إيجابيات الاستقرار الوظيفي على شخصية المرأة

أنت والعمل
المرأة السعودية والعمل
3 صور

الانعكاسات الإيجابية للاستقرار الوظيفي لا حدودَ لها، سواء على المرأة أو الرجل، لكن المرأة تتأثر بشكل أكبر، فالاستقرار الوظيفي يفسح المجال أمامها لتُحلّق في سماء الإبداع والابتكار في عملها، وتحقيق ازدهار اقتصادي على المستوى الشخصي والأسري والمجتمعي.


عمل المرأة عبر التاريخ


أوضحت الاختصاصية في الإرشاد النفسي والعلاج الأسري والزواجي، في مدينة الملك عبد العزيز الطبية، الأستاذة ميسون الخضير، أن السؤال الأزلي هو: «هل تعمل المرأة خارج المنزل؟ أم أن الأفضل لها أن تبقى في المنزل لرعاية الأبناء والاهتمام بشؤون الأسرة؟».
والإجابة عن هذا السؤال شائكة، وتحمل أبعادًا كثيرة، سواء كانت شخصية أو اجتماعية أو أسرية أو مادية، كما أنها تحمل أبعادًا تاريخية، فإذا ما نظرنا إلى عمل المرأة عبر التاريخ؛ نجد أن الأساس هو عمل المرأة داخل المنزل وخارجه كذلك، في كل المجتمعات الشرقية والغربية، من العمل في الحقل، والتمريض، والقضاء، جنبًا إلى جنب مع الرجل، إضافة إلى الاهتمام بأسرتها، وإدارة متطلبات المنزل، بدءًا من زمن أبي البشرية آدم عليه السلام، ومساندة حواء له في أعباء الحياة.
وكذلك الشأن في الحضارة المصرية القديمة، فنجد أنها اشتغلت بالقضاء والطب، كما تقلّدت بعض النساء مناصبَ (رئيسة المخازن الملكيَّة، وبعضهن كُنَّ سيدات أعمال)، وأين نحن من حضارة مملكة سبأ وملكتها بلقيس، وحتى في فترة ما قبل الإسلام وما بعده، ولنا في السيدة خديجة -رضي الله عنها- أعظم مثال.


اشتغلت المرأة بالصيد والفلاحة منذ فجر التاريخ


كانت المرأة عبر التاريخ تقف جنبًا إلى جنب مع الرجل لأسباب اجتماعية واقتصادية؛ فهو يقوم بالصيد بينما تقوم هي بالفِلاحَة وجمع المحصول لتطهو لأبنائها، وهي من تقوم بالحياكة، وإذا ما تمكنت من إتقان حِرفة وذاع صيتها بين نسوة القرية، قدمن إليها لمساعدتهن فيما لا يتقنَّه.


الثورة الصناعية


وقد تزايد الطلب على عمل المرأة بعد الثورة الصناعية؛ حين هاجر الرجال إلى المدن وتركوا النساء في الأرياف دون عائل، مما اضطرهن للخروج لسد هذا الفراغ، الأمر الذي زاد من تشغيل النساء الحروب، وما أدته من حصاد لأرواح الرجال، فخرجت المرأة بشكل أكبر إلى سوق العمل.


حروب لمنع المرأة من العمل


وقد مرت المرأة العاملة بتحديات كبيرة في سوق العمل في العالم قاطبة، وليس في السعودية فقط، من الحروب التي شُنَّت عليها ودعت إلى حصرها في قالب معين، وعرضها كسلعة لتسويق منتج، وانتهاء بمساواتها مع الرجل في الأجور في بعض المجتمعات.
وفوق كل تلك التحديات كانت مصاعبها التي تواجهها كامرأة عاملة وزوجة وأم، وفي واقع الأمر إن هذه التحديات تواجه الجنسين، وليس المرأة فقط، فكلاهما لديه أدوار مختلفة في الحياة.


إيجابيات الاستقرار الوظيفي للمرأة


لا يخفى على أحد ما صنعه الاستقرار الوظيفي للمرأة من إيجابيات جمَّة، على شخصيتها، وعلى أسرتها ككل، فأصبحت المرأة شريكة في عوامل الرفاهية وازدهار اقتصاديات الأسرة، كما أنها أصبحت أكثر وعيًا بحقوقها كإنسان مستقل؛ لما أكسبه لها العمل من وعي ثقافي وحقوقي، وهو ما انعكس بالإيجاب في بعضٍ من جوانبه على أسرتها وإبداعها في العمل. والمرأة بطبيعتها خلاقة مبدعة وتنافسية الروح، فعندما تتلمَّس جوانب الاستقرار والراحة في العمل؛ فإنها تعطي أكثر وأكثر، كما هو الحال في المنزل، عندما تُشبَع حاجاتها النفسية والعاطفية، فإنها تعطي أسرتها أكثر، ونحن هنا نتكلم بطبيعة الحال عن المرأة سليمة الصحة النفسية، والتي تستطيع الموازنة بين جوانب الحياة المختلفة، وهو ما أثبتته الغالبية من النساء، وهنا أعني بالموازنة أن تعطي لكل دور من أدوار حياتها حقَّه ما أمكن، وقدر المستطاع، وليس بالكمّ وإنما العبرة بالكيفية والجودة النوعية، أما التوازن الكمي فهو بدعة وخرافة صنعها الإعلام، فكل امرئ منَّا مُقصّر في جانب، ولكن الفن يكمن في تحديد الأولويات والمشي ضمن هذا الإطار.