رمي الجمرات في الحجّ.. كيفيتها وقصتها والحكمة منها

من نسك رمي الجمرات
اقتداءاً بتعاليم الرسول علية الصلاة والسلام
الحجاج يرمون الجمرات
حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات
يرمون 7 حصيات
يرمون 3 جمرات
6 صور

واحدة من مناسك فريضة الحج الرئيسية، لها أجر عظيم وحكمة كبيرة، ورمزيتها الدينية تعود إلى ما قبل رسالة خاتم المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. إنها نُسك "رمي الجمرات في الحجّ"، التي تبدأ في أول يوم من أيام التشريق "أول أيام عيد الأضحى" وتمتد لثلاثة أيام. وتالياً سنتعرف على كيفية رمي الجمرات في الحج، وعلى قصتها والحكمة منها.


كيفية رمي الجـمـرات

أول أيام عيد الأضحى المبارك "يوم النحر"، يكون بداية نسك رمي الجمرات في الحجّ، حيث أن حجاج بيت الله الحرام، يبدأون الرمي بـ"جمرة العقبة"، وهي الجمرة الكبيرة بين الجمرات الثلاث "الكبيرة والوسطى والصغرى"، وكل جمرة هي جدار حجري طويل يرميه الحاج بالحصيات. وقد عمل المسلمون بهذا النُسك اقتداءاً برسول الله عليه الصلاة والسلام. حيث ثبت عن النبي أنه عندما أدى مناسك الحج، رمى الجمرات في أول أيام العيد. كما ثبت عنه بأنه رمى 7 حصيات. وأنه رمى "جمرة العقبة" في يوم النحر.
كما ثبت عنه عليه أفضل الصلاة والسلام، أنه رمى أول أيام العيد "جمرة العقبة" فقط، وتلك الجمرة تقع في "مشعر منى" بعد مكّة المكرمة مباشرةً، وجمرة العقبة تُرمى بحيث يكون الحاج واقفاً مستقبلاً الجمرة، ويجعل مِنى عن يمينه وطريق مكة عن يساره. أما الرمي من فوق الجسر فمن أي جهة كانت. أما بالنسبة للجمرة الصغرى والوسطى فترمى من جميع الجهات.
واتباعاً لتعاليم النبيّ، يقوم الحُجاج برمي تلك الجمرة بـ7 حصيات، ويكبرون بعد كل حصاة قائلين: "بسم الله، والله أكبر رغماً للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن". وفي باقي أيام التشريق الثلاث 11-12-13 من شهر ذي الحجة، يرمى حُجاج بيت الله الحرام 7 حصيات أخرى في مواضع الرمي المخصّصة لذلك. إذ يبدأ الرمي بعد شروق الشمس وحتى غروبها طيلة الأيام الثلاث. ومن لم يستطع اللحاق بموعد الرمي، أجاز الله له أن يرمي جمراته في الليل حتى بعد منتصف الليل.

 

الحكمة من نُسك رمي الجمرات

بحسب علماء المسلمين، فإن الحكمة من رمي الجمرات خلال أداء مناسك الحج وفي تلك المواضع المحددة لها على وجه التحديد، هو إهانة الشيطان وإذلاله وتحقيره، وهذا الأمر يكون بالشكل الرمزي وليس الحقيقي بكل تأكيد. وأيضاً حتى يُظهر الحاج المسلم بأنه يتبع أوامر الله ورسوله، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "خدوا عني مناسككم". وأيضاً أنه يعصي الشيطان كما عصاه من قبله سيدنا النبي "إبراهيم" عليه السلام.


قصة نُسك رمي الجمرات

ونقل الأئمة والصالحون والرواة، عن سيدنا خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، أنه كان قد ورد عنه العديد من النصوص التي تشير إلى قصة مشروعية رمي الجمرات. كما أنه قد ذُكر بأن مناسك الحج على العموم ما هي إلا تكرار لما حدث مع سيّدنا إبراهيم عليه السلام وزوجته وابنه. أما بالنسبة إلى "رمي الجمرات" فقد جاء فيها: "إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرة الوسطى فعرض له الشيطان، فرماهُ بسبعِ حصيات فساخ، ثم أتى الجمرة القصوى فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات فساخ. فلمَّا أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسماعيل قال لأبيه: يا أبت أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك من دمي إذا ذبحتني، فشدَّه فلمَّا أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه: (أَن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا).