الرجل في السوق.. وفي المطبخ!

عبد الله باجبير
المعروف أن التسوّق هو إحدى الهوايات الأثيرة إلى المرأة، وأنه لم يكن أبداً من هوايات الرجل.. لكن مع تزايد دخول المرأة إلى مجال العمل؛ خصوصاً الذي يلتهم الكثير من وقتها، أصبح الرجل من وقت لآخر مضطراً لاقتحام مناطق لم تكن في عداد اهتماماته، بل كانت مناطق لا يميل إليها أو يطيقها من قبل؛ لأن مثل هذه المناطق يشعر فيها بالغربة، بسبب أنها مصممة؛ لتجذب المرأة وتخاطب عقلها، وتماماً مثل الإعلانات التجارية في التليفزيون وفي الشوارع والميادين، التي تتحدث عن احتياجات واهتمامات المرأة. وعند الضرورة القصوى كان الرجل يرتاد المول أو السوبر ماركت، فلا يفكر في عربة التسوق، أو حتى السلة التي يضع بها ما يتسوقه، ولا يمسك في يده قائمة بالمشتريات كالتي تعدها المرأة، في البدء يدخل السوبر ماركت معتقداً أنه سيجلب بعض المواد القليلة، لكنه يشعر بالارتباك عندما تمتلئ يده بالمشتروات، التي لا يمكنه حملها؛ فيضطر إلى العودة من جديد إلى مدخل السوبر ماركت؛ لحمل سلة، أو لتناول عربة التسوق. تؤكد مجموعة من مديري مراكز التسوق الكبيرة في «الولايات المتحدة الأميركية» أن مركز التسوق أو السوبر ماركت، لا يعمل في كل الأحوال بنفس طريقة تفكير الرجل؛ ولأنهم تلقوا شكاوى عديدة من الرجال، الذين اضطروا لارتياد مراكز التسوق؛ بدلاً من زوجاتهم اللاتي يعملن لساعات طويلة، فإنهم بدأوا في الاستجابة لمطالب المتسوقين من الرجال، ومنها أن يكون السوبر ماركت سهل الاستخدام من قبل الرجل، ويتماشى مع طريقة تفكيره، فعلى سبيل المثال على السوبر ماركت أن يضع عربات وسلال التسوق في أكثر من مكان بالسوبر ماركت، وليس عند المدخل فقط؛ حتى يتسنى للرجل الذي ينسى اصطحاب عربة أو سلة التسوق منذ دخوله السوبر ماركت، أن يجدها في أكثر من مكان. والرجال المتزوجون من زوجات يعملن لساعات طويلة ليسوا هم وحدهم الذين يرتادون مراكز التسوق، فهناك الأعداد المتزايدة من الرجال غير المتزوجين، الذين يفضلون حياة العزوبية هم أيضاً يرتادون باختيارهم مراكز التسوق. وحول سلوك الرجل والمرأة في مراكز التسوق، يؤكد أحد الخبراء في مجال التسوق أن سلوك الرجل يختلف كثيراً عن سلوك المرأة، فالرجل يتسوق باندفاع ودون تخطيط مسبق، ويميل أكثر إلى الشراء بكميات كبيرة، وشراء السلع ذات العروض الخاصة، وحتى إن لم يكن في احتياج إلى كميات كبيرة من السلع. والرجل أيضاً لا ولاء له لسوبر ماركت معين يتسوق منه، بل يذهب إلى أي مكان للتسوق، والطريف أن هناك أعداداً كبيرة من الرجال اليوم يُقبلون على الالتحاق بدورات لتعلم الطهو، خاصة الدورات التي يحاضر فيها «شيف» من الجنس الآخر، وتعقد بعض هذه الدورات داخل مراكز التسوق بناء على طلب الرجال أثناء قيامهم بالتسوق، بالإضافة إلى دروس التغذية السليمة، التي يقبل عليها الرجال أيضاً أشياء أخرى: .. «الزوجة الطيبة تصنع زوجاً طيباً».