الجفاف في الأمازون يكشف نقوشاً قديمة يعود تاريخها إلى 2000 عام

نقوش قديمة
الجفاف في الأمازون يكشف نقوشاً قديمة يعود تاريخها إلى 2000 عام - الصورة من unsplash

كشفت مرحلة الجفاف القصوى التي شهدتها منطقة الأمازون البرازيلية، حيث انخفض منسوب أنهار عدة بشكل كبير، عن صخور عادة ما تكون مغمورة بالمياه، عليها نقوش قد يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام.

نقوش قديمة

وفي هذا الصدد، قالت ليفيا ريبيرو، التي تعيش منذ 27 عاماً في ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس في شمال البرازيل، الواقعة على ضفاف نهر ريو نيغرو، أن معظم هذه النقوش التي ظهرت على طول النهر في موقع برايا داس لاجيس تمثل وجوهاً بشرية، مستطيلة أو بيضوية، مع تعابير تكشف عن ابتسامات أو أخرى قاتمة أكثر.

وكانت مياه نهر ريو نيغرو، أحد الروافد الرئيسية لنهر الأمازون، والذي بلغ تدفقه الأسبوع الماضي أدنى مستوى له منذ 121 عاما، تغطي حتى فترة قريبة خلت التكوينات الصخرية وأعمالها الفنية.

ظاهرة تثير التساؤلات

وأثارت ظاهرة ظهور النقوش بسبب الجفاف تساؤلات العلماء والزوار الفضوليين، وأكدت ليفيا ريبيرو، أن الزوار يأتون وينظرون إلى (النقوش) ويجدونها رائعة، ولكن في الوقت نفسه، فإن الأمر مقلق، مضيفةً، أتساءل عما إذا كان هذا النهر سيبقى موجوداً بعد 50 أو 100 عام.

ظاهرة مناخية دورية

وقد تسبب الجفاف الشديد الذي حدث في منطقة الأمازون مؤخراً في انخفاض الأنهار إلى مستويات حرجة، ما يسبّب مشكلات كبيرة في الملاحة النهرية، التي تُعتبر ضرورية لتزويد المجتمعات النائية بالمؤن الرئيسية.

وأوضح العلماء، إن الوضع يتفاقم أيضاً بسبب "إل نينيو"، وهو ظاهرة مناخية دورية فوق المحيط الهادئ تقلل من تكوّن السحب وبالتالي هطول الأمطار.

موقع أثري مهم

وقال عالم الآثار، جايمي أوليفيرا، من معهد التراث الوطني التاريخي والفي (إيفان) في البرازيل، لقد تمت ملاحظة النقوش لأول مرة خلال موجة جفاف سابقة في عام 2010، وهي تشكل موقعاً أثرياً "ذا أهمية كبيرة".

وأبان أوليفيرا، إن الموقع يعبّر عن عواطف ومشاعر، وهو بمثابة شهادة من خلال الصخور المنقوشة، ولكن لديه شيء مشترك مع الأعمال الفنية الحالية.

من جانبها، أشارت بياتريس كارنيرو، المؤرخة والعضو في معهد (إيفان)، إلى أن موقع برايا داس لاجيس يتمتع بقيمة "لا تقدر بثمن"، إذ يتيح فهماً أفضل للسكان الأوائل في المنطقة، وهو جزء من التاريخ لم تتم دراسته بعد.

وأضافت كارنيرو، لسوء الحظ، فإن هذا يعود للظهور اليوم مع تفاقم الجفاف، لافتةً، إلى أن عودة أنهارنا (إلى تدفقها الطبيعي) وإبقاء النقوش مغمورة بالمياه سيساهمان في الحفاظ عليها، حتى أكثر من العمل الذي نقوم به.

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر