اللقاء الأول

عبد الله باجبير
لماذا التوتر الذي يشعر به المحبون عند لقائهم الأول؟ ولماذا القلق والخشية؟ ربما لأنَّ المحبَّ في موعد لقائه الأول بمن يحب يجاهد؛ لكي يظهر أمام حبيبه في أفضل صورة ممكنة. وربما لأنَّ اللقاء الأول يُظهر العديد من صفات وخصال الحبيبين، التي تنكشف لأول مرَّة أمام أحدهما الآخر.. ويخشى كل منهما من احتمال أن يكون أول لقاء بداية لفشل الحكاية. خبراء العلاقات العاطفيَّة ينصحون الأحبَّة، عند الذهاب إلى موعد لقائهم الأول، بالبعد عن التصنّع والتكلف، وبأن يكون الواحد منهم على سجيته وطبيعته، فيتصف بتلقائيَّة تخفف من حدة التوتر الذي يشعر به الطرفان أثناء اللقاء الأول، تساعدهما على التعرُّف على شخصيتهما بشكل بسيط. من العوامل المساعدة على إتمام اللقاء الأول على نحو ناجح، الاستماع الجيد الذي يشجع الآخر على الحديث بارتياح، ويحثه على التعبير عن نفسه بكل حريَّة، والتعبير عن آرائه حول مختلف أوجه الحياة. كذلك الابتسامة على شفاه المتحدِّث والمستمع والروح المرحة عاملان مهمان يساعدان كثيراً على إضفاء المتعة على الحديث. كما ينصح خبراء العلاقات العاطفيَّة من يجمعهما أول لقاء غرامي بأن يحافظ كل منهما على مشاعر الآخر، فمثلاً إذا تحدث أحدهما عن شيء يجده الآخر أمراً سلبياً، فمن الصواب تفادي الانتقاد؛ حتى لا يفقد المتحدِّث حماسه في الاستمرار في التعبير عن نفسه، مع ضرورة أن يتذكر الطرفان أنَّهما يلتقيان في محاولة للتعرُّف على بعضهما بشكل أعمق، وليس لمحاكمة أحدهما الآخر. من الأشياء التي تبدو غير ذات أهميَّة في اللقاء الأول، والتي يجب مع ذلك مراعاتها، هو أنَّه يفضّل الاكتفاء بتناول المشروبات والعصائر وعدم تناول مأكولات، والتركيز في الحديث حول الأشياء العامَّة والمهمة، من دون الاستغراق في التفاصيل التي قد تفضي إلى الملل. أيضاً يفضّل في اللقاء الأول عدم البوح بالتجارب والأحداث السيئة، خاصة تجارب الحبِّ الفاشلة؛ حتى لا يكوِّن أحدهما فكرة سيئة عن الآخر على نحو متسرِّع. والآن إذا كنت ستذهب للقاء الأول، فعليك أن تذاكر هذه النصائح؛ حتى لا يصبح اللقاء الأول هو اللقاء الأخير أشياء أخرى: «التفاؤل سرُّ النجاح في الحياة»