الأعراض الظاهرية لمرض تكيس المبايض وطرق التشخيص

د.أحمد إسماعيل أستاذ واستشاري أمراض النساء والتوليد وخبير العقم العالمي في عيادة Queens Clinic -London
2 صور

تحدثنا في المقال السابق عن انتشار مرض «تكيسات المبايض» في منطقتنا العربية، بسبب ضغوط الحياة والإجهاد النفسي الذي تعاني منه بعض النساء، وتناولنا أبرز أعراضه وأهمية وعي المرأة بهذا المرض والتنبه لنفسها بنفسها قبل أن ينتبه لها الطبيب المعالج، وفي هذه المقال يتحدث الدكتور أحمد إسماعيل عن طرق تشخيص هذا المرض؛ تمهيدًا لعلاجه.


• هل ثمة أعراض ظاهرية لمرض تكيس المبايض؟
- هنالك أعراض يمكن لطبيب النساء المتمكن وذي الخبرة أن يُشخصها بشكل أولي، ما أن تدخل السيدة من باب العيادة، منها مثلاً الزيادة الواضحة في الوزن والوجه الممتلئ المدور (Moon Face)، وظهور الحبوب في الوجه وكثافة الشعر عند منطقة الشاربين والذقن.


• وما سبب تواجد مثل هذه المرأة في عيادة طبيب النسائية؟
- عادة ما تأتي هذه المرأة لعدة أسباب، أولها أنها تشكو من تأخر الإنجاب وعدم حصول حمل، رغم مرور سنة أو سنتين أو أكثر، مع تأكيد الأطباء الذين استشارتهم على عدم وجود أسباب تمنع الحمل، وهذا هو السبب الشائع والأساسي لمراجعة الطبيب.


• وما الأسباب الأخرى لزيارة طبيب النسائية؟
- قد تشكو السيدة من اضطراب في الدورة الشهرية التي قد تنقطع عنها لأسابيع أو شهور، وهنا نسألها إذا ما كانت الدورة بدون آلام وأن تدفق الدم يكون مرة غزيرًا وأخرى شحيحًا مع ظهور بقع دم وإفرازات بنية قبل وبعد الدورة، وأيضًا عدم وجود مؤشرات تسبق حدوث الدورة مثل آلام الصدر، وإذا كانت إجابة المرأة بنعم على كل هذه الأسئلة، فهذا مؤشر على الإصابة بمرض تكيسات المبيض، وقد تحضر المريضة أيضًا، لأنها تشكو من زيادة ظاهرة في الوزن وتساقط الشعر أو ظهور الحبوب والشعر الكثيف في الوجه ومناطق أخرى من الجسم أو جفاف الجلد، وقد نصحها طبيب الجلدية أن تستشير طبيب النسائية.

• ألا يمكن أن تحمل المرأة المصابة بهذا المرض؟
- قد تحمل المرأة بالمصادفة إذا ما حدثت لها دورة تبويض أثناء العلاقة الزوجية، وربما يتكرر هذا لأكثر من مرة، وفي هذه الحالة تأتي المرأة إلى طبيب النسائية لمعالجة الأعراض التي ذكرناها سابقًا أو أعراض أخرى إذا كانت متزوجة، مثل جفاف المهبل وآلام شديدة أثناء العلاقة الزوجية أو البرود الجنسي، وعندما نعالج تكيسات المبايض تنتهي هذه المشاكل وتختفي.


• وما خطوات التشخيص الطبي؟
- يأخذ الطبيب أولاً التاريخ المرضي للمرأة، وبعدها يمكن استخدام الأشعة الصوتية عن طريق المهبل، وهي الأفضل أو عن طريق البطن، ومن خلالها يستطيع التشخيص، ولكن لابد من إعادة هذا الفحص لأكثر من مرة، ويفضل أن يكون لثلاث مرات خلال شهرين أو ثلاثة، ثم يُجري المقارنات بين النتائج.


