إيطالية تسعينية تحيك مئات القبعات لتدفئة أطفال العالم

الإيطالية التسعينية بينا تحيك القبعات لتدفئة أطفال العالم

يتقاعد الإنسان عن الوظيفة عندما يتقدم العمر به ويصبح طاعناً في السن، ولكن الإنسان الحقيقي المعطاء مهما بلغ العمر به لا يتقاعد عن فعل الخير حتى آخر نفس ويوم في حياته.

والسيدة الايطالية بينا فراتيني، إنسانة من هذا النوع، لا تتأخر عن فعل الخير بيديها حتى بعد بلوغها سن التسعين.

في الوقت الذي كان الجميع فيه منشغلين بقضاء عطلاتهم على البحر خلال أشهر الصيف الحارة، كانت تجلس في منزلها بمفردها، لا يشغلها سوى حياكة قبعات صوف صغيرة تصنعها خصيصاً للتبرع بها للرضع المحتاجين.

السيدة بينافراتيني، هي عجوز إيطالية تبلغ من العمر 90 عاماً تعيش في أحد أحياء مدينة ميلانو شمالي البلاد، تقضي أشهر الصيف بأكملها في حياكة قبعات صوفية من التريكو لإرسالها إلى الأطفال المحتاجين وغير القادرين داخل وخارج إيطاليا، بحسب صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية.

صنعت الجدة بينا أكثر من 100 قبعة لحديثي الولادة، أُرسل جزء منها إلى الأطفال الإريتريين في أفريقيا، وصغار اللاجئين الذين يمرون على مدينتها، والجزء الأخير إلى مرضى مستشفى جاسليني للأطفال في مدينة جنوة شمالي إيطاليا.

وانتشرت قصة السيدة العجوز على وسائل التواصل الاجتماعي الإيطالية بفضل إحدى جاراتها، التي تعمل في إحدى الجمعيات التطوعية، والتي روت قصتها على موقع التواصل فيسبوك.

وتقضي الجدة بينا ليالي الصيف الحارة في منزلها أمام نافذة غرفة نومها في حياكة وتصميم العشرات من القبعات الملونة من التريكو.

وجدت الجدة في هذه الهواية الوسيلة التي يمكن من خلالها تقديم يد العون للأطفال الصغار غير القادرين، حتى وإن كانت هذه القبعات، شيئاً بسيطاً.

وخطرت الفكرة على بال الجدة فور اكتشافها أن إحدى جيرانها تعمل في جمعية خيرية لمساعدة المحتاجين، فنزلت إلى السوق واشترت كرات الصوف من مالها الخاص وبدأت تحيك القبعات للأطفال يومياً.
وكما ألهمتها جارتها، ألهمت الإيطالية التسعينية بينا، النساء للاقتداء بها واستثمار مواهبهن بفعل الخير للغير.