«حادث طلاق..أو خيانة.. أو قتل»

عبد الله باجبير


يأتي وقت تشعر فيه المرأة بعدم رغبتها في النهوض من فراشها.. مستشعرة الهبوط في قواها.. وبضعف في قدرتها على الاحتمال، وتجد نفسها تتساءل عن السعادة التي ما عادت ترفرف على حياتها الزوجية، وعما حلَّ بعلاقة الزواج، بعد تزايد معدلات الطلاق، وارتفاع نسبة ارتكاب جرائم الزواج، وهو الشيء الذي يؤرِّق مضجع كل زوج وزوجة.

هل السبب ذلك السباق، والسعي اللاهث من أجل إدراك شيء من النجاح في الحياة؟ أم أنها طموحاتنا التي لا نهاية لها، التي تحول دون الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية؟ أم أنه سراب السعادة المخادع الذي يظل يلوح لنا، وعندما نقترب منه نجد أنه تسرب من بين أيدينا؟

ربما سبب كل هذا العناء الذي تستشعره الزوجات في الحياة الزوجية هو تحديات الحياة اليومية، حيثُ احتياجات الأطفال، والزوج في المنزل، بالإضافة إلى ذلك التحدي الكبير الذي يتمثل في حياة التنافس، والسباق من أجل إحراز التقدم والنجاح في العمل، وفضلاً عن التحدي الكبير الذي أيضًا يتمثل في حياة المرأة مع زوج يختلف عنها قليلاً، أو كثيرًا.

تنهار العلاقات الزوجية التي اتبعت في البداية مبدأ تجاذب الأضداد، ومع ذلك لم يبذل الزوجان أي جهد من أجل التحدث بلغة واحدة من أجل استمرار العلاقة، وتنهار علاقات زوجية أخرى بسبب انشغال أطرافها بالعمل، وانشغال بعضهم عن بعض حتى في يوم الراحة من العمل، الذي يهرع فيه الزوجان إلى إجراء المكالمات الهاتفية للأصدقاء، وأداء المهام المنزلية التي لا تنتهي، ثم لا يتبقى للزوجين إلا لحظات قبل النوم للحديث عن نظام يوم الغد والتزاماته، ثم بعد ذلك تلمس الرأس الوسادة، ويغيب الزوجان عن الوعي، وعن إدراك خطورة ما تتعرض له علاقتهما الزوجية.

إن معظم الأزواج في هذه الأيام يضعون العلاقة الزوجية في آخر قائمة اهتمامهم، وربما يعتقدون أن الزواج يرعى نفسه بنفسه، وبالتالي فهم يتركون الطيار الآلي الذي يدير رحلة حياتهم الزوجية، يعمل دون محاولة النظر في الشاشات، أو الاطلاع على العدادات.

من الضروري للأزواج أن يدركوا أن الزواج ليس مجرد عقد مكتوب، وأنه كائن حي لا بد من رعايته حتى يستمر في الحياة، فضلاً عن أهمية تجديد الزواج، وتعريضه للهواء النقي، وأشعة الشمس، من الضروري كذلك أن يوقف كل الأزواج جهاز الطيار الآلي الذي يتركونه يعمل بدلاً عنهم في تسيير، وإدارة رحلة الحياة الزوجية؛ حتى يمكن للسعادة أن تعود لترفرف من جديد على الزوج والزوجة.

إن السعادة الزوجية ليست سرابًا إذا أعدنا النظر في أسلوب حياتنا، فنحن نهتم بالعمل، والأصدقاء، والفلوس، والآخرين أكثر من اهتمامنا بمن نعيش معه.. ظنًا أنَّ ولاءه مضمون، وليس بحاجة إلى تجديد، أو تأكيد، وذلك خطأ يقع فيه معظم الأزواج، والزوجات أيضًا.. لا شيء مضمونًا في هذه الحياة الصاخبة المخيفة.

إن الزواج كالسيارة يحتاج إلى الصيانة بين الحين والآخر.. تغيير الزيت.. تغيير الإطارات.. التأكد من سلامة الفرامل.. والرجال في بعض الأحيان -وربما في أكثر الأحيان- يهتمون بسياراتهم أكثر من اهتمامهم بزوجاتهم.. وكما أن إهمال صيانة السيارة قد يؤدي إلى حادث أليم.. كذلك عدم صيانة الحياة الزوجية قد يؤدي إلى حادث طلاق.. أو خيانة.. أو حتى قتل.. خذوا حذركم.

أشياء أخرى:

«لا تتدخل أو تتوسط بين اثنين ينامان على مخدة واحدة»