مثلث برمودا.. اللغز الذي أرعب العالم

البعض كان يعتقد أن فيه حفرة ضخمة تبتلع كل شيء
اختفت فيه العديد من الطائرات
المنطقة الجغرافية لمثلث برمودا
راختفاء سرب من الطيارات الحربية بالرحلة 19
مثلث برمودا
كانوا يعتقدون أن فيه قاعدة للكائنات الفضائية
7 صور

مثلث برمودا... سماع هذا الاسم كافٍ لوحده لأن يبثّ الرعب في نفوس الناس، وذلك لكثرة القصص التي تم تداولها عن هذه المنطقة الجغرافية الغامضة، والأخبار التي كانت تذكر حوادث بالمئات تقع بمجرد الدخول إليها أو العبور من سمائها، سفن عسكرية وتجارية، طائرات حربية وأخرى لنقل الركاب، قوارب صيد وغيرها، كلها فُقدت فجأة وإلى الأبد، وبدون أي تفسير علمي أو منطقي لذلك، والأدهى من كل ما سبق، وما يزيد نكهة الرعب على هذه القصص المتداولة، هو معرفة آخر الكلمات التي قالها ركاب تلك السفن والطائرات المفقودة فيه.

هنا يقع مثلث الرعب.. «برمودا»

في المحيط الأطلسي، وعلى وجه التحديد بين مدينة «ميامي» في ولاية «فلوريدا» الأمريكية، وأرخبيل من مجموعة جزر يُسمى «برمودا»، ودولة «بورتوريكو» الواقعة في شمال أميركا الجنوبية، وعلى شكل مثلث ضخم المساحة، طول كل ضلع من أضلاعه ما يقارب الـ 1500 كيلومتر، وبمساحة إجمالها تقارب الـ 2 مليون كيلومتر مربع، يقع ما يطلق عليه «مثلث الشيطان» أو «بحر الشيطان»، مثلث برمودا، وداخل هذه البقعة الجغرافية، تسكن مئات القصص التي يلُفّها الغموض، ولا تجد أي تفسير لها أو أثر لضحاياها من البشر أو الآلات.

هكذا بدأ الغموض..

ظهرت أولى القصص حول «مثلث برمودا» الغامض، خلال فترة عقد الأربعينيات من القرن العشرين الماضي، عندما أشيع عن اختفاء سرب كامل من الطيارات الحربية التابعة لسلاح الجو الأمريكي، خلال عبورها سماء «مثلث الشيطان»، وانتشرت حينها الكلمات الأخيرة المخيفة لقائد هذا السرب، وهو يقول بأنه لم يعد هو وباقي الطيارين يرون أمامهم أي شيء، حتى البحر نفسه لم يعد يرونه، بالإضافة إلى أن البوصلة بدأت تتحرك بشكل فوضوي ومجنون، كأن عطباً مُفاجئاً أصابها في تلك اللحظة، ولم تعد تثبت على جهة محددة.

وما زاد من الرعب لهذه القصة، انتشار تسجيلات اللاسلكي التي كانت تشير إلى أن هناك ثمة أسراب غريبة وغير معروفة تلاحقهم، وكل ذلك قبل أن ينقطع الاتصال مع قائد السرب «تشارلز تايلور» Charles Taylor وباقي الطيارين بشكل نهائي، ومنذ تلك الحادثة وحتى وقت قريب، ظلت حكايات السفن والقوارب والطائرات التي يتم فقدها بشكل غامض في هذه البقعة الجغرافية، واحدة تلو الأخرى، حيث ذكرت التقارير بأنه تم فقد عشر طائرات و4 مدمرات حربية، بالإضافة إلى أكثر من 18 سفينة لخفر السواحل الأمريكي، ناهيك عن الأعداد التي لا حصر لها من القوارب الآلية وقوارب الصيد والسفن التجارية وغيرها، ولكن تظلّ كل هذه الأرقام تقديرية، وقد تكون الأعداد أكثر من ذلك أو أقل.

