ارتفاع نسبة أمراض الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط والسبب؟

أكد الخبراء، خلال الدورة الرابعة من المنتدى الإقليمي لطب الأمراض الصدرية الذي عقدته شركة بوهرنجر إنجلهايم، والذي أقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة أكثر من 150 أخصائي في الأمراض الصدرية، أنّ منطقة الشرق الأوسط قد شهدت تسجيل زيادة في انتشار الأمراض الصدرية، ويعود السبب في ذلك إلى عوامل كثيرة التي تشمل التدخين والتغيرات المناخية، فضلاً عن العوامل الوراثية الأخرى.

أشار الخبراء إلى أنَّ مستويات إنتشار التدخين والبدانة سجلت ارتفاعات مثيرة للقلق، كما أصبحت أمراض الصدر المرتبطة بهذه العوامل تشكل عبئاً كبيراً على أنظمة الرعاية الطبية والصحية.

وسلّط المنتدى الضوء على ممارسات التشخيص والتشخيص الخاطئ، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه السعي للوقاية من انتشار الأمراض الصدرية في المنطقة، بما في ذلك الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن والتليف الرئوي مجهول السبب. وإلى جانب ذلك، فقد أكد اخصائيو الرعاية الصحية في المنطقة على أهمية الكشف المبكر عن أعراض هذه الأمراض والالتزام الدقيق ببروتوكولات العلاج.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


الإنسداد الرئوي المزمن
"يمكننا تعريف مرض الانسداد الرئوي بأنه مرض مزمن يحدُّ من تدفق الهواء في الرئة، ويعد رابع المسببات الرئيسية للوفاة حول العالم، ويتوقع أن يصبح المسبب الثالث بحلول العام 2030 . فنسبة انتشار داء الانسداد الرئوي المزمن حالياً في لبنان تعتبر مرتفعة مع وجود حوالي 80% من الحالات التي لا يتمُّ اكتشافها نتيجة عدم تشخيصها بشكل صحيح. ومن الأعراض الأكثر شيوعاً لهذا المرض ضيق التنفس والسعال المزمن. وبالرغم من أنه مرض مزمن، إلا أنه من الممكن الوقاية منه، حيث يمكن للعلاج المساعدة في الحدّ من تطور المرض، وفقاً للنتائج التي تم نشرها مؤخراً حول الدراسة التجريبية "DYNAGITO"، والتي استمرت لمدة 52 أسبوعاً وشملت أكثر من 7800 شخصاً مصاباً بمرض الانسداد الرئوي المزمن، حيث انخفض معدل تطور المرض بعد هذه التجربة الهامة"، قال الدكتور وجدي أبي صالح، رئيس قسم الأمراض الصدرية بالجامعة اللبنانية ومستشفى مركز كليمنصو الطبي.

هذا ويعد الأشخاص الذين سجلت في عائلاتهم حالات الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن أكثر عرضة للإصابة به إذا كانوا من المدخنين.

مرض الربو
وسلّط الخبراء الضوء، خلال المنتدى، على تأثير مرض الربو في المنطقة، حيث أشاروا إلى وجود حالات لا تتم فيها إدارة المرض بالشكل المناسب، الأمر الذي يتطلب تطبيق إجراءات فورية خاصة لزيادة الوعي والمعرفة العامة بالأمراض الصدرية المزمنة بين المرضى ومقدمو الرعاية الصحية والحكومات. ويقدر عدد الأشخاص المصابين بالربو حول العالم بنحو 334 مليون شخص. علماً أن أكثر من 80% من حالات الوفاة بسبب الربو يتمُّ تسجيلها في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
ولتشخيص الربو، علينا التأكد من ظهور أكثر من عارضٍ واحدٍ من الأعراض التنفسية، بالإضافة إلى تفاقم هذه الأعراض ليلاً بسبب العدوى الفيروسية والتمارين الرياضية ومسببات الحساسية، فضلاً عن تغير الطقس أو استنشاق الدخان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التليف الرئوي
وفي إطار تعليقه على مرض التليف الرئوي مجهول السبب، قال الدكتور جورج دبر، رئيس قسم الطب الرئوي والعناية المركزة في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس: "تظهر على رئتي مرضى التليف الرئوي مجهول السبب ومع مرور الوقت أنسجة ندبية تسمى التليف. وهذا يؤدي إلى تصلب الرئتين وفقدان مرونتها، وبالتالي تؤدي إلى ثقل الرئتين حيث تفقد القدرة على استيعاب الأكسجين اللازم، ومن ناحية أخرى، يمنع التندب الأكسجين من المرور عبر الرئة والإنتشار في الدم. ويرجع وفاة معظم المرضى نتيجة للمضاعفات التي قد تصيبهم مثل انتشار العدوى بالإضافة إلى قصور القلب والجهاز التنفسي. وفي كثير من الأحيان يعد التليف الرئوي مجهول السبب أسوأ من عدة أنواع من السرطانات، حيث لا يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات فيه أكثر من 20% إلى 40%. وتتشابه أعراض التليف الرئوي مجهول السبب مع أعراض بقية أمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل الانسداد الرئوي المزمن والربو، وتشمل ضيق التنفس والسعال المزمن، وغالباً ما يتم تشخيصها بشكل خاطئ لدى معظم المرضى. علماً أنه تتوافر حالياً أدوية فعّالة، تساعد في إدارة المرض والحد من تطوره".


يُذكر أنّ المنتدى إستمر على مدار يومين، لمناقشة أحدث الابتكارات الطبية والعلمية المتصلة بعلاج وإدارة أمراض الصدر في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا. كما اتفق الأطباء على الحاجة الملحة لرفع مستوى الوعي بين المرضى وأهمية طلب الاستشارات الطبية في ما يتعلق بأمراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى ضمان توفير التشخيص الأمثل وتقديم التوصيات حول الطريقة الصحيحة لإدارة أعباء هذه الأمراض.