هل يتوقف الإبداع في رمضان؟

عبدالله النصر
سعود آل سمرة
الدكتورة هند المطيري
هند المطيري
آل سمرة
الفليح
6 صور

للأدباء والشعراء شأن خاص مع رمضان، ويتفننون كثيراً في الاحتفاء بشهر الصيام، وسُطرت آلاف القصائد في هذا الشهر، ومن أجمل ما قيل في شهر الرحمات والنفحات مقولة أميرُ الشُّعَراء أحمد شوقي: الصَّوْم حِرْمان مشْروع، وتأديب بالجُوع، وخُشوع لله وخُضُوع، لكلِّ فريضة حكمة، وهذا الحكم ظاهرُه العذاب، وباطنه الرحمة، يستثير الشفَقة، ويحضُّ على الصدَقة، يكسر الكبْر، ويعلِّم الصبْر، ويسنُّ خِلال البِر، حتى إذا جاع مَن ألِف الشبَع، وحرم المترَف أسباب المتَع، عرف الحرمان كيف يقَع، وكيف أَلَمه إذا لذع".
هل يتوقف الإبداع في شهر رمضان؟ هذا التساؤل الذي طرحته مجلة "سيِّدتي" على عدد من الأدباء والأديبات السعوديين للوقوف على حالهم مع الإبداع في شهر رمضان.
الإلهام وتحسن المزاج
يقول القاص والشاعر سعود آل سمرة: الإبداع لا يرتبط بزمن محدد، ولكن ثمة أوقات يتسنى فيها الإلهام، ويتحسن المزاج، لتصبح القابلية للإبداع أكثر من ذي قبل، وتتمثل في: الصفاء والهدوء قبل الفجر، وبكور الصباحات، وفي المساءات الهادئة البعيدة عن الصخب، فهذه مواطن ثرية للإلهام، كما أن لفصول السنة المختلفة تأثيراتها على مزاج المبدع من خلال التغييرات التي تحدث في الطقس، فقد تحدث تأثيرات على البعض، وترتبط المواسم والمناسبات الدينية بالإبداع بشكل أو آخر، وأرى أن لأمسيات رمضان الجميلة أثرها الإيجابي في هذا الجانب، ولا أدري سبب توقف المبدع في هذا الوقت إلا إذا كان يرتبط بالتزامات معينة، أو لديه قناعة شخصية بشيء ما خارج موضوع الإبداع "اجتماعي مثلاً"، أو كان يربط نفسه بأوقات محددة للكتابة اليومية، ويجد في رمضان الوقت المناسب للراحة والتملص من التزامات الكتابة اليومية بأخذ إجازة واستراحة.
نهار رمضان طويل للإبداع
أما الأديب أسامة سليمان الفليّح، فيؤكد أنه أصدر مؤلفين عمل عليهما في رمضان لعامي ٢٠١٥م و٢٠١٦م، ويعمل الآن على الإصدار الثالث في هذا الشهر، فهو من أروع وأجمل الأوقات، ونهار رمضان طويل، ومقسم بين العبادة والقراءة والعمل، وأنصح بهذه التجربة.
الإبداع عبادة
فيما توضح الدكتورة الشاعرة هند المطيري أن الإبداع لا يفرق بين الأزمنة، أو يعرف رمضان من شعبان، فالإبداع حالة شعورية تحدث نتيجة مثير، قد يقع في أي وقت، ثم أنه لا تعارض بين الإبداع والعبادة، فالإبداع عبادة وشكر وثناء.
لا وقت لراحة العقل

ويرى القاص عبدالله النصر أن شهر رمضان هو الشهر الموازي لأيام إجازة الموظف الطويلة الصيفية، إذ يشعر المبدع بأنه ينصرم عن الإبداع والتأليف إلى التفرغ لمتطلبات البيت والأسرة المتلاحقة، إلى جانب وظيفته، ثم استجابة دعوات الآخرين له، والاستعداد للسفر في نهاية الشهر، بنسبة استهلاك له تقدر بنحو 85%، أما باقي النسبة فتكون لمبادلة زيارة الأهل، والاستعداد لمناسبة العيد بالملبس والمأكل، والعبادة في الشهر تكون أمراً ضئيلاً جداً يتلخص في الصيام ذاته، ثم في صلاة التروايح وقراءة القرآن، لذا أعتقد أن المبدع أمام هذا الفيض الذي أصبح عادة مجهدة لا يجد لعقله ونفسه وقتاً للراحة، فكيف له أن يؤلف ويبدع؟