اكتشاف سر العبقري دافنشي الذي صار لُغـزًا بعد 5 قرون

كان لا ينهي بعض أعماله
من أعمال دافنشي غير المكتملة
«الموناليزا» لدافنشي
كان مصابًا بنقص الانتباه مع فرط النشاط
ليوناردو دافنشي
من أعمال العبقري الإيطالي
7 صور

وصْف «عبقري» ظلّ ملازمًا للموسوعة الإيطالية الشهيرة «ليوناردو دافنشي»، الذي كان رسامًا، مهندسًا، عالم نبات، عالم خرائط، جيولوجيًا، موسيقيًا، نحّاتًا، مِعماريًا، شاعرًا، وعالمًا. والذي ظل طوال كل هذه الأزمان الغابرة لُعزًا حيّر المؤرخين والخبراء في الفنّ. ولكن الآن وبعد 5 قرون، تم اكتشاف سرّ «دافنشي» أخيرًا.. السرُّ الذي صنعه صاحب الـ«موناليزا» طوال 500 عام.
ووفقًا لما نشره موقع «سكاي نيوز»، فقد نشر عدد من الباحثين دراسة فريدة من نوعها، في مجلة «برين» العالمية، كشفوا من خلالها أن «دافنشي» كان يعاني من اضطراب نفسي يُعرف بـ«نقص الانتباه مع فرط النشاط»، والذي يتسبب للمُصاب به بضعف تركيز الانتباه عند القيام بأي من المهام، بالإضافة إلى صعوبة الاستماع للآخرين عند الحديث معهم، وأحيانًا كثيرة – بحسب الباحثين – نسيان أي حديث يدور مع أي شخص بعد فترة قصيرة، وإلى جانب ذلك، المعاناة من الحركة الكثيرة خلال الجلوس بأي مكان، والكلام بشكل زائد ومفرط.


مشاريع غير مكتملة ومفاجآت عديدة

gyr_mktml.jpg


نقلًا عن موقع مجلة «نيوزويك»، الأميركية، قال الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة الجديدة، إنه على ما يبدو وبعد 5 قرون، تم اكتشاف سرّ «دافنشي»، أو ربما اكتشاف أحد أسرار هذا العبقري العديدة، وأشاروا إلى أن مرض «نقص الانتباه مع فرط النشاط» الذي كان مُصابًا به الفنان الإيطالي، قد حال بينه وبين إتمام عدد من مشاريعه المختلفة.
وفي الدراسة اللافتة أيضًا، ذكر الباحثون أن هنالك العديد من الأوراق التي تحتوي على رسومات لـ«دافنشي»، تشير إلى أنه كان بدون أدنى شكّ يعاني من عسر في القراءة. وأكدوا أن هذ الأمر أيضًا يعتبر من ضمن الأعراض التي يعاني منها الأشخاص المصابون بمرض «نقص الانتباه مع فرط النشاط»، ومن بينهم الفنان الإيطالي الشهير.
وفي تعليق للبروفيسور «كاتاني»، وهو خبير بعلم الأعصاب في معهد الطب النفسي وعلوم الأعصاب بجامعة «كينغز كوليدج»، في العاصمة البريطانية لندن، قال إنه على الرغم من استحالة إجراء أي تشريح لدماغ شخص مات قبل 500 عام، إلا أن فرضية إصابته بمرض «نقص الانتباه مع فرط النشاط»، قد تكون الفرضية الأكثر منطقية، وربما واقعية أيضًا.
وبحسب البروفيسور «كاتاني»، فإن هذا التفسير يعد مقبولًا علميًا أكثر من غيره. ويعطي تفسيرًا لماذا كان دافنشي لا ينهي العديد من أعماله. وأضاف «البروفيسور» أن السجلات التاريخية العديدة التي عُثر عليها، أشارت إلى أن «ليوناردو دافنشي» كان يقضي أوقاتًا طويلة في التخطيط لمشاريع جديدة، إلا أنه كان يفقد صبره ومثابرته على إكمال هذه المشاريع.


العبقري لا يُحب الثبات

mwnlyz.jpg
من جانبه، كان المؤرخ «جورجيو فاساري» قد أشار في كتابه الخاص بالسيرة الذاتية للعبقري الإيطالي «ليوناردو دافنشي»، إلى أن الفنان الموسوعي كان يمتلك طبيعة «متغيرة لا تحب الاستقرار». وهذا الأمر من الأشياء التي جعلته يميل إلى أن يكون حريصًا للغاية على التعلم بسرعة، لذلك كان يتخلى عن العديد من المشاريع التي بدأها.
وتابع «فاساري»، ضاربًا مثلًا على هذه الفرضية في طبيعة «دافنشي»، أنه عندما طُلب منه أن يرسم لوحة لإحدى الكنائس عندما كان بعمر الـ26 عامًا، لم يستطع إكمالها، وتركها غير منتهية بعد ذلك. وضرب المؤرخ مثالًا آخر على هذا الأمر؛ المقولة الشهيرة لبابا روما «ليو العاشر»، الذي وصف من خلالها دافنشي قائلًا: «بكل أسف، هذا الرجل لن يفعل شيئًا، لأنه يفكر بنهاية العمل قبل أن يبدأ به من الأساس».