4 وجوه للزواج!

عبد الله باجبير

كأن للزواج وجها واحدا، عاش مئات وربما آلاف السنين.. وفجأة بدأ الزواج يلعب لعبة الأقنعة.. أقنعة الزواج الأربعة، فماذا تفضل من هذه الوجوه؟

الخيارات أمامك متعددة وكثيرة.. أنت وظروفك.. اختر ما يناسبك، فلكل زواج شروطه وضوابطه وميزاته.. حتى مدته تستطيع تحديدها من زواج المسيار والمسفار والمؤانسة، إلى الزواج التقليدي الذي عرفناه، وعرفه قبلنا آباؤنا وأجدادنا.. ليبقى هو الأفضل والأبقى برأي شريحة كبيرة من النساء والرجال؛ لأن أساسه متين قوي قائم على فكرة تكوين أسرة بدوام المعاشرة والإنجاب.. وتنشئة الأبناء.. غير محدد بفترة أو بشرط أو بظروف.. ولكن ماذا عن الأسباب التي أدّت لظهور هذه المسميات من الزواج؟

الأسباب كثيرة، أهمها انخفاض معدل الزواج وزيادة نسبة العنوسة، التي انتشرت بين الشباب والشابات، كلها عوامل تساهم في ظهور مثل هذه المسمّيات، ولكن للأسف فإن معظم هذه الزيجات تهدد النسيج الاجتماعي وتزيد التمزق والتفكك الأسري.

لأن مفهوم الزواج الصحيح يهدف إلى بناء أسرة تتوفر فيها جميع العوامل التي تساعد على التماسك.. فالأسرة هي البنية الأساسية للبناء الاجتماعي السليم، ولتحقيق هذا البناء السليم، لا بد أن يكون الزواج صحيحًا ومبنيًّا على أسس صحيحة.. وليس كما نسمعه عن أنواع الزواج هذا.

وإذا كان الزواج التقليدي يعاني أحيانًا من فشل لأسباب متعددة، فكيف لهذا النوع من الزواج أن ينجح أو يتوقع له النجاح؟

زواج المسفار مثلاً أحد شروطه تحديده لفترة زمنية ينفصل الزوجان بعدها.. فالفتاة التي يدفعها طموحها لمتابعة تعليمها بالخارج بحاجة لمحرم، تتزوج بطريقة المسفار؛ لتصبح قادرة على السفر وتحقيق الحلم، وبعد العودة لأرض الوطن تقول له: رافقتك السلامة.

زواج المؤانسة يقوم على فكرة الزواج لمجرد الشعور بالونس، وأن تجد ونيسًا تعيش معه حياة اجتماعية كاملة، سيّما لمن فقد زوجته أو فقدت زوجها.

المسيار.. هو زواج تتكفل الزوجة بكل نفقات السكن والمعيشة والأولاد إن وجدوا.. والزوج هنا ضيف كريم يأتي متى شاء ويرحل متى شاء.

ويبقى الزواج التقليدي الأفضل والأنسب، وهذا ما أكدته الإحصاءات %55.3 بالنسبة لرأي الرجال، أما النساء فاستطعن أن يحسمن الأفضلية له بنسبة %78.2، يليها المسيار فالمسفار فالمؤانسة، فماذا تفضل أو تفضلين؟!!

ولكن السؤال الضروري أو الذي يطرح نفسه هو، لماذا دخل الزواج مرحلة الأقنعة؟.. لماذا أصبح للزواج أربعة أوجه وليس وجهًا واحدًا؟

بلا اجتهاد أو حذلقة، السبب الأول هو الأزمة الاقتصادية التي تأخذ بخناق الجميع.. والزواج التقليدي في بلادنا مكلّف.. والمهور عالية.. وبقية البنود تحتاج إلى مصاريف كثيرة.. والسبب الثاني هو التقاليد الاجتماعية الآخذة بخناق الشباب، فالبيوت موصدة والأسوار عالية.. ومن الصعب أن يتعارف الشباب اجتماعيًّا.. والسبب الثالث أن أوجه الزواج غير التقليدي سهلة وميسورة وغير مكلفة.. لهذا يقبل عليها الرجال.. والنساء.

إن لكل شيء ثمنه.. وكما يقولون «الغالي ثمنه فيه».. والغالي هو الزواج التقليدي.. ولكن من الذي يقدر عليه؟!

 

 

 

أشياء أخرى:

«الحب واسطة خير

بين الغريزة والزواج»