الناقد محمد الحرز يتناول المشهد الثقافي السعودي عرضا وتحليلا في منتدى الثلاثاء

8 صور

في لقاء متميز حضره نخبة من المثقفين والمهتمين، تناول الناقد والأديب محمد الحرز مراجعة ونقد المشهد الثقافي السعودي في محاضرة تحت عنوان “المشهد الثقافي السعودي رؤية نقدية” استعرض فيها أبرز التحولات التي أثرت على المشهد الثقافي مؤخرا , وذلك بمقر المنتدى بمدينة القطيف ، وأدار الأمسية الأستاذ محمد التاروتي، وحل الشاعر هاشم الشخص ضيف الشرف فيها.
وبدأت الأمسية، بعرض فيلم قصير بمناسبة اليوم العالمي للمعلم ، ثم تحدث الاستاذ عدنان الحاجي المهتم بالترجمة العلمية عن تجربته في هذا المجال. كذلك تم تكريم الاستاذ عبد الله النفيسي لمبادرة شباب الشرقية في الرياضات الحديثة . وشارك فنان النحت الأستاذ عبد العزيز العبد اللطيف بتقديم تجربته في فن النحت عارضا مجموعة من اعماله الفنية.
بدأ مدير الندوة حديثه عن تطور المشهد الثقافي في المملكة باعتباره تحولا ملفتا للأنظار مشيرا إلى دور المثقف في ظل هذه التحولات الكبيرة ومدى تأثيره. ثم تحدث الأديب والناقد محمد الحرز عن صعوبة حصر “المشهد الثقافي السعودي” في مسار واضح وبسيط من التحليل، فهو نوع من الفسيفساء الذي لا يقبل الاختزال، وهو في حراك مستمر يستجيب للتحولات التاريخية بالقدر الذي يحقق فيه أفراده تحولاتهم النفسية والاجتماعية والثقافية والسياسية. وأكد على ارتباط الثقافي بالسياسي والتأثير المتبادل بينهما، آخذا في الاعتبار مسألة التنوع القبلي والطائفي والمناطقي ومعرفة الأنماط المتعددة للثقافة المستمدة من حقل العلوم الاجتماعية، ليحدد المفهوم في استعارة مصطلح “تثاقف” من العالم الاجتماعي روجي باستيد بمعنى “كل ثقافة هي صيرورة دائمة من البناء والهدم واعادة البناء، وما يختلف هو أهمية كل مرحلة تبعا للوضعيات”.
وتحدث المحاضر عن ثلاثة محاور أثرت بصورة عميقة في نسيج المجتمعات الخليجية والعربية، وأحدثت تحولات لا زال تأثيرها حاضرا وهي: ايدلوجيا تصدير الثورة الايرانية (1979م)، وحرب تحرير الكويت (1990م)، وأحداث الربيع العربي (2011م). حول السعودية، بيّن كذلك تحدث عن البيئات المتعددة للعمل قد أنتج ما يمكن تسميته “ثقافة المؤسسة" وتأثيرها مستشهدا بنموذج شركة أرامكو
وواصل في حديثه عن المشهد الثقافي بأن الدراسات التي تناولته من طرف باحثين سعوديين لم تخضع للصرامة المنطقية والموضوعية، ولا إلى طرق منهجية تتصل بالحقل الانثروبولوجي، كما أن الجامعات لم تخصص وحدات بحثية حول هذا الموضوع.
وانتقل للحديث عن تأثير المحاور المفصلية الثلاثة سابقة الذكر على التفاعل بين مركبات المشهد الثقافي،
وأنهى الحرز ورقته بالإشارة إلى دخول الخطاب الروائي كلاعب جديد في أواخر عقد التسعينات خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وأضاف أنه مع أحداث الربيع العربي صارت الرواية صوت التعبير الأكثر موائمة للأحداث بوصفها نشدانا للحرية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية .
بدأت مداخلات الحضور بتساؤل من الاستاذ خليل الفزيع حول عدم ذكر البيئة الثقافية في نجد حيث أن المحاضر أشار فقط إلى الأحساء والقطيف والحجاز والجنوب مع أن تأثير البيئة الثقافية النجدية كان ولا يزال كبيرا على المستوى الوطني، كما ذكر أن أثر الربيع العربي كان سلبيا وكارثيا على مختلف الأصعدة في المنطقة العربية. أما الأستاذ عبد العظيم آل شلي فقد أشار إلى إغفال المحاضر للأشكال الثقافية المختلفة كالفنون والموسيقى وتركيزه على الأدب والرواية، وكذلك اغفال دور الانشطة الثقافية المدرسية كالمسرح والمسابقات، وأن الرواية السعودية عليها ملاحظات سلبية كما لها إيجابيات أيضا.
وتساءل الدكتور محمد العسكر عن أنماط المداهنة والوصولية لدى المثقفين وأثر ذلك على مشاريع التنوير، أما الأستاذ عدنان الحاجي فطالب باعتماد التحليل الكلي وليس الجزئي فقط من أجل دراسة كل الاتجاهات الاجتماعية والتحولات فيها. وطرح الشاعر باسم العيثان رأيه حول المرحلة الراهنة من التثاقف في المجتمع السعودي لكونها منفتحة أكثر وعن إمكانية ممارسة المثقف لدور أكثر حرية، وقال الشاعر علي البحراني أن المثقف ينبغي أن يكون له دور ايجابي أكبر
وتساءلت الأستاذة سهام الخليفة عن المرأة ودورها في المشهد الثقافي في هذه المرحلة، كما طرح الأستاذ منصور سلهام أهمية وضع أعمال عبد الرحمن منيف الروائية ضمن عملية التنوير. وأبرز الكاتب حسين السنونة في مداخلته دور النخب الوطنية من الكتاب وكذلك الوافدين العرب للمملكة الذين ساهموا في التنوير، وطرحت الأستاذة رائدة السبع تساؤلا حول الحد الفاصل بين موقع المثقف في التعبير عن آرائه أو الرضوخ لرأي الجمهور والسعي للشهرة.
وفي نهاية الندوة ألقى ضيف الشرف يها الأستاذ هاشم الشخص قصيدة شعرية عن القطيف، وكلمة أثنى فيها على المنتدى ومسيرته الثقافية