أنا أدرى منك بأسلوب تربية الاطفال

إذا كنتِ زوجة أو ابنةً أو أختًا أو زميلة، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليك؛ فهذه الصفحة لك، قولي كلمتك له؛ فالذكي من الإشارة يفهم.. وعسى أن يكون رجلكِ ذكيًا!

الزوجة تشتكي:
أنا من يجلس مع الأطفال، وأنا من يتابعهم، وأنا من يربي، ووالدهم فقط يأتي من العمل عند وقت العشاء؛ ليأكل وبعدها ببضع ساعات ينام، والوقت الوحيد الذي يتواجد فيه معنا، هو عطلة نهاية الأسبوع، وهنا تبدأ انتقاداته لي وتوجيهاته، زوجي حامد يريدني أن أطلق العنان للأطفال كي يتصرفوا براحتهم، ويتذمر كلما نهرتهم عن تصرف ما، أو منعتهم عن شيء، ماذا يتوقع؟ كيف يمكن أن أربي أطفالي وأنا أسمح لهم بكل شيء ولا أوجه؟ أين دوري كأم، وأين دوري في تربية الاطفال؟ أم أن حامد يريد فقط أن يوجه النقد لي؟
هو لا يفكر ولا ينتبه إلى أن ما أفعله مع الأطفال لأجله وليس لأجلي؛ فعندما يعود حامد متعبًا من العمل والضوضاء التي يتعرض لها خلال النهار، أسعى لأن أوفر له جوًا من الهدوء والسكينة؛ بعيدًا عن ضوضاء الصغار، أريده أن يرتاح؛ فلماذا لا يقدر ما أفعله لأجله ويسعد به؟ بدلاً من أن يشكرني على متابعتي للأطفال وتوجيههم نحو الصح وتنبيههم عن الخطأ، يبدأ بانتقادي ويتهمني بأنني أدمر شخصيتهم!
كيف أدمر شخصيتهم؟ أنا أساعدهم على التعلم؛ فلماذا هذا الهجوم من حامد؟ والأسوأ من ذلك أنه الآن منعني من التدخل في تربية ولدنا الأكبر نور، بحجة أن شخصيتنا مختلفة ونصطدم كثيرًا أنا وهو! أنا أمه؛ فما دخل الشخصية واختلافها؟ ونور على أبواب المراهقة؛ فكيف أدعه وشأنه؟
حامد للأسف يتحدث بمنطق غير عقلاني، وهنا تأتي أزمتي معه؛ فيجب أن أكون الزوجة المطيعة التي تنفذ أوامر زوجها وتوجيهاته، وللأسف أيضًا ربما أنا من أعطته هذه الفرصة ليقوم بتوجيهي؛ كونه يقرأ ويطلع أكثر مني؛ فربما اعتبرني أقل منه نضجًا أو معرفة، ولكن كيف تربينا؟ هل كان آباؤنا وأمهاتنا يقرأون كتب التربية؟ هل كان هنالك مختصون؟ كلنا تربينا على الأصول، وأخذنا أساسًا سليمًا، ويضرب بنا المثل في حسن التربية والأخلاق؛ فمثلما تربّيت سأربّي.
لا أريد أن أصطدم مع حامد؛ فسيعتبر رفضي لما يقول تجاوزًا، وفي نفس الوقت لست مقتنعة بالاستسلام وترك أطفالي بدون توجيه؛ فهذه ليست تربية، كيف لي أن أتصرف كي أثبت له أن فكرته عن التربية خطأ، من دون أن أختلف معه؟ هل من نصيحة؟
سوسن «36– ربة منزل».
على الفيسبوك كتبت: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيّب الأعراق!
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لسوسن، على موقع «سيدتي».


الزوج يرد: أنت السبب في إتلاف شخصية أبنائنا!
كلما أشاهد تصرفات أبنائي الصغار أحزن، وأنقم على زوجتي سوسن بسبب أسلوبها التربوي الخاطئ؛ فهي فوق رأسهم كالحارس، وما أن أدخل المنزل بعد عودتي من العمل إلى أن يحين وقت النوم، تبقى هذه الجمل تتردد في أذني:
- اجلس كفاك حركة.
- اخفض صوتك، والدك متعب من العمل.
- عد لغرفتك وأكمل واجباتك المدرسية.
- احذر وأنت تأكل كي لا تختنق.
والكثير من الجمل التي لا تحمل سوى الأمر والنهي والتوجيه وكأننا في معسكر! ما هذا الوضع المؤسف! ألا ترى أن شخصية الأطفال بدأت تنمحي؟ فمنهم من لا يعرف اتخاذ القرار، والآخر يخاف من خوض أية تجربة، والأمر الأكثر حزنًا، أنهم في أعمار تعج بالحيوية والنشاط؛ فلماذا تقييدهم؟
نبهتها بأكثر من مناسبة، أن استمرارها بهذا الأسلوب سيجعلهم يتذمرون عليها ما أن يدخلوا عمر المراهقة؛ حيث ستصبح السيطرة عليهم أصعب، ومن الأجدى أن تكسبهم من الآن؛ كي لا تخسرهم لاحقًا، لكن كلامي يدخل من أذن ليخرج من الأخرى، وما تتصوره هي من وجهة نظهرها، هو الصح.
سوسن عنيدة، لكنها مطيعة، وأنا لم يكن باستطاعتي سوى أن أفرض عليها أن تترك ولدنا الأكبر نور وشأنه، وأنا المسئول عن متابعته؛ فقد أصبح دائم الشكوى لي من تصرفاتها معه وتقييدها لما يقول ويفكر، ومحاصرتها له على كل شيء؛ لذا بدأ ينفر منها، وعندما أتدخل وأخبرها أن تتركه من الآن فصاعدًا، وذلك لأنني أريد أن أحافظ على علاقتها به، وأريد في نفس الوقت أن يكتسب نور شخصية قوية بعيدة عن الانتقادات التي تزعزع ثقته بنفسه.
سوسن للأسف مصرّة على أن تربي الأطفال مثلما تربّت هي، ولا تريد أن تفهم أن لكل جيل زمنه وأسلوبه الخاص به والأنسب له؛ فلا يمكننا أن نربي أولادنا بنفس الأسلوب الذي اتبعه آباؤنا؛ فالزمن قد تغير، وهذا لا يعني أنني لا أحافظ على الأصول والمبادئ، أنا فقط أتحدث عن أسلوب التربية المختلف وليس الفحوى.
حقًا تعبت من هذا الموال؛ فبدلاً من أن أعود للمنزل كي أنعم بالراحة وأقضي وقتًا ممتعًا مع عائلتي، تكون الأمسية محملة بالشكاوى والاتهامات، وأبدأ بفض النزاعات، أو أن أشهد مناوشات من الحارس سوسن والأطفال.
أتمنى منها أن توسع أفكارها قليلاً، وتبدأ بقراءة مواضيع تربوية وكيفية التعامل مع الصغار؛ بدلاً من قناعتها أن ما تفكر به هو الصح، وأنها الأدرى بمصلحة الصغار.

حامد «43– مدير مصنع أنسجة».
لا أتابع مواقع التواصل الاجتماعي!
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لحامد، على موقع «سيدتي».