في فرنسا.. ابنة وزير تفضح تحرش وزير آخر بها

أريانا
بيار جوكس، وأريانا التّي تحرّش بها
أريانا تتحدث في إحدى القنوات الفرنسيّة عن قضيّة التحرّش
إريك أريسون والد أريانا مع زوجته الثانية التونسية ياسمين الترجمان
إريك أريسون والد أريانا مع زوجته الأولى أم «أريانا» والتي طلّقها
بيار جوكس الوزير الفرنسي سابقًا للداخلية وللدّفاع
6 صور

تسود حاليًا في فرنسا موجة عارمة غير مسبوقة، تقودها بعض النّساء؛ للتّشهير بالتحرّش الجنسي وفضح المتحرّشين، والشّعار المرفوع منهنّ هو: «افضح الخنزير!»، وقد اشتعلت هذه الحملة؛ اقتداء بما هو حاصل حاليّا بأمريكا، بعد الفضيحة التّي أثارتها قضيّة المنتج الأمريكي «هارفي وينستن».
وقد كثرت هذه الأيّام في فرنسا النّساء اللاتي ارتفعت أصواتهنّ عاليّا؛ للفضح والتشهير بشخصيّات شهيرة في عالم السّياسة والإعلام والفن والطب، واتهامهنّ لهم بالتحرّش، حتى وإن كان ذلك حدث قبل أعوام طويلة.

في حفل بالأوبرا
ومن بين القضايا المثيرة في هذا السّياق، والتي أثارت الجدل في فرنسا، وشغلت النّاس والرأي العام؛ اتّهام الكاتبة «أريان فارينا» وزير الدّفاع والدّاخليّة سابقًا بالتحرّش بها، وقالت في تدوينة لها، انتشرت بسرعة البرق، إنّ ذلك حصل عام 2010؛ وكان عمرها وقتها 20 عامًا.
و«أريان فارينا» هو اسم مستعار لروائيّة شابّة (27 عامًا)، اسمها الحقيقي هو «ألكسندرا بوسون»، وهي ابنة الوزير الفرنسي سابقًا للهجرة «إريك بوسون»، وقد روت في تدوينتها تفاصيل ما حصل لها، قائلة إنها حضرت حفلاً بالأوبرا عام 2010، وأخذت لها مكانًا في القاعة، في انتظار قدوم والدها الوزير، الذي تأخر بسبب مشاغله، ولم يتمكن من الدّخول إلا في فترة الاستراحة بين جزئي الحفل.
جلست أريانا في المكان المحدّد لها، وكان بجانبها على اليمين رجل وقور ومعه زوجته، ولم تكن تعرف من هو.

لغة الأظافر
انطفأت الأضواء، وبدأ الحفل وسط صمت الحاضرين المطبق، فحفلات الأوبرا لها طقوس خاصّة، وبعد مضيّ عشر دقائق - كما تقول أريانا- أحسّت أنّ يد الرجل، الذي كان بجانبها في القاعة، تسللت إليها في حركة وقحة، وقد صدّته، ولكنه أعاد الكرّة ثانيّة وثالثة، ثم تجاسر أكثر برفع الفستان الذّي ترتديه من على ركبتيها، وعندها صرخت صرخة مكتومة، وهو ما لفت نظر الجالسين بالقرب منها، ورغم ذلك، وبعد برهة من الزّمن، كرّر فعلته الشّنيعة، فما كان منها إلا أن غرست أظافرها بكلّ قوّة في يده المتسلّلة إليها تحرشًا، وهو ما جعله يكفّ عن فعلته.
وقالت «أريانا» إنها لم تكن تعرف الرّجل، ولكنها طلبت من رجل الأمن المكلف بحراسة والدها الوزير، عند قدومه، الاسترشاد عن هويّة الجالس بجانبها، فاستفسر واعلمها بهويّته.
وتقول إنّها لم ترغب وقتها في إثارة «زوبعة» حول ما حصل، مراعاة لموقع والدها الوزير، وفضّلت الصمت.

قضيّة رأي عام
وقد أخذت هذه القضيّة صدى واسعًا في فرنسا، وأصبحت قضية رأي عام، باعتبار أنّ المتهم شخصيّة مرموقة ومعروفة، وهو رجل يبلغ اليوم من العمر 82 عامًا، وكان عمره عندما حصلت الحادثة 75 عامًا، وهو وزير معروف في عهد الرئيس «فرانسوا ميتران»، وقد اضطلع تباعًا بحقيبتي وزارتي الدّفاع والدّاخليّة، كما تولى رئاسة محكمة المحاسبات وعضوية المجلس الدستوري، وهو الآن محام في باريس، وقد أنكر تهمة التحرش، ووصف المدعيّة بالكذب والافتراء، مؤكدًا أنه سيرفع شكوى بها إلى القضاء في الادّعاء بالباطل، وذكر أنه سيحرر ردًا كتابيًا على ما وصفه بالافتراءات.

ردود فعل النّاس
وقد انقسم الرأي العام الفرنسي بين مؤيّد للمرأة ومساند لها ومدافع عن حقّها في فضح الفعل المشين الذي لحقها من شخصيّة عامّة مرموقة، وبين مشكّك في صدق نواياها؛ متسائلاً عن سرّ صمتها الكامل في هذا الوقت، وذهب البعض إلى حدّ القول إن المرأة -وهي روائية مغمورة نسبيًا- أرادت الخروج من الظل؛ بحثًا عن الأضواء والشهرة، وهي تقوم بالدعاية لنفسها، وتساءل معلّق فرنسي على مواقع التّواصل الاجتماعي، متوجهًا لأريانا قائلاً: «لماذا لم تصفعيه في الحال وأمام الناس أجمعين؟!».
ومن أطرف التعليقات؛ ما دوّنه أحدهم، في إشارة إلى انتماء الوزير المتحرّش «بيار جوكس» إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي، قائلاً: «هكذا هم الاشتراكيّون دائمًا: يريدون تقاسم كلّ شيء!!».