3 صور

" ابني لا يأكل يادكتور" جملة تتكرر داخل عيادات طب الأطفال ، وشكوى تبثها كل أم تحكى عن طفلها الذي بدأ عامه الثاني..بعد أن كانت الأم في راحة من موضوع كمية الطعام خلال سنة طفلها الأولى.
عن سر هذا التغير تحدثنا الدكتورة" هيام متولي" بمعهد التغذية

طفلك يأكل بالكاد 4 ملاعق من الأرز في وجبة الغذاء..بعد أن كان يلتهم البزازة ويبكي طالباً المزيد، والحقيقة أن هناك تغيراً قد أصاب طفلك وتحولا في سياسته الغذائية
(1) أولى هذه التغيرات: قلة إحساسه بالجوع؛ فالإنسان يأكل حين يجوع، واحتياج طفلك للغذاء في سنته الثانية أقل بكثير من سنته الأولى؛ نموه في السنة الأولى أسرع جدا من الثانية، فهو يولد وهو يزن 3 كيلوجرامات- مثلا- ويبلغ تسعة كيلوجرامات حين يختم سنته الأولى
*في العام الأول يزداد وزنه إلى 300%من الأصل، عكس وزنه في العام الثاني فهو لا يزيد إلا ثلاثة كيلوجرامات على الأكثر، فتصبح اثني عشر كيلو؛ أي الزيادة 30% بدلاً من 300%
* تشعر الأم أن سرعة النمو قد هبطت لأن الأكل قد قل، ولكن العكس هو الصحيح؛ فقلة الأكل نتيجة هبوط احتياجه وشهيته للأكل عن العام الأول


ثاني هذه التغيرات: والذي يصيبه مع بداية عامه الثاني..أن الطفل أصبح أكثر ميلا للانتقاء وتخير الطعام..وهي حكمة إلهية وإلا كان الطفل أكثر ميلاً للنقد ورفض اللبن الذي يتكرر 6 مرات يومياً، وعلى مدى عامه الأول كاملاً
* في عامه الثاني أصبح يمل اللبن ويتطلع إلى أغذية أخرى أكثر تنوعاً، وهذا يتوافق مع وقت نمو الأسنان وازدياد مقدرة الجهاز الهضمي على الاستفادة من أغذية صلبة متنوعة
*لهذا لا تجبريه على شرب اللبن، ولا تجبريه على نوع أو نوعين من الغذاء لمدد طويلة حتى لا يملل ويقع فريسة الزهق والإجبار


ثالث هذه التغيرات: ترجع إلى تحسن ذاكرته؛ في العام الأول يبكى بحرقة حين يكون جائعا رغم أن اللبن يأتيه في أوقات محددة، أما في بداية عامه الثاني ومع نمو القدرة لديه على التذكر يطمئن الطفل إلى أن الطعام سوف يقدم له بانتظام، وسيبقى فترة طويلة يمكنه من أن يأكل أو لا يأكل مايشاء


التغير الأخير: هو التسنين، وهنا يفقد الطفل شهيته لمدد قد تصل إلى شهر، وخصوصا مع ظهور الأسنان والضروس
* رجاء لا تلتفتي إلى تعليق الأقارب والأهل على قلة شهية طفلك للطعام، ولا تنس انه قد بدأ مرحلة تكوين شخصيته التي تمتاز بظهور كلمة "لا" في قاموس كلماته