عادات وتقاليد أهل الحجاز في رمضان

"الطُعمّة" عادة رئيسية يحرص عليها الأهالي في شهر رمضان
إسماعيل طه
تبخير كاسات "التوتوه" بالمستكة
تنتشر بسطات البليلة والكبدة في رمضان
السوبيا سيد مشروبات شهر رمضان
6 صور

يعتبر شهر رمضان الكريم من الشهور التي لها رونقها الخاص وعاداتها التي تميزها عن باقي شهور السنة، ورمضان عند أهل الحجاز له طعم خاص ومميز لا يشعر بجماله إلا من عاش هناك، وخصوصاً مدينة جدة التي عُرفت منذ القدم بأنها أفضل المدن ترحيباً بشهر الخير، فهي تحتفظ بجمال التراث التاريخي ولا تزال عادات أهل الحجاز عامرة بها.

"سيدتي" ترصد من خلال التحقيق التالي بعضاً من عادات أهل الحجاز في شهر رمضان:

الشعبنة
تعد "الشعبنة" تقليداً اجتماعياً يتمثل في احتفال يقيمه الرجال والنساء كلاً على حدة لتوديع الفطر واستقبال الصيام والقيام، وذلك في الأسبوع الأخير من شهر شعبان من خلال إقامة الولائم والاجتماع في بيوت أفراد العائلة أو الاستراحات في جو عائلي يسوده الود والفرح، وذلك تيمناً بالمقولة الحجازية (بعد الرجبية والشعبنة، خير يجيبوا ربنا).

"الطُعمّة" والسفرة الحجازية

كانت "الطُعمّة" عادة رئيسية يحرص عليها الأهالي في شهر رمضان، وتُعرف بأنها اقتطاع جزء من الطبق وإرساله للجيران قبيل المغرب. أما السفرة الحجازية فتتنوع بأصناف لا تُعد إلاّ في شهر الغفران ومن أهمها شربة الحب، السمبوسك، الفول والمعجنات بأنواعها.
تقول فريدة زاهد (55 سنة) ربة منزل، "من فرحتنا بدخول الشهر الفضيل فإننا نحرص على تحضير متطلباته من قبل دخوله، وللسفرة الرمضانية نكهة خاصة وأطباق ومشروبات تتميز بها كالفول والسمبوسك وشراب "السوبيا" الذي كنّا لا نعده إلاّ في رمضان، واليوم بتنا نشريه من بعض المحلات المعروفة لدينا" وأضافت: كذلك من العادات الجميلة التي كنا ومازلنا نحرص عليها تبخير الأواني وكاسات "التوتوه" بالمستكة وذلك عن طريق إشعال الجمر ووضع حبات المستكة عليه ثم وضع الكاسات بالمقلوب عليها لمدة خمس دقائق حتى تحتفظ برائحة البخور، الأمر الذي يعطي رائحة وطعماً مميزاً عند الاستخدام وخصوصاً مع ماء زمزم.

"التلبيبة" أو التصبيرة
وهي وجبة أعتاد أهالي الحجاز على تناولها بين فترتي الإفطار والسحور كنوع من التصبيرة، وتكون عبارة عن أطباق خفيفة من (الجبن،الزيتون،الشريك) والتي يلتم حولها الكبير والصغير بعد عودتهم من صلاة التراويح في إجراء رمضاني مستر طوال الشهر، ومن الممكن الذهاب الى البسطات الرمضانية التي تنتشر في الأحياء والشوارع لبيع الكبدة والبليلة والتي يقوم بالبيع فيها أبناء المنطقة نفسها، وذلك من بعد صلاة العشاء إلى مابعد منتصف الليل.
يقول إسماعيل طه (35 سنة) إداري، "مازلت أذكر صوت بائع البليلة وهو يصدح بأهازيج لجذب الزبائن (بليلة بللوكي وفي الخل غرقوكي)، فكنا نُسرع إليه لتناول هذه الوجبات من أجل إسكات جوعنا حتى يأتي موعد السحور، وعلى الرغم من انتشار محلات بيع الوجبات السريعة إلاّ أن الأهالي يرفضون التوجه إليها رغبةً في الكبدة والبليلة.

المسحراتي
وهو الرجل الذي كان يطوف ليلاً بالبيوت ليوقظ الناس لتناول وجبة السحور قبيل أذان الفجر، وينحصر عمله في شهر رمضان فقط، وقد كان يحمل طبلته المعروفة بإسم "البازة" وفي اليد الأخرى سير من الجلد أو عصا يطبل بها ويردد بعضاً من الجمل التراثية مثل "قم يانايم وحد الدايم" "السحور ياعباد الله"، إلاّ أن هذه العادة الحجازية اندثرت ولم تعد كسابق عهدها.