قواعد إدارة الخناقات الزوجية

عبد الله باجبير

لا يخلو بيت من المشاجرات الزوجية، فالشجار بين الزوج والزوجة أمر لا مفر منه، لكن حتى لا يتحول الشجار إلى مشكلة غير قابلة للحل، يجب أن يتعلم الزوجان قواعد المشاجرة الزوجية وكيفية إدارة مشاجرة في سلام من دون تنازلات تصل بالصراع إلى حد الكراهية.

يؤكد الدكتور«كيرت هالفينج»، أستاذ علم النفس في جامعة «برانشفيج» الألمانية، أنه ثبت من خلال الدراسات الاجتماعية أن هناك عدة اختلافات طبيعية لكل من الرجل والمرأة عندما يعيشان في بيت واحد، وهذه الخلافات ليست كبيرة كما يعتقد البعض، وإنما يرجع معظمها إلى التنشئة الاجتماعية لكل منهما والبيئة الثقافية التي خرجا منها، فالرجل في أي مكان في العالم تتم تنشئته على عدم إظهار مظاهر العنف في سلوكه، مما يجعله دائما في موقف الشخصية القوية المتحكمة في الموقف، وبالتالي فالرجل والمرأة يقفان في مفترق طرق كلما دار بينهما حوار ونقاش اختلفا فيه.

ويقول الدكتور «ديرك تزيمر»، أستاذ العلاج النفسي الألماني: إن النساء غالبا ما يعبرن عن طاقتهن الانفعالية بالكلام ويسعين دائما للحصول على التأييد المعنوي والدعم، بينما الرجل يعتمد في حواره وخلافاته على هدف محدد ليس لتفريغ شحنة انفعالية، وإنما لإبداء الرأي في إزاحة المشكلة عن عاتقه، أو قد يناقش للتوصل إلى حل نهائي.

ويضيف الدكتور«تزيمر»: التعبير عن المشاعر أمر تبرع فيه النساء، ويتفوقن فيه على الرجل، فهن أكثر قدرة على التعبير عن مشاعرهن بالكلمات أكثر من الرجل، ومعظمهن يملن إلى لعب دور الأم في أي مشاجرة؛ بدلا عن أن يتقبلن شريك الحياة بصفاته.

 إن المرأة تريد دائما تغيير شخصية الزوج وإعادة تربيته من جديد، وهذا السلوك يزيد إشعال نار الخلافات بينهما. فالرجل لا يحب أن توجه له زوجته أي تعليمات، أو أن تملي عليه أفعاله. ودائما إذا شعر الرجل بأنه يواجه مأزقا أو يتعرض للهجوم فإنه غالبا ينسحب أو يلتزم الصمت. في رأي الدكتور«كيرت هالفينج» أن العاصفة الكلامية التي تستخدمها المرأة ضد الرجل -غالبا- لا تحمل هدفا معينا، وقد تؤدي إلى الإضرار بالعلاقات، حيث حالات الغضب تتيح فرصة للتفوه بكلمات جارحة، قد تصيب أحد الزوجين بجروح نفسية، وأن الحل الوحيد لإنهاء أي خلاف هو الحوار من القلب، وكشف كل شريك ما يضايقه من شريكه الآخر من دون كتمان الغضب؛ حتى لا يتراكم وينفجر في لحظات ويتسبب في انهيار العلاقة الزوجية.

مفاتيح حل أي خلاف بين الزوج والزوجة في رأي الدكتور «هالفينج» يكمن في الاستماع والفهم للمشكلة. وعلى الزوجة أن تختار الوقت المناسب لإدارة أي خلاف. وعليها أن تتجنب الإجابات المبهمة أو التلميحات؛ لأن الرجال يميلون إلى فهم الأمور حرفيا وبوضوح. وعلى الزوجة أن تطلب ما تريده من زوجها بصراحة وبصوت هادئ، من دون إثارة أي شرارة قد تحدث مشاجرة لا يطفئها إلا الانفصال.

إن بعض الأزواج يرون في هذا الكلام مجرد نظريات لا تصلح للتطبيق، لكن هذه النظريات خضعت لكثير من التجارب والتطبيقات والدراسات، وفي رأيي أنها دليل صحيح على حياة زوجية صحيحة أو حتى خلافات صحية.

 

أشياء أخرى:

«ساعدني أسعدك..

أسعدني أساعدك».