غادة عبد الرازق: أرفض إجراء عمليات تجميلية وسأعتزل في الخمسين

5 صور

تثبت غادة الرازق في كل عام أنها ممثلة من العيار الثقيل. هذا العام أرادت أن تطلّ على جمهورها في مسلسلها "الكابوس" بلا ماكياج وأصرّت على أن تظهر مرتدية الحجاب حتى تثبت لجمهورها أنها ممثلة متميّزة وأن كفاءة الممثل ليست بالملابس والماكياج الصارخ. تحدّثت معنا بصراحتها المعروفة عن سرّ إصرارها على ارتداء الحجاب في المسلسل وأسباب ذهابها لدكتور نفسي منذ 12 سنة. وهل كانت تريد منع عرض مسلسل سمية الخشاب على نفس القناة التي تعرض مسلسلها وعلاقتها بهيفاء وهبي وخوفها من المرض وإصرارها على اعتزال التمثيل في سن الخمسين.

بدأت حوارها معنا بكلامها عن والدتها فقالت: «كنت أتمنى أن ترى أمي نجاحي الذي أعيشه الآن، كانت ستسعد جداً بي. صحيح أن أمي رحلت منذ سنوات لكني ما زلت أنفّذ نصائحها، وهي أن أكون قريبة من الله وألا أخذل أي إنسان يطلب مني مساعدة وأن يكون قلبي أبيض وألا أحمل أي كره لإنسان وأن أكون متسامحة. وما تربّيت عليه كبرت عليه حتى آخر عمري.
أحب عائلتي جداً وأحب أن أكون دائماً وسطهم نقضي أوقاتاً جميلة. يسرية أختي الكبيرة أعتبرها أمي الثانية. روتانا ابنتي وزوجها وابنتاهما حفيدتاي خديجة وجويرية يقيمون معي في فيللتي بالمعادي. نأكل ونلعب ونسافر مع بعضنا البعض. أشعر وأنا مع حفيدتيّ أنني أعيد أمومتي مرّة أخرى».
ولكن إحساس الجدة إحساس آخر؟
إحساس الجدة أجمل شيء في الدنيا، ربنا لا يحرم أي إنسان منه. وقد نصحت ابنتي أن تتزوّج وهي في سن الـ23 سنة. فإحساس الجدة من نِعم الله على الإنسان إلى جانب نعمة الأولاد والصحة.
هل تشعرين بالخوف من مرحلة وصول الأحفاد لسن الشباب؟
أنا إنسانة صريحة وواضحة، عمري 44 سنة وعمر ابنتي 25 سنة. ولا يوجد إنسان يهرب من عمره. لكلّ سن جماله. وأنا أحترم نفسي والآخرين ولا أكذب أبداً.

أحفادي كل حياتي
كيف تتعاملين مع خديجة وجويرية؟
خديجة شقيّة كثيراً وتغار عندما ألعب مع أختها. وأحياناً تقول «عايزة أشوف غادة في التلفزيون» وأجعلها تشاهد أعمالي على «يوتيوب». وهذا يسعدها جداً رغم أنها ليست مستوعبة سبب ظهوري على الشاشة وأنني ممثلة. وأتمنى أن تكونا من الأوائل في المدرسة وسأعلّمهما أن تكونا صادقتين وألا تخافا إلا الله سبحانه وتعالى وتكون كل منهما جريئة وتعترف بأخطائها. فأنا كنت صديقة لروتانا وأماً أيضاً تعطي النصيحة.
ما هي الصفات التي أخذتها منك روتانا؟
العناد وطيبة القلب والكرم. «صاحبة أصحابها وجدعة» تقف بجوار أصدقائها في أي أزمة.
ما هي نصائحك لابنتك كأم وزوجة؟
الحمدلله ربنا يحفظ ابنتي روتانا. فهي منذ طفولتها عاقلة وكلامها قليل وكاتمة أسرار. وهي الحمدلله تعرف جيداً كيف تعامل زوجها وابنتيها. فهي ابنتي وصديقتي وحبيبتي. وأشعر بالوحدة عندما تخرج هي وزوجها وابنتيها.
وأنا أكره الوحدة.
هل تخافين من المرض؟
أكيد أخاف، لكنني إنسانة مؤمنة بأنه لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وأدعو الله أن يخفّف علينا ما يقدّره لنا. وأنتهز الفرصة وأدعو للفنان نور الشريف صاحب الفضل عليّ في مسلسل «الحاج متولي» وربنا يشفيه ويبقيه لأسرته ولجمهوره. نور الشريف فنان كبير وقوي جداً. ولن يهزمه المرض بسبب حب الناس له ودعائهم له بالشفاء، فهذا يعطيه القوة للتغلّب على مرضه بإذن الله.

