أيهما الأفضل حضرة المدير أم سعادة المديرة؟!

6 صور

لكل واحد منا رئيس يرأسه في العمل، قد يكون هذا الرئيس رجلاً أو امرأة، فأيهما الأفضل؛ حضرة المدير أم سعادة المديرة؟! ومَن مِن الجنسين يمتلك مهارات القيادة ويُحسن استغلالها وتوظيفها بشكل أفضل؟! سؤال وجهته «سيدتي نت» لعدد من الموظفات؛ على اختلاف وظائفهنّ وخبراتهنّ العملية والمهنية... تابعوا معنا السطور الآتية...

رغم إيجابياته لا يكفّ عن المغازلة
مذيعة القناة الإخبارية أماني السماوي التي جرّبت كلا الصنفين تقول: «عامة أفضّل المديرة السيدة رغم سلبياتها، ورغم أنها عادة ما تكون متفلسفة، وجدية، وصارمة، وفي بعض الأحيان تكون لديها من الغيرة ما يجعلها تنتقم من موظفة لديها، وتضيّق عليها، وتكلفها من الضغوطات الكثير، وقد لا تملك أي ليونة، ولا تتفهم الأوضاع الخاصة للموظفة، ولكن عندما تكسبين ودّها بـ«شطارتك» فإنكِ ستتمتعين بعلاقة عمل ودية ولطيفة تتميز بالاحترام والتقدير».

أما بالنسبة للمدير فتخبرنا السماوي: «لا أفضّل المدير الرجل بالرغم من أنه يمتلك إيجابيات كثيرة، فهو يقدّر المرأة أكثر من المرأة نفسها، ويمكن أن يتفهم ظروفها، ويكون أكثر تعاوناً ولطفاً بالتعامل، لكنه للأسف لديه من السلبيات ما لا يحتمل.. «لا أعمّم» لكن الكثير منهم لديهم داء المغازلة التي قد تدفع الموظفة لترك العمل، وقد يكون معجباً بإحدى الموظفات، أو على علاقة بإحداهنّ، وبالتالي يظهر التمييز والعنصرية، ويكون لها الأولوية بكل شيء، أو معاملة خاصة جداً، وبالتالي يقع عليكِ الظلم في العمل».

الأكثر تقديراً
وتخبرنا معلمة اللغة العربية والكاتبة بدرية البليطيح عن تجربتها ورأيها، قائلة: «بالنسبة لي كامرأة بمجتمع محافظ لم أكن خاضعة لإدارة رجالية مباشرة؛ فمديرتي لا يفصلني عنها سوى مكتب، وهي بالفعل رائعة ومتفاهمة، لم أجد صعوبة في التعامل معها، ولكني أسمع عن بعض المديرات اللاتي لا همّ لهنّ سوى عرقلة الأمور وتعقيدها.

في هذه الحالة إدارة الرجل أرحم بكثير؛ لأنه مع الأسف يراعي الظروف أكثر من بعض النساء المريضات نفسياً، واللاتي كما نقول بالعامية (يستقعدون للموظفات)، ولا يراعين ظروف البعض وما تمرّ به المرأة من مراحل ومواقف تؤثر في عطائها؛ ما بين حمل ووضع وتربية، وفي بعض الحالات مشاكل أسرية وطلاق ومواصلات».

قياديات ما بين المصاعب والمكائد
وتخبرنا عائشة الفلاتة من واقع تجربتها كرئيسة تحرير ومديرة في مجال عملها: «مجتمعنا السعودي الذكوري ينقسم إلى قسمين؛ قسم يتقبّل وقسم لا يتقبل، والأول يتعامل معها بكل سهولة وأريحية، أما الثاني فدوماً يسعى جاهداً لوضع العثرات والعراقيل في طريقها؛ علّها تصطدم بإحداها وتنهار.

فكثيراً ما تواجه المرأة مصاعب في هذه المناصب القيادية؛ كأن تكون في محيط به من يحيك لها المكائد والدسائس؛ لتطفيشها من العمل. أعتقد أنّ الرجل لا يتقبّل أن تكون مديرته سيدة، وذلك ربما يشعره بأنها غير قادرة على إدارة هذا المنصب، وهذا اعتقاد خاطئ، وأكبر مثال كوني سيدة ورئيسة تحرير لصحيفة إلكترونية، وسط أمواج هائلة من الرجال المنافسين لي في نفس المجال».

