أشعر بأنني الرجل وهو الأنثى

مرحبا خالة حنان،
عمري 20 وأنا مخطوبة منذ حوالي 6 أشهر لشاب يكبرني بـ6 سنوات وكان قد درس في الخارج، ليس وسيماً لكنه مهذب ومن عائلة محترمة..
في بداية علاقتنا كنت سعيدة جداً وأشعر بالاطمئنان من خطيبي وأسرته، ولكن بعد حوالي شهرين من الخطوبة صرح لي خطيبي عن سره والذي لا أحد يعلم به غيره حتى والداه لا يعرفانه.. وهنا أنا صدمت وسألته عن سبب إخفائه لهذا السر (وهو أنه يتحدث مع زميلتي المبتعثة في وسائل التواصل لمساعدتها فهي تدرس مثل تخصصه وفي نفس الجامعة)؟ قال بأن تفكير والديه مختلف عن تفكيره وأنهما سوف يعارضان إذا أخبرهما، وهنا شعرت بخوف منه لإخفائه عن والديه هذا الموضوع خصوصاً أن الأمر بالنسبة لي لا مشكلة فيه ما داما يلتزمان بالحدود.
ثم بعد ذلك صرح لي عن مشاكله الصحية والتي أخفاها عني وعن أسرتي قبل الخطوبة ليصدمني الآن بها (لديه مشكله نادرة في عموده الفقري) وعندما سألته عن سبب إخفائه لأمر مهم كهذا قال بأنه لن يؤثر على علاقتنا وخشي أن نرفضه لهذا السبب!
أبديت تقبلي في البداية، لكن مع معاشرتي له وظهور بعض الاختلافات والعيوب بيننا بدأت أنفر منه، ولا أنجذب له كالسابق؛ لعدم وجود أشياء مشتركة بيننا، مع العلم أني حاولت بأن أتقرب منه لكن بلا جدوى..
أصبحت لا أهتم بشكلي لأنه لا يهتم بشكله أبداً، وهو لا يحب الموضة ويتحسس من العطور وهكذا.. فهو بلا فائدة. حياته الذهاب للعمل والنوم والأكل، فلا يخرج كثيراً، ولا يملك هوايات ودائماً متململ وسلبي بعكسي تماماً.!!
ظهرت بيننا بعض الاختلافات فهو انطوائي وعائلته كذلك، بعكسنا تماماً (لم يخبرونا بذلك قبل العقد بل كان كلامهم بأنه محبوب من قبل الجميع) حتى أنه لا يتقن فن التعامل مع الآخرين لأنه انطوائي وسلبي وبيئة منزلهم التي نشأ بها تؤثر عليه، وهذا سبب بيننا فارقاً كبيراً فصارحته بالموضوع، في البداية لم يبد اهتماماً كبيرًا.
وكنت دائما ما أحاول أن أغير من بعض تصرفاته السلبية ولكنه لا يتجاوب معي أبداً، (عندما أذهب لزيارة عائلته ألاحظ تغير سلوكه فهو يصبح جماداً تماماً لا أشعر بوجوده قربي - فهو لا يتحدث ولا يحرك ساكناً ويصبح وجوده وعدمه واحداً - وبالمقابل ما إن نخرج من منزله حتى تتغير شخصيته مرة أخرى، وعندما يلتقي بأسرتي فهو ذو شخصية أخرى مختلفة)، أصبحت أخاف منه ولكني صارحته أيضاً بالموضوع فأجاب بأن هذه هي شخصيته وأنه لن يتغير وأني سأعتاد عليه مع الوقت، ولكني بدأت أخاف خصوصاً مع هذه الاختلافات بيننا، وأصبحت أكره رؤيته والتحدث إليه، ثم قبل شهر أخبرت والديّ بمشكلتي التي أرقتني ليالي وأياماً طوالاً، والتي بدأت بعد شهرين من خطبتنا.
بعد أن تحدثا معه أصبح يرسل لي باستمرار رسائل حب تكاد تكون يومية!
لكن أصبحت لا أحبه بعد ما جرى، ولا أتأثر بكلمات حبه، فأنا أشعر بأنها خدعة ولا تنطلي عليّ، ولست سعيدة أبداً بخطبتي بل بدأت أندم كثيراً، واختفى مرحي وشغفي بالحياة. أشعر بأن خطيبي يؤثر عليّ سلباً، مما أثر على صحتي ودراستي.
لا أريد كلمات حب بل أريد رجلاً، فأنا أصبحت أشعر بأني أنا الرجل وهو الأنثى، وأكره طباعه وأنفر عند رؤيته..
ما الحل يا خالة حنان؟؟؟
(حورية)

الحل والنصائح من خالة حنان:
1- وجدت الخطوبة يا حبيبتي كفترة تعريفية وتدريبية يكتشف فيها الخطيبان ميول وسلوك بعضهما البعض، وتتوفر لديهما فرصة للتفاهم سواء لإكمال مسيرة الارتباط أو إنهائها.
2- يبدو في حالتكما ابنتي أن الفروق التي اكتشفتها بين خطيبك وبينك لا تشجع على الاستمرار.
3- أقول هذا رغم أن تجربتك لم تتعد ستة أشهر ومع ذلك فما اكتشفته مهم ويجب أن نتوقف عنده ونعيد النظر في هذا الارتباط.
4- من الفروقات المهمة التي استوقفتني أن البيئة التي تربى فيها خطيبك تختلف تماماً عن بيئتك، ومع أني لست ضد تقارب البيئات المختلفة في المصاهرة، غير أن هذا الاختلاف يحدد درجة العلاقة وقوتها وانسجامها بين عائلتك وعائلته أيضاً، ويبدو أنها بعيدة عما تتوقعينه من تقارب غيابي بينهما.
5- من الفروقات أيضا شخصية خطيبك المناقضة تماما لشخصيتك، ومع أنه يمكن التكامل بين زوجين مختلفين في طبيعة الشخصية غير أن هذا التكامل لا يكون إلا بموافقتهما معاً، وترك مساحة لكل منهما أن يقبل اختلاف الآخر ويعتاد عليها.
6- باختصار نصيحتي تكون هي التريث في الاستمرار بالخطوبة، ليس بسبب الاختلافات فحسب، بل لصغر سنك أيضاً، فلا بأس إن أجلت ارتباطك بأي إنسان إلى أن تكملي دراستك الجامعية، وتبدئي حياتك العملية إن كنت تنوين العمل؛ لأن هذا الوقت سيبلور أمامك الكثير من معرفتك لنفسك من جهة، ورؤيتك التي ستنضج مع الدراسة والعمر وتجارب الحياة.
7- اعتقد أنك بحاجة إلى أن تفهمي نفسك أيضاً فيما يتعلق بأساسيات اختيار الشريك، ويبدو أنك لست مستعدة الآن، فلا بأس من التريث، اطلبي فرصة إعادة النظر وتأجيل مسالة الخطوبة وعقد القران سنة على الأقل، ويمكن أن تعيدي النظر من بعيد (طبعاً إذا وافق الخطيب على التأجيل) وستكتشفين في هذا الوقت ماذا تريدين حقاً من حياتك ومن هو الشريك المناسب لك سواء هو أو غيره. وفقك الله.

وللنساء والزوجات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن «خالة حنان» عادت لتدعم كل النساء وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص [email protected]
حقوق نشر المشاكل وحلولها محفوظة

يمنع نشر أي مشكلة أو حل من دون إرفاقها بالعبارة الآتية:
(عن خالة حنان: مجلة سيدتي).. وأي نقل لا يلتزم بهذه الإشارة يقاضى قانونيًا.