فرضيات.. بعضها منطقي وبعضها «خرافات»

منذ ظهور هذه الأحداث في منطقة مثلث برمودا، بدأ الجميع يضعون الكثير من التفسيرات، بعضها كان علمياً ومنطقياً، والآخر كان حتى آخره مبنياً على الخرافة والخيال، ومن الأشياء التي افترضها الفريق الأخير بأن منطقة مثلث برمودا هي المكان الذي يسكنه «إبليس» بنفسه، ناهيك عن الذين كانوا يعتقدون بأن هناك ثقب عملاق يجذب هذه السفن والمراكب والطائرات وأشلاء الضحايا، وبعضهم كان يظن بأن هناك كائنات فضائية مجهولة تعيش في هذا المكان.
أما هؤلاء الذين كانوا يفكرون بشكل علمي بعض الشيء، فرجحوا وجود حقل مغناطيسي ضخم في تلك البقعة، هو السبب بكل ما يحدث فيها، وآخرون أكثر واقعية، أرجعوا كل هذه الأحداث الغامضة، إلى كمائن حربية وعسكرية، أو أن هناك قراصنة يخطفون السفن ويسقطون الطائرات التي تعبر تلك المنطقة، ويستولون عليها بعد قتل ركابها.

أحداث شهيرة صنعت أسطورة «برمودا»

كثير من الأحداث الشهيرة التي وقعت في مثلث برمودا، أخذت اهتماماً إعلامياً واسعاً، وشهرة كبيرة في مختلف أرجاء العالم، ومن أبرزها:

اختفاء ابنة نائب رئيس أميركا..
شغلت حادثة اختفاء «ثيودوسيا بور ألستون»، وهي ابنة نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق «آرون بور» في 30 كانون الأول / ديسمبر من العام 1812، جميع وسائل الإعلام العالمية عندما اختفت إلى الأبد بعد عبورها إحداثيات مثلث برمودا، على متن سفينة «باتريوت» التي أبحرت من «شارلستون» بجنوب كارولينا إلى ولاية نيويورك.

سفينة «يو إس إس سيكلوبس» الحربية
وقعت هذه الحادثة خلال الحرب العالمية الأولى، وتعتبر من أكثر الحوادث التي سقطت فيها خسائر بالأرواح في تاريخ الولايات المتحدة البحري، وذلك عندما فُقدت سفينة «يو إس إس سيكلوبس» USS Cyclops العسكرية، بقيادة الملازم «جورج ورلي» في منطقة مثلث برمودا بدون أي أثر على الإطلاق، وكان على متنها طاقم من 309 أشخاص بعد أن غادرت جزيرة «بربادوس» في 4 آذار / مارس من العام 1918.

بداية أسطورة «برمودا»
بداية القصة لمثلث الرعب الشيطاني هذا، بدأت تماماً في 5 كانون الأول / ديسمبر من العام 1945، عندما انطلقت رحلة TBF «غرومان أفينجر» الشهيرة، والتي كانت تتكون من ما يقارب الـ 19 طائرة مقاتلة كانت في مهمّة تدريبية روتينية، واختفت جميعها بظروف غامضة وغير معلومة عند الدخول في المجال الجوي لبرمودا.
واستمرت الكثير من قصص الاختفاء بعد ذلك هناك، والتي رُبطت جميعها بالقوة الخارقة أو «الشيطانية» للمثلث، وتم تأليف الكثير من الأفلام السينمائية على تلك القصص الغريبة.

حقيقة لا يصدقها الكثيرون

في الختام، وعلى الرغم من جميع القصص والروايات التي تُحكى عن «مثلث برمودا» الغامض والخطير، وكل التقارير التي تذكر أرقاماً كبيرة من السفن والطائرات والضحايا المفقودين، إلا أنها جميعها ليست حقيقية.. أجل عزيزي القارئ بمعظمها ليست حقيقية، حيث يُشار إلى أن إحصاءات خفر السواحل في الولايات المتحدة الأمريكية، لا تذكر حدوث حالات اختفاء كبيرة في هذه المنطقة، وتعتبر أن الأحداث التي وقعت فيها طبيعية مقارنة مع غيرها من المناطق الأخرى من المحيط أو العالم ككل.
من جهة أخرى، ومع تطور التكنولوجيا الحديثة، تم صناعة عدد من الأفلام الوثائقية حول هذه المنطقة خلال الفترات الأخيرة، والتي أكدت على «زيـــف» كل ما كان يتم ادعاؤه بشأنها، وبعد هذه الاكتشافات لحقيقة «برمودا»، راجعت العديد من تقارير الوكالات الرسمية معلوماتها، واعترفت بأنها أخطأت بتضخيم هذا الموضوع، وأكدت أيضاً بأن عدد وطبيعة حوادث الاختفاء في «مثلث برمودا» كانت مشابهة لغيرها من المناطق الأخرى في باقي المحيط ولا شيء يعد غامضاً فيها.