شخصية مختلفة
غادة عبد الرازق كل سنة تقدّم لنا عملاً تضيف به لنجوميتها ورصيدها. ما هي معاييرك لاختيار أدوارك؟
أختار أعمالي في كل عام على أساس أن يكون الدور جديداً ولم أقدّمه في الأعوام السابقة لأن الجمهور يريد أن يشاهدني في كل عام بشخصية مختلفة.
لماذا فضّلت الظهور محجبة وبلا ماكياج في مسلسل «الكابوس» وما الذي أضافه لك هذا الدور؟
كان لديّ إصرار على أن أظهر محجبة مثل أي امرأة عندما يكبر أولادها. وهذا النموذج موجود بكثرة في الحياة. ففي المرحلة الأولى من الدور عندما كانت الشخصية في بداية زواجها، كانت امرأة عادية تتزيّن وتلبس على الموضة. وعندما مات زوجها وأصبحت الأم والأب صارت أماً محتشمة. وعندما كبر الأبناء ارتدت الحجاب.
أما بالنسبة لعدم ظهوري بالماكياج، فالدور هو الذي يتحكّم في الشكل والملابس. وقصدت أن أظهر كذلك ومحجبة حتى يعرف الجمهور أنني ممثلة جيدة وأن النجاح لا يكون بشكل وملابس وماكياج الممثل. الممثل يكون بقدرته على تقمّص الشخصية وأدائها جيداً. وأحب أسلوب الستايلست منى الزرقاني والتي عملت معي في أعمال كثيرة منها «زهرة» و«حكاية حياة» وغيرهما..
ما الذي رفضته في شخصية مشيرة؟
رفضت تربيتها الخاطئة لابنها فهمي. فهي أم تحب بطريقة خاطئة، وتفرّق بين الصبي والبنت في التعامل. ومن كثرة حبها لابنها تدمّره بخوفها الشديد عليه، حيث تحلّ له كل مشاكله. فيشعر الابن أن والدته متسلّطة لا تراعي مصلحته، وبدلاً من أن يكون ملاكاً يصبح شيطاناً يدمّر نفسه.

الحمدلله أنني لم أرزق بصبي
لو كان عندك صبي هل كنت ستربّينه بنفس الطريقة؟
طوال عمري أحب الصبيان. وقد شاركت أختي يسرية في تربية ابنها. طبعاً تربية الولد مختلفة تماماً عن البنت. والحمدلله أنني لم أرزق بولد لأنني أم حازمة، ولكن لن أصل لهذا النوع من التربية المتسلّطة التي تفسد ولا تنفع مثلما فعلت في «الكابوس».
الكابوس هو العمل الأول للمؤلفة هالة الزغندي. ألم يقلقك ذلك؟
هالة كانت تكتب في ورشة الكاتبة مريم ناعوم. وعندما عرضت عليّ المنتجة مها سليم السيناريو أعجبني ولم أستطع أن أرفضه. فأنا لا تهمّني الأسماء سواء في السيناريو أو الإخراج أو الممثلين. العبرة بالاجتهاد و«الشطارة». أنا أعتمد على الله ونجتهد جميعاً كفريق عمل حتى ننجح، إلى جانب أننا جميعاً نحب بعضنا البعض ونبذل كل ما في وسعنا لنجاح العمل. وأحيّي المخرج الموهوب إسلام خيري الذي لا ينام طوال تصوير المسلسل، فقد قدّم صورة مختلفة من الدراما.
في نظرك لماذا يظهر الفنانون الكبار في حالة فنية مختلفة مع غادة عبد الرازق مثل سلوى عثمان وأحمد راتب؟
بجانب أنهم ممثلون مهمّون وكبار، فأنا دائماً أحب أن يظهر من يعمل معي في حالة فنية مختلفة وأن يكون دوره مناسباً لمكانته الفنية.
ألا تخافين أن يسرق الكاميرا منك أي فنان يعمل معك؟
أعوذ بالله. أنا لا أفكّر بهذه الطريقة المريضة. فالنجاح يعود علينا جميعاً لأنه لا يمكن لأي فنان أن ينجح بمفرده.
أغنية التتر للشاعر أيمن بهجت قمر والملحن وليد سعد جاءت معبّرة جداً عن أحداث المسلسل. هل تقرأين كلمات أغنية التتر قبل تسجيلها؟
بالطبع. لأنها تعبّر عن قصة وأحداث المسلسل. وقد عرضت عليّ المنتجة مها سليم كلمات أغنية التتر عندما قدّمها لها أيمن بهجت قمر الذي قرأ العمل بالكامل وشاهد بعض المشاهد التي كانت مصوّرة منه. فتتر المسلسل من العوامل المساعدة في نجاح العمل. وأحيّي المطرب آدم، فقد كان صوته معبّراً جداً واستطاع إيصال الكلمات بسرعة للجمهور.
ما هي أكثر المشاهد التي كتبتها المؤلفة هالة الزغندي وأعجبتك؟
مشهد وفاة الزوج في مقلب «زبالة» وولادتها لابنها في نفس اللحظة، ومزج ذلك بوفاة الابن، وإلقاء رأسه في مقلب «زبالة» أيضاً. وهذا المشهد رغم أنه لا يتعدّى ربع ساعة إلا أنه يوصل رسالة أن حياة هذا الابن كلّها خطأ منذ البداية.


