هل التفكير في الماضي مرض نفسي؟.. اكتشفي الإجابة

هل التفكير في الماضي مرض نفسي؟ (المصدر: Freepik)
هل التفكير في الماضي مرض نفسي؟ (المصدر: Freepik)
يحدث الاجترار عندما تكونين عالقة في حلقة من الأفكار السلبية المتكررة حول الماضي (المصدر: Adobe.Stock)
يحدث الاجترار عندما تكونين عالقة في حلقة من الأفكار السلبية المتكررة حول الماضي (المصدر: Adobe.Stock)
حاولي التخلص من الاجترار بتهدئة الناقد الداخلي لديكِ وخلق تجارب جديدة (المصدر: Adobe.Stock)
حاولي التخلص من الاجترار بتهدئة الناقد الداخلي لديكِ وخلق تجارب جديدة (المصدر: Adobe.Stock)
هل التفكير في الماضي مرض نفسي؟ (المصدر: Freepik)
يحدث الاجترار عندما تكونين عالقة في حلقة من الأفكار السلبية المتكررة حول الماضي (المصدر: Adobe.Stock)
حاولي التخلص من الاجترار بتهدئة الناقد الداخلي لديكِ وخلق تجارب جديدة (المصدر: Adobe.Stock)
3 صور

من الطبيعي أن نفكر في الماضي من وقت لآخر، فذكريات الماضي تربطنا بأشياء من أنفسنا تركناها وراءنا، ولكن التفكير في ماضيكِ بشكل مستمر، أو التفكير في أحداث حدثت بالفعل، قد يسبب لكِ الضيق.
وإذا كنتِ تركزين اهتمامكِ على الأحداث أو المشاعر السلبية التي كانت موجودة في السابق، فسوف يسبب ذلك المزيد من الضيق والمشاعر السلبية.
ومن الممكن التحكم في هذه الأفكار المتطفلة. كما أن فهم سبب عدم قدرتكِ على التوقف عن اجترار الماضي يمكن أن يكون الخطوة الأولى لإيجاد الراحة.

ما هو الاجترار؟

يحدث الاجترار عندما تكونين عالقة في حلقة من الأفكار السلبية المتكررة حول الماضي (المصدر: Adobe.Stock)


يحدث الاجترار عندما تكونين عالقة في حلقة من الأفكار السلبية المتكررة حول الماضي، ولا تستطيعين التوقف حتى لو أردت ذلك.
تشرح تانيا ج. بيترسون، معلمة الصحة العقلية في يوجين بولاية أوريغون الأمريكية الاجترار قائلة: "إنها دورة من المخاوف المفرطة التي نعود فيها مراراً وتكراراً إلى نفس الأفكار السلبية، وعندما نجتر، نفكر بشكل متكرر في بعض الأفكار المزعجة مراراً وتكراراً".
يمكن أن تؤثر دورة التفكير السلبي على صحتكِ العقلية، وتزيد من حدّة الأعراض، إذا كنتِ تعانين بالفعل من الاكتئاب أو القلق.
وهناك فرق بين القلق بشأن مشكلة ما وبين اجترار الماضي، حيث تشرح بيترسون إحدى الطرق السهلة للتمييز بينهما، وهي أن تسألي نفسكِ ما إذا كنتِ تركزين على الحلول أو الدروس الممكنة عندما تفكرين في الحدث الماضي. فإذا كنتِ تركزين فقط على الجوانب السلبية، فمن المحتمل أن يكون هذا اجتراراً.
تقول بيترسون: "في اجترار الأمور، نستمر في الهوس بالسلبيات دون العمل على إيجاد حل أو طريق للمضي قدماً".

هل التفكير في الماضي مرض عقلي؟

التفكير في الماضي أو الاجترار هو سلوك وليس حالة صحية عقلية، ومع ذلك فهو عارض شائع من اضطرابات القلق والمزاج، ولكن لا يجب أن يكون هذا السلوك دائماً، إذ يجب تعلم كيفية إدارة هذه الحالة.

نصائح للتخلص من التفكير في الماضي

حاولي التخلص من الاجترار بتهدئة الناقد الداخلي لديكِ وخلق تجارب جديدة (المصدر: Adobe.Stock)


إذا كانت أفكاركِ حول الماضي أحد أعراض حالة الصحة العقلية، فقد يكون بمقدور أحد المتخصصين مساعدتكِ، فمن خلال معالجة السبب الأساسي، يمكنك العثور على علاج لجميع الأعراض، بما في ذلك الاجترار. وقد تساعدكِ هذه النصائح في التوقف عن اجترار الماضي:

1-حاولي تهدئة الناقد الداخلي لديكِ

تقول بيترسون: "ذكري نفسكِ جيداً أنكِ لست سيئة أو ضعيفة، فالتركيز على المضي قدماً والتقليل من شأن اجترار نفسكِ قد يعزز التفكير السلبي ويزيد من ضيقكِ".
وقد لا تتمكنين من تغيير ما حدث في ماضيكِ، ولكن يمكنك خلق تجارب جديدة من هذه اللحظة فصاعداً، فمراجعة ما فعلته أو لم تفعليه بشكل صحيح لن يغير شيئاً، فقد فعلتِ كل ما بوسعكِ في حدود الإمكانيات المتاحة لكِ حينها.
سوف يقطع التعاطف مع الذات والتسامح شوطاً طويلاً في التخلص من التفكير في الماضي بشكل مستمر.

