البحرينيون وإحياء ليلة القدر في شهر رمضان

المنامة
جامع الفاتح
متحف موقع قلعة البحرين
مسجد الفاتح
الفاتح تحفة أسلامية
5 صور

 خصَّ الباري جلَّ وعلا شهر رمضان بذاته المقدسة، وبه يعاقب، وبه يثيب؛ لذا جُعلتْ فيه أبواب قبول التوبة مفتَّحة للعباد خاصة في ليالي القدر المباركة التي تقدر فيها الأرزاق والأعمار وشؤون الإنسان.

وليلة القدر نزل فيها القرآن الكريم جملة واحدة، مصداقاً لقوله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر". وقد اقتضت الحكمة الإلهية إخفاء ليلة القدر في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان؛ ليعظم العباد المعبود طوال الشهر الكريم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه".

ويحرص البحرينيون سنوياً على إحياء هذه الليلة في منازلهم ومجالسهم بشكل خاص وفي المساجد بشكل عام، وذلك بقراءة القرآن والدعاء وإقامة الصلوات منذ الساعة العاشرة مساءً بعد انتهاء مجالسهم القرآنية، حتى الثانية بعد منتصف الليل.

 ويفضل عادة البحرينيون حالياً الاجتماع في ليلة القدر المباركة في المساجد والجوامع المنتشرة في كل محافظات البحرين، ومن أهمها جامع الفاتح والذي تكون عادة إحياء ليلة القدر بالبحرين سنوياً فيه، والذي يعد تحفة معمارية إسلامية منفردة في الخليج، ومركز إشعاع إسلامي، وتقوم وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية باستضافة بعض الشيوخ من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وجمهورية مصر؛ للمشاركة في إحياء الليالي العشر الأخيرة من رمضان، ومنها ليلة القدر كالشيخ سعد الغامدي والشيخ مشاري العفاسي، وبعض شيوخ الأزهر الشريف، وذلك وفق برنامج مخصص لليالي القدر، متمثلاً في جملة من الأعمال المستحبة التي يثاب المسلمون عند القيام بها؛ توثيقاً للصلة بين العبد والمعبود، وبين الخالق والمخلوق، ومن هذه الأعمال: الغسل، وبه يكون البدن طاهراً، أداء صلاة ركعتين يُقرأ فيهما سورة الفاتحة، وسورة الإخلاص سبع مرات، وتتبعها بالاستغفار وطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى سبعين مرة، وزيارة الأولياء والصالحين، وقراءة دعاء نشر المصحف "القرآن الكريم"، ويعقبها الاستغفار، ثانياً مئة مرة.

 وعادة ما تزدحم منطقة باب المنامة وجوامعها بالناس؛ حيث يتوجه الناس بقلب خاشع، وبنفس مطمئنة إلى الله سبحانه وتعالى؛ طلباً للمغفرة، وقبولاً للتوبة، والتماساً للعفو بما اقترفت يدا الإنسان. وهي وقفة من الوقفات التي يراجع فيها الإنسان حساباته؛ استعداداً ليوم القيامة؛ إذ يفرق فيه كل أمر عظيم، وإعطاء كل ذي حق حقه.

وبعد أن يقضي البحرينيون ساعات من الطاعة والعبادة، وقبل أن تنفض مجالسهم، تجمعهم مائدة السحور بما تجود به نفوس الصالحين من الناس بالبذل والعطاء والإطعام والإنعام. ثم يفترق الناس من حيث أتوا، متوجهين إلى منازلهم؛ ليطمئنوا على أهاليهم، ويخلدوا للنوم والراحة.

وعادة ما تقوم المطاعم المعروفة بالمنامة، بتأمين وتجهيز وجبات السحور للمتواجدين بالمساجد تضم مختلف الأطباق الشعبية البحرينية.

 وفي هذا العام ستكون الأيام العشر الأخيرة من رمضان عامرة بالموسيقى الصوفية لمن يرغب بحضورها من المسلمين الأجانب؛ حيث سيقدم مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث فرقة "La Edri" التركية التي ستقدم مجموعة موسيقية صوفية بالطريقة التقليدية، إلى جانب الوصلات الموسيقية التي تتنوع فيها الألحان والإيقاعات الصوفية والأشعار المختلفة، وذلك في حفلات موسيقية في متحف البحرين، وذلك لإثراء ليالي رمضان بهذه الموسيقى التي يقبل عليها المسلمون الأوربيون الذين يعيشون بالبحرين.