ما لا تعرفينه عن اصفرار الرُّضع اليرقان

اليرقان عند الأطفال الرضع
طريقة الضغط على الجلد لكشف المرض
4 صور

من المتعارف عليه أنه بعد ولادة الطفل مباشرة، أو بعد يوم أو يومين من الولادة، قد تُلاحظ الأم اصفرارًا في بشرة وليدها، فتذهب به فورًا للطبيب الذي يُشخّص ذلك الاصفرار بالـ«يرقان»، وعن تفاصيل هذا المرض وأسبابه وطرق علاجه، تحدثنا أخصائية الأطفال في مستشفى الحمادي، الدكتورة ميسان عورتاني، لتخبرنا بجميع ما يتعلق بهذا المرض.

«اليرقان» عبارة عن سموم
75 % من الأطفال حديثي الولادة يحدث لديهم تكسُّر في كريات الدم الحمراء بشكل طبيعي، حتى يتجدد الدم ويبدأ إنتاج كريات دم جديدة، فينتج عن تكسر كريات الدم الحمراء مادة سامة لونها أصفر اسمها «بيلوروبين»، وتأخذ طريقها إلى الكبد، التي تعمل بدورها على تكسيرها وطرحها خارج الجسم من خلال البول والبراز، ولأن كبد الرضيع أو الطفل حديث الولادة غير مُهَيأة بشكل كامل بعد، تُعاوِد تلك المادة دخول الجسم مرة أخرى، وتظهر على الأمعاء والجلد، وخصوصًا الوجه وبياض العين، فنلاحظ على الطفل ظهور اللون الأصفر بسبب هذه المادة، بالإضافة إلى أنها تسبب له الخمول، فتلاحظ الأم أن الطفل ينام كثيرًا (أكثر من ثلاث ساعات متواصلة)، وهذا يعتبر أمرًا غيرَ طبيعيّ للأطفال حديثي الولادة.

الكشف عن الصُّفَار
تستطيع الأم ملاحظة اللون الأصفر بالعين المجردة، إذا كانت نسبته عالية لدى الطفل، أما إذا كان الاصفرار قليلاً، فيمكنها الكشف عنه بالضغط على الجلد من جهتين باتجاه الخارج؛ أي شد الجلد باتجاهين متعاكسين، فإذا ظهر لون أصفر، فهو بحاجة للذهاب للطبيب، أما إذا ظهر لون أبيض فالطفل سليم.

العلاج
يظهر هذا الصُّفَارُ على الأطفال عادة بعد عودة الطفل مع الأم إلى المنزل؛ أي في يومه الثالث أو الرابع، لذا يتوجب على الأم أخذ الطفل للطبيب؛ لإجراء تحليل عادة تظهر نتيجته خلال ساعة واحدة، وتكون النتيجة عبارة عن رقم ما بين (7 و14)، وبناءً عليه يتم علاج الطفل، فإذا كانت نسبته قريبة من الـ14؛ يكون الطفل بحاجة للعلاج بالضوء، الذي يعمل على تكسير مادة «البيلوروبين» لإخراجها بطريقة أسهل، أما إذا كانت النسبة قليلة؛ أي أقل من 7، فإن الأم يمكنها في المنزل تعريض الطفل لأشعة الشمس الصباحية الباكرة، أما إذا كانت النسبة 7 فما فوق؛ فيتم إعادة التحليل في اليوم التالي؛ للتأكد من مدى حاجة الطفل للعلاج.

ومن الطرق التي تساعد على تخلُّص الطفل من الصُّفَار، الإكثار من وجبات الرضاعة الطبيعية؛ أي أن الطفل بمجرد أنه بدأ يلتفت بوجهه أو يمصّ أصابعه، يكون ذلك دليلاً على الجوع، ويجب على الأم ألا تنتظر الطفل حتى يبكي لتقوم بإرضاعه؛ لأن الرضاعة في ذلك الوقت ستكون صعبة، ولا يتم الاعتماد في هذه الفترة على جدولة مواعيد الرضاعة، فبمجرد أن يُبدي الطفل بعض علامات الجوع، فعليها أن ترضعه فورًا.

الآثار الناتجة عن عدم معالجة الصُّفَار
من الممكن أن يؤدي إهمال علاج «اليرقان» إلى ضعف في السمع، أو فقدان حاسة السمع، أو تسمُّم الطفل، لذا فإنه من المهم جدًا الاهتمام بملاحظة صُفار الطفل في أول أسبوعين من ولادته.