2-النظر في الاحتمالات

التفكير في الأشياء المهمة بالنسبة لكِ قد يساعدكِ على الابتعاد عن الاجترار المؤلم، فبدلاً من التركيز على الأشياء التي لا تريدينها، حاولي أن تكوني متعمدة وتحددي ما تريدينه في حياتكِ، ويمكن أن تكون هذه علاقات أو وظائف أو هوايات أو أماكن يجب التواجد فيها. وعندما تجدين نفسكِ ستبدئين في التفكير الماضي، حولي انتباهكِ بلطف إلى صورة من حياتكِ الحالية.

3-اليقظة وتغيير الاتجاهات

عندما تجدين نفسكِ تتجهن للخلف، حاولي المضي قدماً، إذ سيساعد تثبيت نفسك في الحاضر في إعادة توجيه أفكارك السلبية، وحتى لو لم يكن الأمر طبيعياً في البداية، حاولي العودة إلى الحاضر عندما تجدين نفسكِ تفكرين في الماضي.
على سبيل المثال، انظري أمامكِ وحاول العثور على كل التفاصيل الممكنة للشيء الأول الذي تقع عيناكِ عليه، كما يمكنكِ إلقاء نظرة على الأشكال والأنسجة والألوان والظلال والمواقع.
ربما يهمكِ أيضاً التعرف إلى علاج القلق والخوف الزائد

4-التخطيط واتخاذ الإجراءات

بدلاً من تكرار نفس الفكرة السلبية مراراً وتكراراً، قسمي أفكاركِ إلى أجزاء أصغر وضعي خطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة كل جزء، مهما كان صغيراً.
اكتبي أفكاركِ على قطعة من الورق، وكوني محددة قدر الإمكان ومنطقية أيضاً فيما يتعلق بتوقعاتكِ، وبعد تحديد الخطة، اتخذي خطوة صغيرة واحدة لمعالجة المشكلة، وبعد ذلك، عندما تكونين مستعدة، اتخذي الخطوة التالية.
الهدف من هذا النشاط هو تعطيل اجتراركِ والتفكير المستمر في الماضي؛ فقد يساعدكِ ذلك على المضي قدماً في حل القلق، كما يمكن أن يجعلكِ تشعرين بمزيد من التحكم.

5-اكتشفي ما يمكن وما لا يمكن تغييره

غالباً ما ينبع الاجترار من تجارب سلبية سابقة، فبعض هذه التجارب لا يمكننا تغييرها، ولكن يمكننا تغيير الطريقة التي ننظر بها إليها.
على سبيل المثال، إذا لم تحصلي على هذه الوظيفة، هل يمكنك تجديد سيرتك الذاتية ومحاولة أخرى؟
إذا ارتكبت خطأ أو مررت بتجربة سيئة، هل يمكنك اتخاذ خطوات لمنع حدوث ذلك مرة أخرى؟
إذا كنت لا تستطيعين حقاً تغيير شيء ما، فربما لا داعي للقلق بشأنه أو التفكير فيه.

هل الاجترار هو الهوس؟

هناك فرق كبير بين الاجترار والهوس، فالهوس هو فكرة متكررة وغير عقلانية تسبب لك ضيقاً شديداً، وهي أيضاً فكرة لا يمكن التحكم فيها أو التخلص منها، وهي لا تستند إلى حقائق.
وغالباً ما تدفعك الهواجس إلى ممارسة طقوس تشعرين بأنها تخفف من الضيق، وهذه الطقوس تسمى الإكراه.
والاجترار هو نوع من الإكراه، فحتى لو لم تكوني على علم بذلك، فإن التفكير المستمر في الماضي قد يكون شيئاً تفعلينه للتخلص من الأشياء الخارجة عن إرادتكِ.
يمكنكِ اجترار الماضي مراراً وتكراراً في محاولة الكشف عن وجهات نظر جديدة حول ما حدث، أو مراجعة كل التفاصيل كما لو كان بإمكانكِ تغييرها.
تعد كل من الوساوس والأفعال القهرية من الأعراض الرسمية لاضطراب الوسواس القهري (OCD)، على الرغم من أنه ليس كل من يفكر في الماضي يعاني من هذه الحالة.
في بعض الحالات، يرتبط الاجترار أيضاً بما يلي:
-اكتئاب؛
-قلق؛
-اكتئاب ما بعد الولادة؛
-اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)؛
وإذا كنتِ تفكرين في الماضي بنفس القوة لفترة طويلة، فاعتماداً على الأعراض الأخرى التي قد تكون لديكِ أو تلك التي لا تعانين منها، قد يعطيكِ اختصاصي الصحة العقلية تشخيصاً محدداً مثل القلق أو الوسواس القهري.
وعادةً ما يكون الاجترار المرتبط بحالة الصحة العقلية أكثر كثافة ويدوم لفترة أطول.
وإذا كنتِ لا تستطيعين التوقف عن التفكير في الماضي ولكنكِ لا تعانين من حالة صحية عقلية، فقد يكون من الأسهل عليك التعرف إلى طريقة التعامل مع التفكير السلبي. ومع ذلك، قد تساعدكِ استراتيجيات اليقظة الذهنية على إعادة توجيه أفكاركِ السلبية وإعادتها إلى سياقها.
ومع ذلك، عندما يبدأ الاجترار في التدخل في حياتكِ ورفاهيتكِ العاطفية، فقد يكون من الجيد التحدث إلى اختصاصي الصحة العقلية.
هل تفكرين بقراءة المزيد عن الفرق بين الوسواس القهري والاكتناز القهري؟


*المصادر:
-Health Line
-Psych Central


** ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب مختص.