ألمانية تقرأ أكثر من 100 كتاب خلال شهر واحد فقط

قرأت 100 كتاب في شهر
الألمانية ميت تيريز
قرأت أكثر من 100 كتاب على التطبيق
كل قراءاتها كانت عبر الموبايل
تيريز
تعبيرية
تطبيق بلينكيست
بدأ الأمر بعد تحد من زميلها بالعمل
9 صور

الكثير من الناس، يكونون في منتهى السعادة، عندما ينهون قراءة كتاب واحد في أيام قليلة، ومنهم من يشعر أنه قام بإنجاز كبير، حين ينهي كتاباً جديداً خلال يومين متتاليين، ولكن ما سوف تقرأونه تالياً، سوف يكسر جميع التوقعات، وكل ما نعتقد أننا أنجزناه في قراءة الكتب، حيث صعّبت فتاة ألمانية هذا التحدي، لتضرب رقماً قياسياً في عدد الكتب التي قرأتها خلال فترة قصيرة، حيث إنها قرأت أكثر من 100 كتاب مختلف، بقرابة شهر واحد فقط، نعم إنها «ميت تيريز»، امرأة تقرأ 100 كتاب في الشهر.. فتخيلوا.

الفتاة الألمانية «ميت تيريز»، تعمل مديرةً لتطوير الأعمال، وتعيش في العاصمة الألمانية «برلين»، وربما تكون الوحيدة التي تمكنت خلال شهر واحد فقط، من أن تقرأ ما مجموعه 102 كتاب في مواضيع مختلفة، مثل علم النفس والسياسة والقيادة وعلم الاجتماع والفلسفة وغيرها، ما هو سرّ «تيريز» الذي جعلها تنجح في إنجاز هذا الأمر..؟

التحدي الذي كان شرارة البداية..

بدأت «تيريز» بمشوار الـ102 كتاب، بعد أن تحداها أحد زملائها في العمل، أن تقرأ كتاب «القيم المتطرفة: قصة النجاح»، للمؤلف الإنجليزي – الكندي «مالكوم جلادويل» خلال ساعتين فقط، إلا أنها – وبطبيعة الحال – لم تتمكن من فعل ذلك، على الرغم من محاولتها التسريع بعملية القراءة، ولكن خسارتها لهذا التحدي، أشعل في رأسها تحدياً أكبر وأكثر صعوبة، وهو أن تقرأ المزيد من الكتب، وبدأت بالبحث عن طريقة تُمكنها من ذلك الأمر، دون أن تأخذ من وقتها في العمل أو مع العائلة والأصدقاء.

الحلّ لمعضلة «تيريز»

بعد تفكير طويل، وجدت «تيريز»، أنه حتى تستطيع قراءة المزيد من الكتب بأوقات قصيرة، فعليها أن تقرأ النقاط الأساسية من هذه الكتب، الأمر الذي يوفر لها الوقت، بالإضافة إلى أنه يعطيها ما تريد من المعرفة الكافية التي تبحث عنها، وبدأت رحلتها في البحث عن مواقع إلكترونية وتطبيقات تقوم بتحويل الكتب، إلى محتوى مضغوط ومكثف، يكون شاملاً لجميع النقاط والأفكار الرئيسية التي تريدها، حتى تمكنت أخيراً من العثور على التطبيق المناسب لذلك، وهو تطبيق «بلينكيست» Blinkist.

