ها نحن نستقبل عاماً دراسياً جديداً بعد غفوة لنا في دفء الصيف وفسحة الوقت، لتأتي لذَّة الإنجاز والحماس للعلم، وصعود درجة للأعلى إلى سماء المستقبل، الذي ينتظرنا فاتحاً يديه مستقبلاً إياهم ببسمة المحب المشتاق المتفائل ببداية جميلة أكثر رحابة وأكثر جمالاً.
في هذا الموضوع تقدِّم لنا التربويَّة سهير الدلال عدَّة نصائح لمختلف أطراف العمليَّة التدريسيَّة؛ من أجل بداية عام دراسي أفضل...

* رسالة الطَّالب
نعمة تستحق التقدير، تنصح «الدلال» الطُّلاب المقبلين على بداية دراسيَّة جديدة قائلة: «هناك حقيقة لو وصلت إلى الطُّلاب لهوَّنت مهمَّة التعوُّد على أيَّام المدرسة الأولى، ولجعلتم المهمَّة سائغة سهلة على الجميع، وهي أن تستمتعوا بكلِّ دقيقة من دقائق المدرسة التي تتلقُّون فيها علماً جديداً؛ لأنَّه وببساطة أمنيةُ غيركم وشرفٌ لا يدركه الجميع، خاصَّة في ظلِّ الظُّروف الحاليَّة التي يشهدها العالم، والتي جعلت من نعمة الاستقرار ووجود المدارس المهيأة نعمة عظيمة لابدَّ وأن يقدِّرها من يملكها».

صحبة الأساتذة
على الطُّلاب أيضاً أن يدركوا أهميَّة صحبة أساتذتهم التي تعدُّ أهم ركن من أركان التعليم، وكما قال الشَّافعي رحمه الله:
أخي لن تنال العلم إلا بستة*** سأنبيك عن تفصيلها ببيــان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلْغة*** وصحبة أستاذ وطول زمان

التَّعاون مع أولياء الأمور
انتباه الطُّلاب لأهميَّة تفعيل دور أولياء الأمور في حياة الطُّلاب حتى لو كان دوراً استشارياً، وليتعاونوا هم بدورهم مع أولياء الأمور على تفادي أخطاء السنة الماضية، ووضع خطَّة نجاحهم الجديدة وفقاً لمتطلَّبات المرحلة الدراسيَّة التي سيقبلون عليها، وهذا الأمر ليس نهجاً في المدارس فقط، وإنَّما في الحياة بشكل عام، فما سيتعلَّمونه من مبادئ في هذه المرحلة، سيكون كحجر الأساس المكوِّن لشخصيَّاتهم.

التهيئة النفسيَّة
إنَّ خطوات بسيطة شافية ووافية للاستعداد للعام الدراسي الجديد تكمن في العمل، ومنذ الأسابيع قبل الأخيرة من الإجازة الصيفية، على التهيئة النفسيَّة لاستقبال العام الجديد بنفسيَّة مرحة محبَّة؛ لا تحمل على ظهرها تعقيدات السنة الماضية ومشاكلها ومشاقها، فكل عام دراسيّ هو بداية جديدة منفصلة تماماً عن غيره من التَّجارب.

رسم الأهداف الكبيرة
توصي «الدلال» كلّ طالب قائلة: «قم بتلاوة أهدافك التي ستوصلك للنَّجاح والتميُّز كل صباح؛ لتكون نسخة من إصدار جديد ليس له ثانٍ؛ هو أنت».

* رسالة لأولياء الأمور
إنَّ للأهل وأولياء الأمور دوراً كبيراً في تحفيز أبنائهم، ومشاركتهم لأعباء العمليَّة التعليميَّة بكل سلبيَّاتها وإيجابيَّاتها، الأمر الذي يجعل منهم معيناً للطَّالب على النَّجاح، وتخطِّي مختلف العقبات، فبدعم من الأهل لتحمُّل المسؤوليَّة ومرافقة الأبناء دوماً بالمتابعة وتوجيه النُّصح في كل التفاصيل، يمكن تجاوز الأخطاء بتقنية الكشف المبكِّر عنها.

* رسالة للإدارة المدرسيَّة
إنَّ أساسيَّات نحاج العمليَّة الدراسيَّة هي وجود فهم ووعي من الجهاز الإداريّ المدرسيّ بحاجات الطَّالب، والتقرُّب منه، وفهم مطالبه وحاجاته النفسيَّة والاجتماعيَّة والتربويَّة، التي تعدُّ قبل وضع الشُّروط والمحذورات والقوانين، ومنحه المحبَّة والتقدير لرفع معدَّل تقدير الذَّات معززاً بالتشجيع والصَّبر عليه، وعدم الاستعجال أو الضَّغط عليه، متبنين سياسة «الكايزن» اليابانيَّة، والتي تعني «التحسُّن المستمر»، الذي يأتي بالنتيجة الأكيدة بدون يأس.
.