عند أم ثامر.. الخبر اليقين!

عبد الله باجبير

"أم ثامر" أشهر خاطبة في زواج المسيار بمكة المكرمة... تمارس هذه المهنة المربحة منذ عشر سنوات... وتتقاضى نحو ثلاثة آلاف ريال من العريس الراغب في زواج المسيار... يتجاوز دخلها عشرة آلاف ريال أسبوعياً! خصوصاً بعد انتشار هذا الزواج على نطاق واسع في المجتمع، وأصبح له الكثير من الراغبين والمؤيدين.

تقول «أم ثامر» زوجت مئات النساء من مختلف الجنسيات والأعمار والمستويات الاجتماعية، ومعظم من تزوجن على يديها هن أرامل وعوانس وآنسات ينتمين لأسر فقيرة، ومعظمهن يقطن في الأربطة الخيرية وفي غيرها من الأحياء المتواضعة ويرغبن في الحصول على المال وتحقيق نوع من الاستقرار في حياتهن عبر زواج المسيار.

وأكدت أنها تحقق لهن ذلك من خلال تزويجهن برجل ميسور الحال مسياراً، فهو يهبها المال مقابل الزواج بها، إذ تشترط الزوجة غالباً الحصول على مبلغ خمسة آلاف ريال قيمة المهر، وألف ريال نهاية كل شهر للنفقة، بالإضافة إلى حصولها على الكثير من الهدايا عند زيارته لها، وغالباً لا تشترط الزوجة وجود المنزل أو الشقة، فالزوج بطريقته الخاصة يوفر لها مكان الخلوة المناسب كلما أراد لقاءها.

وتكشف «أم ثامر» أن كثيراً من الراغبين في زواج المسيار، خصوصاً الأثرياء يتزوجون أكثر من زوجة، وأن الكثير من السيدات اللاتي تعرضن لخسارات فادحة في الأسهم أقدمن على زواج المسيار من رجال أثرياء، رغبة منهن في تسديد ديونهن خشية إيداعهن في السجون بعد أن تورطن في ديون هائلة. أما عن العانسات فقد ساعدت الكثير منهن على تخطي هذا الحاجز من خلال زواج المسيار الذي يجد إقبالا شديداً من هذه العينة من النساء.

أما عن الرجال فيقبلون على هذا الزواج؛ طلباً لقضاء وقت الفراغ مع زوجات جميلات وصغيرات في السن مقابل حصول الزوجات على المال والنفقة والهدايا الثمينة.

«أم ثامر» أكدت أن كثيراً من الرجال الأثرياء، السعوديين أو الخليجيين يبدون لها رغبتهم في الاقتران بفتيات جامعيات صغيرات في السن مقابل حصولهن على مهر كبير ونفقة وسيارة فارهة، أو حتى شقة تمليك، وتضيف أنَّ كثيراً من الأثرياء يرغبون في الزواج من فتيات لم يسبق لهن الزواج، صغيرات في السن مقابل مبالغ تبدأ من 100 ألف ريال... وتؤكد أنها كثيراً ما وفقت في تلبية طلبهم، إذ أسهمت في تزويج عدد كبير من الفتيات الجامعيات الراغبات في الثراء السريع من خلال اقترانهن بأزواج وأثرياء... وقد حصلت إحدى السعوديات على شقة تمليك وسيارة فارهة إثر طلاقها من زوجها الخليجي بعد عشرة دامت أربع سنوات.

نفهم مما سبق أن الرجل يقدم على زواج المسيار؛ لإشباع الرغبة الجنسية ثم للإشباع العاطفي والوجداني، والرغبة في التغيير إضافة إلى التقليد والمحاكاة، ولأنه لا يتطلب مسؤوليات مادية كبيرة وهو سري لا يؤدي إلى تدمير علاقته بزوجته الأولى.

وينظر لهذا الزواج بشكل إيجابي ويركز على الإيجابيات. أما المرأة فتقبل به هرباً من العنوسة أو من تجربة الطلاق أو للبحث عن الحرية والتحرر من القيود الاجتماعية ثم الإشباع العاطفي والوجداني، والمرأة هنا عكس الرجل تنظر لسلبياته وآثاره الخطيرة المترتبة على الأسرة والأبناء على المدى البعيد، ومعظم النساء اللاتي جربن هذا الزواج وجدن سلبياته أكثر من إيجابياته وأن فيه استغلالا وإهانة للمرأة المضطرة لقبوله لعدم وجود بديل آخر؛ لأنه يهضم حقوق الزوجة ويزيد من حدوث الطلاق، خصوصاً عندما تعلم الزوجة الأولى.

وقد يتحول هذا الزواج لنوع من «السبوبة»، كما تقول لنا سيدة في الـ37، هي أم لثلاثة أطفال، تقول تزوجت 10 مرات متتالية عن طريق المسيار من أزواج ميسورين مادياً.. أحدهم اشترى لي سيارة فارهة، وآخر أهداني حلياً ومجوهرات ثمينة، مؤكده أن ما يجبرها على ذلك هو ظروفها المادية الصعبة، والرغبة في الحصول على المال والعبور بأبنائها إلى بر الأمان.

 

زواج المسيار بدأ كنتيجة طبيعية لزيادة نسبة المطلقات والعنوسة وغلاء المعيشة وارتفاع تكاليف الحياة، وتطور ليصبح سبوبة للخاطبة ووسيلة كسب للمرأة (وعابر سبيل عفواً)  «سرير» للرجل.. وللحديث بقية..!

 

أشياء أخرى:

«الزواج لثاني مرة انتصار للأمل على التجربة»