رحلة الانزلاق!

عبد الله باجبير

 

أنا زوجة خليجية في منتصف الثلاثينيات.. جميلة.. ولدي أبناء.. زوجي رجل أعمال طيب جدًّا ويعتبرني زوجته وصديقته.. ناجحة في حياتي بامتياز، أستاذة جامعية وقيادية في عملي، أبنائي رائعون.

زوجي الآن في منتصف الأربعينيات.. يعيش نشوة النجاح المادي ويصارع من أجل زيادة أرصدته من أجل حياة أفضل لأبنائنا.. أصبح يمتلك شركات وأرصدة، وله أصدقاء في كل بلد.. سفريات مستمرة.. ونجاح متواصل يتخلله قلق وتوتر وجو عمل مشحون.. تبدلت حياتنا نتيجة ضغط العمل.. كنا نخرج معًا دائمًا.. كان يحدثني طوال الوقت على الجوال.. أصبحنا بالكاد نخرج.. يكلمني لثوانٍ هاتفيًّا.. يصرخ مرة.. ويتحدث بهدوء مرة أخرى.. ويعطي مواعيد لأصدقائه.. ويتمم صفقات وأنا أسمع.. لينهي مكالماته سريعًا.. أصبحت أتذمر من ملاحظاته الدائمة بكبر سني.. فأسارع للمرآة أتأمل وجهي.. أراني ما زلت جميلة.. ولم تزحف التجاعيد بعد إلى وجهي كما يقول..؟!

صديقاتي يؤكدن لي أنني ما زلت شابة صبية.. لهذا كله.. بدأت أبحث لنفسي عن عالم أكثر متعة.. ونجحت فعلاً.. فقد تعرفت على أحد المسؤولين الكبار في مجال عملي.. مكالمتي الأولى كانت بخصوص أعمال تخص دائرتي.

شعرت بشيء يجذبني إليه.. مرت الأيام وكانت المكالمات رسمية تخص العمل.. إلى أن أرسل رسالة على جوالي ليتحدث معي خارج أوقات الدوام.. فوافقت بلا تردد معتقدة أن الموضوع يخص العمل ولا يقبل التأجيل، شعرت من مكالمته أن الموضوع ليس بشأن العمل كما قال، لكنني تركت الباب مواربًا.. وسمحت له بالتسلل لحياتي.. أصبحنا نتحدث ونتبادل الرسائل بشكل دائم.. أخبرني أنه معجب بصراحتي ووضوحي وطريقة تفكيري.. ووعدني بأن تبقى مكالماتنا سرية حفاظًا على مكانتنا واحترامًا لأسرنا.

دخوله حياتي أدخل معه ألوانًا جديدة من البهجة.. جعلها تموج بالحركة بعد أن كانت ساكنة وهادئة.. جعلني أشعر بأنني جميلة وفتية.. متقدة بالحماس والرغبة في الحياة.. عصف بحياتي وغيرها بشبابه وحيويته وحبه للانطلاق.. أحببت اهتمامه بي.. لا أخفيك سرًّا كنت أشعر بوخز الضمير تجاه زوجي.. لكن كنت أبرر بأنه ليس إلا مجرد صديق.. بعد شهرين من الاتصالات بدأت تقل إلى أن انقطعت تمامًا.. عاتبته فبرر ذلك بانشغاله.. تكرر غيابه وعودته.. مما أربكني وأشعرني بالألم وأنا أفتقد جزءًا من حياتي اعتدته.. تألمت سيما أنني شعرت بأنه كان يتسلى.. فقدت الثقة بنفسي ولمتها.. لأنني انزلقت وراء عواطفي ورغباتي.. فماذا ترى؟!

أماني

 

يا ست «أماني».. أرى أنَّ ما حدث حتى الآن يكفي.. يجب أن تحترمي عقد زواجكِ.. وعقد أمومتك.. وعقد المجتمع الذي تعيشين فيه.. قبل كل هذا يجب أن تحترمي نفسكِ.. فهذا الصديق يتلاعب بغروركِ.. ومسألة جمالكِ في هذه المرحلة مسألة ثانوية.. فأنتِ لا تبحثين عن زوج حتى تعرضي جمالك على الناس.. لقد كنت قاب قوسين أو أدنى من السقوط في الخطيئة.. والحمد لله أن الأمور توقفت عند هذا الحد.. يكفي هذا وعودي إلى دورك الشرعي زوجة وأمًا.

 

أشياء أخرى:

«الحبُ لا يكُونُ إلا من أولِ نظرةٍ بعدَ الألفِ»