الحساسية تجاه اللاكتوز... هل تعانين منها؟

الحساسية تجاه اللاكتوز... هل تعانين منها؟
مع التقدم في العمر، فإن الإنزيم الذي يساعد الجسم على هضم اللاكتوز جيداً يبدأ في التناقص
2 صور

اللاكتوز هو من المواد الكربوهيدراتية الموجودة في جميع منتجات الحليب من أصل حيواني. ويتشكل اللاكتوز من السكريات البسيطة: الجلوكوز والجالاكتوز. ويوضح نيكولاس ماثيو، إختصاصي الجهاز الهضمي في مستشفى غرينوبل الجامعي، وفقاً لـ"توب سانتيه"، قائلاً: ولكي يتم امتصاص الجلوكوز والجالاكتوز تحت هذا الشكل من اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة ، سوف نكون بحاجة إلى إنزيم يقطع ارتباطهما". والجسم البشري ينتج هذه الإنزيمات: اللاكتاز، ولكن ليس بكميات كافية دائماً.

مع التقدم في العمر، فإن الإنزيم الذي يساعد الجسم على هضم اللاكتوز جيداً يبدأ في التناقص إلى درجة أن بعض الأفراد يصبحون غير قادرين على احتماله. وتكون النتيجة المنطقية هي أن استهلاك منتجات الألبان يصبح ضد طبيعة الشخص البالغ، ولكن الأمور ليست بهذه البساطة.
وتوضح بريجيت كودراي إختصاصية التغذية في مركز أبحاث معلومات التغذية لمنتجات الألبان (Cerin) قائلة: "عند الولادة يكون نشاط اللاكتاز عند المولود مثالياً. وبعد ذلك، ومع مرور الوقت ومع التنوع الغذائي، فإن نشاط اللاكتاز يتناقص، ولكن مع بعض الاختلافات حسب الأفراد وحسب المناطق حول العالم".



هل تعانين من حساسية تجاه اللاكتوز؟

 


إذا مرّ اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة من دون أن يتمّ امتصاصه كلياً، فإنه يذهب كما هو إلى القولون حيث سوف يتخمر بسبب وجود البكتيريا المعوية النباتية الخاصة بهذا الجزء من الأمعاء. والنتيجة ستكون الانتفاخات والألم والإسهال الحامضي أو القيء، بالنسبة إلى الحالات الأكثر خطورة.
إن ظهور هذه الأعراض بعد هضم الحليب بشكل عام يؤدي إلى الشك بوجود الحساسية تجاه اللاكتوز. ولكن على الرغم من ذلك يجب عدم الخلط بينه وبين الحساسية تجاه بروتينات الحليب. وعلى أية حال فإنَّ إجراء عدد من الفحوص سوف يتيح التأكد من وجود الحساسية تجاه اللاكتوز.
حالما يتم التأكد من التشخيص قد يصف الإختصاصي الصحي نظاماًغذائياً صارماً لمدة شهر. ويؤكد نيكولاس ماثيو قائلاً: "سوف يمنع إختصاصي الصحة جميع الأطعمة التي قد تحتوي على اللاكتوز والتي منها الأجبان والأطعمة الجاهزة والفطائر والمعجنات المصنوعة وذلك لوقف الأعراض. وبعد شهر سوف يعيد الاختصاصي الصحي، إلى النظام الغذائي، الأطعمة التي تحتوي على كميات قليلة من اللاكتوز، مثل الأجبان الجافة والبسكويت وغيرها. ويواصل إدخال الأطعمة لكي يصل إلى العتبة التي تبدأ عندها الحساسية لكي يحصل المريض على أكبر قدر ممكن من تنوع الأطعمة". والسبب هو أن كل حساسية تجاه اللاكتوز تتميز بعتبة تبدأ بعدها الحساسية.



عندما لا يستطيع الشخص استهلاك الحليب على الإطلاق

 

بعض الأشخاص لا يستطيعون تناول الحليب على الإطلاق
بعض الأشخاص لا يستطيعون تناول الحليب على الإطلاق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

غير أن بعض الأشخاص لديهم حساسية تجاه اللاكتوز إلى درجة لا يمكنهم عندها استهلاك الحليب على الإطلاق. وحول ذلك تؤكد بريجيت كودراي قائلة: "يمكنهم استهلاك منتجات الألبان الأخرى واستبدال الحليب باللبن الرائب أو الجبن. ولا شيء يمكنه أن يحل مكان منتجات الألبان لمدّ الجسم بحاجته إلى الكالسيوم: منتجات الألبان تعطي الجسم حوالي 50 في المائة على الأقل من حاجته اليومية إلى الكالسيوم. والأطعمة الأخرى تحتوي على القليل من الكالسيوم حيث يجب أكل حوالي كيلوغرام من الفاكهة والخضروات لتعويض النقص من الكالسيوم في حال عدم تناول منتجات الألبان".
منتجات الألبان موضوع جدل لا ينتهي. ولا يشارك د. نيكولاس ماثيو بهذا الرأي إطلاقاً حيث يقول: "سوف يجد بعض الأشخاص صعوبة بعد شهر من استبعاد منتجات الألبان من نظامهم الغذائي في العودة إلى أخذ الحصة الكاملة منها، وبالتالي يجب أخذ أطعمة بديلة والانتباه جيداً إلى حصة الكالسيوم التي يجب أخذها يومياً. والجرعة التي ينصح بتناولها يومياً من الكالسيوم هي 1200 ملغم بالنسبة للرجال أكبر من سن 65 عاماً، وغيرهم 900 ملغم يومياً. وبناء عليه من الممكن الحصول على الكالسيوم بأخذ جرعات كبيرة من الأطعمة الأخرى التي يوجد فيها مثل السوائل والخضروات".



لا نظام غذائيا بدون اللاكتوز!

 


لا يؤيد نيكولاس ماثيو اتباع نظام غذائي خالٍ من اللاكتوز إلا في حالات الحساسية الشديدة. لأنّ النظام الغذائي الخالي تماماً من اللاكتوز قد يؤدي إلى هشاشة العظام وبالتالي الإصابة بالكسور. ويقول: "بالإضافة إلى ذلك فإننا لا نعلم بعد عواقب النظام الغذائي الخالي من اللاكتوز على الأحياء المجهرية في الأمعاء – الميكروبيوم. فإذا غيرنا غنى أو تنوع البيئة النباتية في الأمعاء فقد نعزز الإصابة بأمراض معينة مثل السكري، وقد يسبب مثل هذا التغيير عند بعض المرضى تفاعلات عنيفة مع بروتينات الأمعاء، ويؤدي إلى التهاب الأمعاء المزمن".