مدفع الإفطار.. قصص وﺣﻜﺎﻳﺎﺕ مصرية ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺙ شهر ﺭﻣﻀﺎﻥ

مدفع الإفطار
مدفع الإفطار المصري
2 صور

مدفع الإفطار هو تقليد تاريخي حافظ عليه المصريون منذ مئات السنين، وظل هذا التقليد سارياً حتى اليوم، فهو يعد من أهم الطقوس التي ارتبطت بشهر رمضان المبارك لدى الشعب المصري، باعتباره أنه كان في الماضي الوسيلة المفضلة للإعلان عن حلول وقت الإفطار. وحسب الروايات التاريخية فإن القاهرة، كانت أول مدينة عربية ينطلق فيها مدفع الإفطار في شهر رمضان، وكان ذلك مصادفة في أول يوم من شهر رمضان عام 859 هـ، ففي هذا العام كان يتولى الحكم في مصر والٍ عثماني يُدعى (خوشقدم)، وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني، وكان الاختبار يتم أيضاً في وقت غروب الشمس، وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، وظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع، لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع المصريين إلى مقر الحكم لتوجيه الشكر للسلطان، على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، ولطلب استمرار عمل المدفع في شهر رمضان، فلم يجدوه، والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى (الحاجة فاطمة) التي نقلت طلبهم للسلطان، وعندما رأى السلطان سرورهم، قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم، إيذاناً بموعد الإفطار، ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك. وهناك رواية أخرى تقول إن ظهور مدفع الافطار في شهر رمضان، جاء عن طريق أن بعض الجنود في عهد الخديوِ إسماعيل، يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن ذلك كان وقت أذان المغرب، في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار، وانتشرت بين الناس حكايات حول المدفع الذي يزف بدء موعد الإفطار. وانتقلت هذه الحكايات إلى مسامع الأميرة فاطمة بنت الخديوِ إسماعيل، فأعجبت بها، وأصدرت فرمانًا يفيد باستخدام هذا المدفع، عند الإفطار والإمساك، وفي الأعياد الرسمية، ومن حينها اقترن المدفع باسم (الحاجة فاطمة). ﻭهكذا ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺻﻮﺕ المدفع ﻋﻨﺼﺮﺍً ﺃﺳﺎﺳﻴﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ في شهر رمضان ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ظهر ﺍﻟراديو، فتوقف ﺇطلاﻗﻪ، ﻭﺇﻥ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﺼﻮﺗﻲ ﻟﻪ يذاع ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻋﺒﺮ ﺃﺛﻴﺮ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻮ ﻭﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺮﺭ المسئولون ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ بث ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻋﻠﻰ الهواء ﻓﻲ وقت ﺃﺫﺍﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ.

صورة ذات صلة