولها إلى العلم والتكنولوجيا هو الحصول على الأرض والضمان والتعليم، كما أن الخدمات الزراعية تكون في الغالب متاحة لأصحاب الأراضي وليس للعاملين فيها وبذلك، فإن الحواجز التي تقيد وصول المرأة إلى الموارد الرئيسة تؤدي أيضاً إلى عدم المساواة في وصولها إلى التقنيات الحديثة واعتمادها في نمط حياتها. 
الوصول إلى التعليم الرسمي، فضلاً عن التدريب التقني والمهني، يؤدي إلى وظائف مجزية أكثر ويمكن أن يمنح المرأة إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الفرص، ومن اللافت للنظر أن العاملات يختلفن عن نظرائهم الذكور في التحصيل العلمي، ويزداد احتمال تعرضهن للأمية بنسبة تتراوح بين 20 و30 % مقارنة بالرجال.
يُمكن أن يُسهم العلم والتكنولوجيا أيضاً في الأمن الغذائي من خلال تحسين المحاصيل والممارسات المحصولية وتحسين جودة تجهيز الأغذية وتعبئتها وتسويقها ولكن لكي تكون هذه الابتكارات فعالة ومنصفة ومستدامة، يجب أن تعود بالفائدة على النساء والرجال على قدم المساواة.
إن الفرق بين الذكور والإناث في العلوم والتكنولوجيا هو سبب رئيس وراء ضعف أداء قطاع الزراعة والمنتجات الريفية. وسيؤدي تحقيق قدر أكبر من المساواة في وصول المرأة والرجل إلى الابتكارات، وتحسين النمو الاقتصادي لبلد كامل، وانخفاض عدد الجياع في العالم.