مبيد حشري يزيد مخاطر الإصابة بـ السرطان

الجليفوسات يرفع مخاطر الإصابة بسرطان الليمفوما

قام باحثون أمريكيون بتجميع المعطيات المتوافرة حول نتائج الجليفوسات، وقرروا أنّ هذا المبيد الحشري له علاقة بالمخاطر المتزايدة للإصابة بالليمفوما (سرطان يبدأ في الخلايا المناعية) بنسبة 41 في المئة، وهذا ينطبق على الأقل على العمال الأكثر تعرضًا إلى هذا المبيد الحشري.

الجليفوسات هو العنصر الرئيسي في المبيدات الحشرية الأكثر استخدامًا في العالم (تحت اسم Roundup وتسوقه شركة Monsanto ). ومنذ عام 2015 تمَّ تصنيف الجليفوسات على أنه مادة مسرطنة للحيوانات (ومادة مسرطنة محتملة بالنسبة للإنسان) من قبل المركز الدولي لأبحاث السرطان IARC التابع لمنظمة الصحة العالمية WHO. وهذا التصنيف أثار الكثير من الجدل حول خطورته، ولكنه جاء بدعم العديد من الدراسات، بما في ذلك التحليل التلوي واسع النطاق الذي نُشر أخيرًا في مجلة Mutation Research / Reviews in Mutation Research .
ووفقًا للمؤلفين وهم الباحثون من جامعة واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، فإنَّ التعرض إلى الجليفوسات يزيد مخاطر الإصابة بالليمفوما بنسبة 40 في المئة. وأوضح ليان شيبارد المؤلف الرئيسي للدراسة قائلًا: "كان تحليلنا يهدف إلى توفير أفضل إجابة ممكنة على السؤال لمعرفة ما إذا كان الجليفوسات مادة مسرطنة أم لا. وبعد إجراء هذا البحث فإننا أكثر اقتناعًا بأنه مادة مسرطنة فعلًا".

 

 


معطيات 6 دراسات مختلفة
وبفضل 6 دراسات وبائية مختلفة حول الموضوع، والتي نُشرت بين الأعوام 2001 و 2018، توصل الباحثون إلى النسبة المشار إليها أعلاه حول مخاطر الإصابة بالسرطان. وتؤكد المؤلفة المشاركة في الدراسة راشيل شافر قائلة: "يقدم هذا البحث التحليل الأحدث حول الجليفوسات وعلاقته بالليمفوما اللاهودجكينية NHL. ويتضمن دراسة أُجريت عام 2018، وشملت أكثر من 54 ألف شخص يعملون كعمال للمبيدات الحشرية – في مجال استخدام المبيدات الحشرية". وبالإضافة إلى ذلك ففي حين ركز فريق البحث تحليله على البشر، ألا أنه تمَّ أخذ المعطيات التي أُخذت من الحيوانات بعين الاعتبار كذلك.
ومع ذلك يعترف المؤلفون أنّ تحليلهم هذا يُظهر زيادة خطر الإصابة بالليمفوما، لأنه ركز بشكل خاص على الأشخاص الأكثر تعرضًا لهذه المادة، ويوصون بإجراء المزيد من البحوث حول هذا الموضوع.
وبحسب "توب سانتيه"، ففي فرنسا تمَّ حظر استخدام الجليفوسات منذ الأول من يناير 2017 في مجتمعات الأماكن العامة. كما تمَّ حظر استخدامه في جميع الاستعمالات غير المهنية منذ كانون الثاني يناير 2019. وقد تمَّ أخيرًا تأجيل حظر استخدامه الكلي والمخطط لعام 2022.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 24 يناير، إنّ فرنسا لن تكون قادرة عن الاستغناء مئة بالمئة عن استخدام هذه المادة في غضون 3 سنوات مثلما التزم بذلك! فهل ستكون الدول العربية قادرة على ضبط استعمال هذه المبيدات الحشرية؟