• هل ثمة طرق أخرى للتشخيص؟
- يمكن أن يلجأ الطبيب إلى التحليل المختبري لقياس نسبة هورمونات الغدة النخامية وهورمونات المبيض والهورمونات الوسيطة، ويستطيع تشخيص المرض من خلال قراءة نسب هذه الهورمونات ومقارنتها بالنسب الطبيعية.

• وما الخطوات التالية؟
- إذا لم يستطع الطبيب تشخيص المرض من خلال الفحوصات السابقة يمكن أن يلجأ إلى استخدام المنظار التشخيصي، وسيلاحظ الطبيب أن المبيض لماع وسميك الجدار وأكبر من المعتاد وفيه تكيسات وخالٍ من أية علامات تبويض، وهو فحص يجرى في المستشفى وتحت التخدير العام، وهي فرصة يمكن أن يستثمرها الطبيب الكفء وذو الخبرة للتدخل جراحيًا ومعالجة أي خلل أو عارض طبي آخر تعاني منه المرأة وبعملية واحدة، ما دامت تحت تأثير المخدر العام.


• هل يكتفي الطبيب بواحدة من هذه الفحوصات أم يجريها كلها؟
- يجب أن يصل الطبيب إلى قناعة تامة بأن هذه السيدة تشكو من تكيسات المبيض، كي يكون قادرًا على وصف العلاج المناسب، وقد يكتفي بأول فحص ولا يذهب إلى الخطوة الثانية أو التي بعدها، ولكن يجب أن يكون طبيبًا ذا خبرة وحريصًا على الحصول على تاريخ مرضي شامل للمريضة وعمل أشعة صوتية بحدود ثلاث مرات وفي أوقات متفاوتة، كي يكون التشخيص ثابتًا وباتًا ولا يحتمل الخطأ.


• كم نسبة مريضاتك اللائي يعانين من تكيس المبيض؟
- نسبة عالية جدًا تصل ما بين30% إلى 40% من حالات العقم التي تأتي إلى عيادتي، وأكاد أجزم وأتحمل مسؤولية ما أقول إنه لا توجد أسرة في العالم العربي إلا وفيها امرأة أو أكثر تعاني من مرض تكيسات المبيض، وكلما زادت ضغوطات الحياة والتعليم والعمل على بناتنا منذ سن مبكرة زادت نسبة إصابتهن بهذا المرض، وأنا هنا لا أدعو إلى توقف المرأة عن التعليم والطموح المهني، ولكني أنصح بتهيئة الأجواء المناسبة للمرأة والفتاة كي تشق طريقها في الحياة بفرح وسعادة، بعيدًا عن الضغوط النفسية والتوتر والقلق الذي قد يسبب لها خللاً هورمونيًا يؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، ثم يعود هذا المرض ليسبب لها خللاً هورمونيًا، وبذا تدخل في هذه الدوامة والدائرة المغلقة التي لا بداية ولا نهاية لها.


• وما دور الأم في هذا المجال؟
- للأم دور كبير وأساسي في اكتشاف المرض قبل أن يتفاقم ويؤثر على حياة ومستقبل البنت، ويمكن أن تراقب ابنتها عندما تصل إلى سن البلوغ وتلاحظ أية تغييرات غير طبيعية قد تعاني منها، مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، وجفاف الجلد والأعراض الأخرى التي ذكرناها آنفا، وعليها مسؤولية كبيرة كأم أن تذهب بها إلى الطبيب دون إبطاء، لأن التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يوقف تفاقم هذه الأعراض، كما يبعدها بعد الزواج عن مشكلة العقم.


• راسلونا على الإيميل: [email protected] وابعثوا لنا كل ما يدور في أذهانكم من أسئلة تتعلق بالأمراض النسائية والتوليد والعقم، وسيتولى الدكتور أحمد إسماعيل الإجابة عليها عبر هذه الصفحة.