الأكثر توازناً
ويعلّق المستشار الإعلامي ياسر الجنيد، ملمحاً إلى افتقار المرأة لمهارات القيادة؛ نظراً لطبيعتها المتغيرة سيكولوجياً على مدار الشهر قائلاً: «طبعاً أنا أفضّل المدير؛ لأنه أكثر توازناً طوال الشهر، ويستطيع أن يكون أكثر حزماً، وأعتقد أننا كسعوديين لا نستطيع أن نتعايش في بيئة عمل تقودها امرأة».

مَلكة القيادة للرجل
وعلى العكس يقول أحمد بن حمدان، الصحافي بجريدة الحياة السعودية: «حالياً أفضّل الرجل؛ لأنّ المرأة السعودية لا تمتلك في الوقت الحاضر الصفات القيادية غالباً، بينما المدير الذكر قد يستطيع بخبرته قيادة المؤسسة، والتفاعل مع موظفيه، لكنه سيتقبل العمل تحت قيادة امرأة في المستقبل، عندما تتمكن المرأة من اكتساب الخبرات في المناصب القيادية، وتصبح مؤهلة للعمل في تلك المناصب ومتمرسة، ومستحقة لنيلها».

الرأي الإستراتيجي
حول هذا الموضوع تخبرنا الدكتورة نوف الغامدي -مستشارة التخطيط الإستراتيجي المتقدم، واستشارية التنمية البشرية، والمدربة المحترفة في برامج التطوير الإداري للمدراء وأصحاب الشركات من الهيئة الأوروبية- عن رأيها وتحليلها للموضوع قائلة: «في اعتقادي التركيبة الاجتماعية للمجتمع تغيرت كثيراً رغم الفكر الذكوري الذي سيطر عليه لسنين طويلة؛ مما جعل المرأة في قالب محدد لم تستطع كسره لفترات طويلة.

حقيقة النماذج النسائية التي حققت نجاحات على أرض الواقع وأثبتت وجودها ببصمات حقيقية أثرت في المجتمع بشكل كبير، وكنّ رائدات لصنع التغيير إلى اﻷفضل، مما خلق توازناً كبيراً بين الرجل والمرأة في المجتمع، وخلق تكاملاً وتناغماً جيداً في المنظومة الاجتماعية، رغم القيود الفكرية التي مازالت موجودة لدى البعض.

وبالتالي بدأ المجتمع في تقبّل المرأة على كافة اﻷصعدة، خصوصاً بعد الدعم الذي لاقته من قيادتنا الحكيمة، ولكن لاتزال اﻷنظمة والقوانين عائقاً كبيراً لتقدم المرأة وتطوير إنجازاتها، وأصبحت تتولى مناصب قيادية رفيعة مقابل إنجازاتها وجهودها لتطوير مجتمعها.

والرجل السعودي لا شك أنه يقف بجانبها، وإلا لما وصلت لتلك المكانة ولم تتبوّأها، ولكن البعض -مع اﻷسف- ممن لا يزالون يعانون من ذكورية الفكر ويمارسون التسلط والعنف الفكري ضد المرأة يسحبون المرأة إلى الوراء، ويقفون عائقاً ضد تقدمها، ويملكون مرض الغيرة من تفوقها، وكأنها بتقدمها ذلك ستحتل مكانه أو تلغي وجوده.

حقيقة من المواقف التي أذكرها أنه جاءني طالب عمل في مجال التسويق من خريجي إحدى جامعاتنا المحلية؛ يبحث عن فرصة عمل أياً كانت، ولكنه تراجع بشدة عندما علم أنه سيكون تحت إدارتي؛ بحكم أنني رئيس المجموعة. ولكن لا يزال هنالك الكثير من الرجال الذين يقفون إلى جانب المرأة ويدعّمونها بشدة».

شاركينا تجربتكِ العملية والمهنية... وأيهما تفضلين؟!