ويعمل تطبيق «بلينكيست» Blinkist على ضغط الكتب غير الأدبية التي لا تشمل «الرواية والشعر»، ويحولها إلى أفكار رئيسية موجزة، الأمر الذي يمنح محبي القراءة الذين لا يملكون الوقت الكافي لقراءة الكتاب الأصلي كله، قراءة سريعة لكتبهم المفضلة، حيث يمكنهم أن يقرأوا ما يزيد عن الـ 2500 كتاب عبر هذا التطبيق، معظمها كتبٌ مشهورة نالت انتشاراً واسعاً، قام بإعدادها ما يقارب الـ 100 شخصٍ مختصٍ في مجالات التأليف والكتابة المختلفة، حيث يُقدم هذا التطبيق النقاط الرئيسية على شكل إشعارات تشبه تلك التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الـ«فيس بوك»، والـ«إنستجرام» وغيرهما، ما يجعله مفضلاً عند القرّاء الشباب خاصة.
وتعترف «تيريز» أنها في أول الأمر، كانت مُترددة تجاه هذه التجربة، وكانت تُشكك بقدرة هذه التطبيقات على إفادتها بما يخص القراءة، لأنه لا يعطي القارئ الكتاب نفسه ليقرأه بالكامل، ويكتفي بالأفكار الرئيسية فقط، لكنها مع التجربة ومرور الوقت وجدت أنه على العكس تماماً مما كانت تتوقعه، فقد تمكنت من أخذ رؤية جيدة عن كل كتاب قرأته عبر التطبيق، وأن هذه الأفكار كانت قادرة على إيصال ما يريده المؤلف بكلمات قليلة.

كم تستغرق قراءة الكتاب الواحد..؟

وبحسب «ميت تيريز»، فإنها كانت تستغرق في قراءة الكتاب الواحد «بأفكاره الأساسية» عبر هذا التطبيق، فترة تتراوح ما بين الـ 10 إلى 15 دقيقة، وأنها حتى تتمكن من قراءة ما يزيد عن الـ100 كتاب خلال الشهر، كانت تقرأ على أقل حد 3 كتب بهذه الطريقة في اليوم الواحد، وتتابع «تيريز»، بأنها كانت تستغل الوقت الذي تستغرقه في المواصلات العامة على وجه الخصوص؛ لتقوم بالقراءة، وفي النهاية كانت النتيجة أن قرأت 102 كتاب خلال شهر واحد.
الكُتّاب المفضلون لدى «تيريز» بعد هذه التجربة..

بعد هذا العدد الكبير من الكتب التي قرأتها «تيريز» خلال هذه المدة القصيرة، تعرفت على كُتّاب ومؤلفين جدد لم تقرأ لهم من قبل، ولكن شدّ انتباهها كُتاب معينون، تقول الفتاة الألمانية أنهم تركوا في نفسها تأثيراً كبيراً، وأنهم ساهموا بتغيير تفكيرها إلى الأبد، ومن هؤلاء، العالم البيولوجي وعالم سلوك الحيوان، «ريتشارد دوكينز»، خاصة ما يخص آراءه في الجنس البشري وصفاته وتاريخه التطوري، إلا أنها تقول إن كاتبها المفضل والأكثر تأثيراً عليها كان الأمريكي «دان آريلي» أستاذ علم النفس والاقتصاد السلوكي، والذي بحسب قولها إنه: «مكّنني من معرفة السلوك الإنساني بشكل أفضل، الأمر الذي أفادني بشكل كبير في عملي».

ومن الأمور التي تعلمتها «تيريز» في حياتها اليومية من خلال هذه التجربة المهمة، أنها على سبيل المثال إذا خرجت مع أصدقائها لتناول العشاء، عليها أن تقوم بطلب وجبتها أولاً، حيث تقول: «هذا الأمر سيجعلني أكثر سعادة مع اختياري، وعلى الرغم من أنه يبدو مجنوناً، أو أمراً غير مهم لدى البعض، إلا أنه وبعد تجربته تكتشف أنه أمر صحيح».

وتقول «تيريز» أيضاً، إنها لن تستطيع النظر إلى الأشجار بنفس الطريقة القديمة بعد الآن، لأنها أدركت أن كل واحدة من هذه الأشجار تملك شخصية مختلفة، وأن هذه الكائنات التي نراها بشكل يوم في الطريق العام، قادرة على التعلم، وهذا هو السبب في أن كل شجرة توجه أوراقها بشكل مختلف، وتتابع «تيريز»، أنها تعلمت هذا الأمر بعد قراءتها لكتاب «الحياة المخفية للأشجار»، للمؤلف «بيتر ووليبين».