سأعتزل التمثيل عندما أصل لسن الخمسين
قلت لي من فترة إنك ستعتزلين التمثيل في سن الخمسين. هل ما زلت عند رأيك؟
نعم سأعتزل التمثيل عندما أصل لسن الخمسين إذا أعطاني الله العمر. سأترك مكاني وأنا في قمة نجوميتي وسأكون عندها قدّمت كل الأدوار التي أتمنى تقديمها. فأنا أرفض أن أجري أي عمليات تجميلية لأنني أخاف منها بشدّة. سأعيش سني وأستكمل حياتي بعد الاعتزال في الإنتاج والتفرّغ لعائلتي.
هل سترتدين الحجاب بعد الاعتزال؟
من الممكن أن أرتدي الحجاب أو لا أرتديه. الله أعلم.
من هم أكثر الدعاة الذين تحرصين على متابعة برامجهم؟
تربّيت على علم الشعراوي وتفسيره للقرآن، وإلى الآن هو عندي في المرتبة الأولى، ولكني أيضاً أقدّر جداً الحبيب علي الجفري، فهو رجل فاضل ومعز مسعود أتابعه في رمضان هو ومصطفى حسني الذي يتميّز بالسماحة.
ما الذي تتمنى غادة عبد الرازق تقديمه العام القادم في التلفزيون؟
إن شاء الله سأقدّم مسلسل كوميديا الموقف. فأنا أفتقد الأدوار الكوميدية من أيام «الحاج متولي».
وهل هناك أعمال سينمائية جديدة؟
هناك عملان، الأول كوميدي والثاني تراجيدي وسأظهر في الفيلمين مختلفة تماماً عن أدواري التي قدّمتها في السينما من قبل.

أحزان حياتي
لكل إنسان أحزانه التي لا ينساها. ما هي أحزان غادة عبد الرازق؟
بالتأكيد عندما فقدت أغلى الناس في حياتي برحيلهم عن الدنيا. أول الأحزان عندما توفّي والدي وأنا في سن 12 سنة. وقد كان يعمل وكيلاً في مجلس الدولة، وقبل وفاته كان وزيراً للاستثمار. رحيله بالنسبة لي صدمة كبيرة، فقد كان حنوناً لدرجة أنني عندما كسرت ساقي في مرحلة الابتدائية أحضر كل المدرّسين لي في المنزل ليعطوني الدروس. لقد افتقدته كثيراً كما أنني أشبهه كثيراً في الطيبة والرومانسية والوسوسة في النظافة وفي الطموح والحنان والعصبية.
الصدمة الثانية كانت عندما توفّي أخي بعده، وكان قد تخرّج في كلية الشرطة. وشعرت وقتها أنا وأمي وأختي يسرية أننا فقدنا الأمان والسند. أمي كانت سيدة طيّبة وحنونة، وبعد وفاة أبي أصبحت حازمة جداً لأنها خافت علينا لأننا بنتان. أمي ساعدتني في تربية روتانا وشعرت بصدمة كبيرة عندما رحلت. لا أنساهم جميعاً أبداً وهم معي في كل لحظة وأدعو لهم بالرحمة.

نادمة
هل تشعرين بالندم على أدوار قدّمتها في السينما؟
أكيد نادمة. فأدوار البدايات كنت صغيرة ولم أخترها جيداً.
هذا ما تعلّمته من خالد يوسف
ما هي علاقتك بالمخرج خالد يوسف الآن؟
علاقتي بخالد يوسف جيدة جداً ويشرّفني أن يجمعنا عمل جديد، فهو صاحب فضل عليّ.
ما الذي تعلّمته منه؟
علّمني كيف أفكّر بذكاء وأختار أدواري بعناية وأن أنظر أمامي ولا أنظر خلفي. فهو مخرج يحب الممثل ويخاف على مصلحته.