تسونامي الطلاق

عبد الله باجبير

 

متى يحدث الطلاق.. هذا الإعصار الذي يطيح بأمن وسلام أسرة، ويحصد معه الأخضر واليابس؟ ولماذا يحدث أصلاً؟ للأسف الشديد بات الطلاق موضة العصر، لدرجة أنَّ هناك حفلات طلاق تقام على شرفه، وعلى أعلى مستوى عندما تنال المطلقة حريتها. وكأنَّها منحت صك الحريَّة والبراءة. رحم الله أيام زمان؛ 

حين كانت هذه الورقة بمثابة نذير الشؤم للأسرة كلها عندما تطلق الابنة، وتكون بمثابة شهادة وفاتها

المشكلة المثيرة للتأمل هي أسباب الطلاق التي بدأت تأخذ منحى مختلفاً تماماً. فالزوجان لا يطلقان لعدم التوافق أو لاختلاف الطباع. أصبحت هناك ظاهرة، وهي الطلاق في الشهور الأولى للزواج وليس بعد عام أو أكثر.

الدراسات تؤكد أنَّ 60 % من حالات الطلاق تحدث في سنة أولى زواج، والأسباب واضحة: حداثة الزواج والتجربة الزوجيَّة، ولأسباب غاية في التفاهة تدل على عدم نضج مبالغ فيه، عدم الشعور بالمسؤوليَّة الملقاة على عاتق الزوج والزوجة الشابة؛ لأنَّدادياشترى المنزل وأثثه، وأقام الأفراح والليالي الملاح، وأشرف على السفر لقضاء شهر عسل وغيره من تفاصيل الزواج، يعني أن هذا زواج بلا مسؤوليات، وبالتالي «زيجة تفوت ولا حد يموت». الطلاق والانفصال أبسط وأسهل شيء لشاب يستطيعداديأن يزوجه بغيرها. في أي وقت يحدث الطلاق عندما تنعدم الرؤية، ويغيب الحوار، وتنعدم فرص التفاهم، وعند الإغراق في تفاصيل المشاكل اليوميَّة البسيطة التافهة التي بالإمكان تجاوزها والتغاضي عنها، يحدث عندما يتدخل الأهل بداعٍ وبغير داعٍ، عندما تنعدم فرص التصالح أو المبادرة. فكل واحد ينتظر من يبادر الآخر بالصلح؛ لتتحول المشكلة التافهة البسيطة إلى أزمة يغذيها الأهل والشقيقات والصديقات بدافع الكرامة والكبرياء وضرورة تربية الطرف الآخر، كذلك الضغوط الاجتماعية والحياتيَّة التي تهاجم الحياة الزوجيَّة الوليدة، أو ما يحيط بها من عوامل ماديَّة أو بشريَّة.

ويلعب السلوكُ الخاطئ في التعامل لكلا الطرفين والطباع الحادة لأحد الطرفين. مسألة الطباع أهم ما في الزواج الناجح أن تتعامل مع شخص طباعه مختلفة عنك، تتعامل معه كل يوم، تتكيف معه، إنَّه يحتاج لذكاء ليس إلا. المسؤوليَّة مشتركة تقع على الزوج والزوجة وأسرتيهما. والزواج مسؤوليَّة، يحتاج لقدر كبير من الوعي والفهم والاستيعاب ومعرفة متطلبات ما بعد الزواج. والزواج ليس مجرد فترة خطبة حالمة ورديَّة ولقاءات وحبٍّ ومواعيد وأزهار وهدايا، وكذلك الفرح والفستان الأبيض والخاتم الألماظ وشهر العسل الحالم. الحياة تبدأ بعد هذه الأشياء اللطيفة، وإن فهمنا هذه المعادلة البسيطة فقد ترسو سفينة الزواج بأمان

 

أشياء أخرى

 «الزوج العاقل هو الذي يعترف بالخطأ حتى ولو لم يكن ارتكبه».